{السلطة} تطالب إسرائيل بإعادة وضع القدس كما كان عام 2000

مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى ردًا على قرار اليونيسكو

امراة إسرائيلية ترفع شعاراً يدعو للسلام مع الفلسطينيين أمام الجدار العازل على الحدود شمال غزة (إ.ب.أ)
امراة إسرائيلية ترفع شعاراً يدعو للسلام مع الفلسطينيين أمام الجدار العازل على الحدود شمال غزة (إ.ب.أ)
TT

{السلطة} تطالب إسرائيل بإعادة وضع القدس كما كان عام 2000

امراة إسرائيلية ترفع شعاراً يدعو للسلام مع الفلسطينيين أمام الجدار العازل على الحدود شمال غزة (إ.ب.أ)
امراة إسرائيلية ترفع شعاراً يدعو للسلام مع الفلسطينيين أمام الجدار العازل على الحدود شمال غزة (إ.ب.أ)

اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى، على فترات مختلفة، تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، ردا على قرار اليونيسكو، الذي نفى أي صلة للشعب اليهودي بالمسجد الأقصى، قبل أيام، وأكده مجددا أمس.
بدأ المستوطنون اقتحاماتهم باكرا صباح أمس، مستغلين برنامج السياحة الخارجية الذي يسمح لغير المسلمين بزيارة المسجد، قبل أن يتحول وجودهم المكثف والمتزايد، إلى سبب للتوتر الكبير لدى المصلين الذين تصدى بعضهم، بالإضافة إلى حراس المسجد، لمحاولات مستوطنين إقامة صلوات وشعائر تلمودية في المكان.
وصرح عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، بأن أكثر من 200 مستوطن اقتحموا المسجد وسط حراسات مشددة، في الوقت الذي جرى فيه التشديد على دخول المسلمين إليه، ومنع كثيرون منهم من أداء الصلاة.
ودعا الكسواني إلى «شد الرحال» إلى الأقصى هذه الأيام، لمواجهة محاولات فرض الأمر الواقع هناك، ورد الاقتحامات المتوقع تكرارها، مع الدعوات التي أطلقها مسؤولون وجمعيات يهودية، لتكثيف الوجود في ساحات الأقصى.
وكان وزير الداخلية ارييه أدرعي، دعا «جميع اليهود الإسرائيليين إلى التجمع عند حائط المبكى لإيصال رسالة إلى الذراع الثقافي للأمم المتحدة، تقول إنه لن يتم فصل الشعب اليهودي عن أماكنه المقدسة».
ودعا الوزير اليهود إلى الحضور بأعداد ضخمة في مراسيم مباركة الكهنة السنوية، خلال عيد المظلة، احتجاجا على مشروع قرار اليونيسكو، الذي وصفته إسرائيل بـ«انتهاكات استفزازية» و«سخيف» و«مستفز» و«إنكار للتاريخ ويعطي دفعة للإرهاب». كما دعت منظمات «الهيكل المزعوم»، إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال أيام عيد العرش.
ودانت الحكومة الفلسطينية، أمس، إصرار الحكومة الإسرائيلية على إدخال المتطرفين اليهود عنوة إلى المسجد من خلال باب المغاربة، الذي تسيطر عليه الشرطة الإسرائيلية منذ عام 1967، وتشجيع الجماعات اليهودية المتطرفة على تنفيذ اقتحامات يومية لساحات المسجد الأقصى، والتي تصاعدت خلال الأيام الماضية، في محاولة لتحدي القرار وما جاء فيه، ومن خلال الاستمرار في فرض سياسة الأمر الواقع، ليس فقط بالاقتحامات اليومية المتصاعدة وأعداد المقتحمين، وإنما بتصعيد نوعي للدعوات والإعلانات التي تحرض على الاقتحامات أيضا.
وعدت الحكومة قرار المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، بشأن المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق، بأنه «إنصاف وتأييد للحق الفلسطيني غير القابل للتصرف، وهو تعبير عن إدانة المجتمع الدولي ورفضه لكافة سياسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته، التي تهدف إلى طمس الحقائق التاريخية، والمساس بالحقوق السياسية والثقافية والدينية الثابتة للشعب الفلسطيني في مدينة القدس، وكشف لزيف الرواية الإسرائيلية التي ضلل بها الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لعقود طويلة من الزمن، وحاول فرضها بالقوة العسكرية منذ اليوم الأول لاحتلاله المدينة المقدسة».
وثمّنت الحكومة هذا القرار، الذي يطالب إسرائيل، القوة المحتلة، بإعادة الوضع إلى ما كان قائما حتى شهر أيلول من عام 2000، حين كانت إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، الجهة الوحيدة المسؤولة عن كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك من جميع النواحي.
من جهته، قال وزير الخارجية رياض المالكي، إن التاريخ لن يرحم كل من تخاذل عن تحمل مسؤولياته لإنهاء الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني. واستعرض المالكي في كلمته، خلال أعمال الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، معاناة فلسطين وشعبها جراء الممارسات الاستعمارية والعنصرية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى إلى إخضاعهم لنظام استعماري تمييزي وصولاً إلى دفعهم للرحيل عن أرضهم، مشيرًا إلى أنَّ هذه السياسات تتجلى بقوة في القدس الشرقية، وتستهدف أهله، خصوصًا الأطفال، وتاريخها وإرثها الحضاري.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.