حسب نتائج دراسة نمساوية حديثة، فإن 85 في المائة من المراهقين المهاجرين من أصول إسلامية معرضون لخطر التطرف ما لم يتم تداركهم سريعًا، وإن نسبة 27 في المائة من أولئك المراهقين يعادون عموم الفكر الغربي ويتعاطفون مع الفكر المتطرف العنيف.
وكان ناشر الدراسة، الباحث الاجتماعي كينان غونغور، قد أجرى استطلاعًا مطولاً على عينة ضمت 401 شاب مهاجر تتراوح أعمارهم ما بين 14 و24 سنة من بينهم 214 شابًا مسلمًا، ظل يتحدث إليهم ويناقشهم في مواقع مختلفة بما في ذلك في أوقات أنسهم بالحدائق العامة ومراكز دراستهم وتجمعات ومعسكرات سكنهم، بهدف أن يتعرف عليهم وعلى أفكارهم.
وفقًا للأجوبة والآراء صنف الباحث الشباب المسلم الذي درسه إلى 3 مجموعات؛ ضعيفة، ومتناقضة، ومعتدلة.
وأشار إلى أن نسبة 34 في المائة أجابت بنعم على سؤال طرحه إن «كان يتوجب على العالم الإسلامي الدفاع بالقوة أم لا».
فيما أبدت نسبة 29 في المائة استعدادها للذهاب لخوض حرب «دينية»، بينما أظهرت نسبة 31 في المائة تعاطفًا مع المتطرفين، وأنهم يرفضون فكرة أن يشاركوا شخصيًا في القتال. هذا بينما أكدت نسبة 42 في المائة رفضها للعنف، مبدية خشيتها من التطرف ومخاطره.
من جانب آخر، أبدت نسبة 65 في المائة من المستطلعين المسلمين إحساسها بالحياة الجديدة التي يعيشونها بفيينا، رغم تأكيدهم بعدم معرفة النمساويين معرفة حقيقية.
وفي معرض حديث لوسائل الإعلام المحلية التي نشرت نتائج الدراسة، أمس، قال الباحث إن «النتائج التي توصل إليها لا ينبغي أن تستخدم لاستخلاص استنتاجات حول فكر الشباب في فيينا بصورة مطلقة، إذ إن معظم من شاركوا فيها يعتبرون من الفئات المحرومة اجتماعيًا»، مشددًا على أن أهم العوامل التي تزيد من خطر التطرف تعود لطريقة تدريس مادة الدين إبان فترة المراهقة. مشددًا على أن التطرف لم يعد مشكلة ذكورة فحسب، خصوصًا في ظل أجواء الحرية المتاحة في مجتمع مفتوح كمجتمع فيينا يسهل فيه الاختلاط بين المهاجرين بسبب ظروف الاغتراب، لا سيما أن القاسم المشترك بين الشباب المهاجر يتمثل في بحثهم عن هوية.
وبينما لم تعلق حكومة فيينا بعد على نتائج الدراسة، فإن بعض مسؤوليها كانوا قد أعلنوا عن مبادرات وبرامج تتيح للمسؤولين والمتخصصين النفسانيين والاجتماعيين التعرف «ولو خفية» على تلك القطاعات من الشباب المراهق المعرض لأنواع كهذه من خطر التطرف وفتح حوارات معهم قبل أن يتطرفوا فعلاً.
وفي هذا السياق تنشط بالمدينة مجموعات تدرب الأمهات على تلمس أي بوادر تطرف قد تظهر على صغارهم وكيفية التعامل معها، بما في ذلك الاتصال بالشرطة التي تدرس الحالة وتخضعها للمراقبة والعلاج في سرية كاملة.
من جانبه، سارع حزب الحرية المعارض لاعتبار نتائج الدراسة دليلاً على تجاهل حزبي حكومة فيينا «الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر» لواقع الحال بالمدينة، التي هي بمثابة إقليم كامل يسكنه أكثر من مليون نمساوي من جملة 8 ملايين.
وفي هذا، قال عضو حزب الحرية ماكسيمليان كراوس، المسؤول الأول عن التعليم والتكامل بإقليم فيينا، إن «الدراسة دليل قاطع يعكس رفض الحزبين الاعتراف بفشلهما الذريع في دمج حتى الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين، ناهيك بفيضانات من جيل مهاجر جديد متعصب لا يحترم ثقافة المدينة، متقوقع على نفسه لا يبدي أي حماس لتعلم لغة البلاد الألمانية».
دراسة: 85 % من المهاجرين الجدد في النمسا معرضون لخطر التطرف
حزب معارض اعتبر النتائج دليلاً على إخفاق حكومة فيينا التي رفضت التعليق عليها
دراسة: 85 % من المهاجرين الجدد في النمسا معرضون لخطر التطرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة