انخفاض قياسي لليرة التركية أمام الدولار لعودة الحديث عن «النظام الرئاسي»

ارتفاع عجز المعاملات الجارية خلافًا لتوقعات سابقة

انخفاض قياسي لليرة التركية أمام الدولار لعودة الحديث عن «النظام الرئاسي»
TT

انخفاض قياسي لليرة التركية أمام الدولار لعودة الحديث عن «النظام الرئاسي»

انخفاض قياسي لليرة التركية أمام الدولار لعودة الحديث عن «النظام الرئاسي»

أعلن البنك المركزي التركي، أمس الأربعاء، أن عجز ميزان المعاملات الجارية في أغسطس (آب) الماضي تقلص إلى 1.776 مليار دولار. لكن الرقم تجاوز توقعات سابقة بعجز قدره 1.45 مليار دولار.
وبلغ عجز ميزان المعاملات الجارية في يوليو (تموز) الماضي 2.649 مليار دولار. وفي عام 2015 وصل العجز إلى 32.192 مليار دولار. وتحتاج تركيا إلى جذب مائتي مليار دولار سنويا لتمويل العجز في ميزان المعاملات الجارية وخدمة ديونها بالعملة الأجنبية.
وكان ناجي أغبال، وزير المالية التركي، توقع الأسبوع الماضي أن تحقق بلاده نموا اقتصاديا أقوى في الربع الأخير من العام الحالي بما قد يمكنها من تجاوز معدل النمو المتوقع لعام 2016 البالغ 3.2 في المائة الذي تم تحديده في برنامجها الاقتصادي المتوسط الأجل هذا الأسبوع.
كما لفت لطفي إلوان، وزير التنمية التركي، إلى أن بلاده استقبلت تدفقات رأسمالية بقيمة 604 ملايين دولار بعد أن خفضت وكالة «موديز» تصنيف تركيا الائتماني السيادي إلى درجة «عالية المخاطر» الشهر الماضي.
وغيرت «موديز» تصنيف تركيا، من «بي إيه إيه 3»، الذي يعني إمكانية الاستثمار بها، إلى «بي إيه 1» مع نظرة مستقبلية مستقرة، وعزت ذلك إلى تأثير الانقلاب الفاشل في منتصف يوليو على التباطؤ الاقتصادي للبلاد.
في سياق مواز، هبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض أمام الدولار، أمس الأربعاء، بفعل المخاوف من غموض سياسي ربما ينجم عن خطوة حكومية جديدة للمضي قدما في تشريع للتحول إلى نظام رئاسي أعلنه رئيس الوزراء بن علي يلدريم، لا سيما أن الحديث عن النظام الرئاسي أثار انقسامات واسعة في تركيا العام الماضي.
وتراجعت الليرة إلى نحو 3.0974 ليرة للدولار، ثم تحسنت في الساعة 13.15 بتوقيت غرينتش إلى 3.0940 ليرة. وكان آخر مستوى قياسي منخفض سجلته العملة التركية في 20 يوليو بعد محاولة الانقلاب الفاشلة بخمسة أيام.
واعتبر متعاملون في سوق الأوراق المالية في تركيا مثل ذلك السجال السياسي قد يشتت الانتباه بعيدا عن معالجة اقتصاد يفقد قوة الدفع.
وكان يلدريم خفض من توقعات بلاده النمو الاقتصادي في أحدث برامج الحكومة الاقتصادية متوسطة الأجل، حيث أعلن الأسبوع الماضي قائلا إن الاقتصاد سينمو بنسبة 3.2 في المائة هذا العام و4.4 في المائة في 2017.
وكشف البرنامج السابق للحكومة، الذي أعلن في يناير (كانون الثاني) عن نمو بنسبة 4.5 في المائة هذا العام وخمسة في المائة العام المقبل، لكن الاقتصاد نما بأقل من المتوقع منذ ذلك الحين وزادت وتيرة التباطؤ بفعل محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي.
وقال يلدريم إن معدل النمو الاقتصادي سيرتفع إلى 5 في المائة في 2018 و2019. وإنه يأمل في أن يعزز البرنامج الانضباط المالي والأوضاع المالية العامة بالبلاد.
في سياق آخر، أعلن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن مد خط أنابيب تورك ستريم «السيل التركي» لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر البحر الأسود مرورا بالأراضي التركية سيبدأ العام المقبل.
وقال نوفاك لصحافيين في إسطنبول، الأربعاء، على هامش أعمال مؤتمر الطاقة العالمي، إنه «تمت الموافقة على كل ما يلزم للعمل». وأضاف أنه «وفقا للاتفاقية الموقعة بين الجانبين الروسي والتركي، فإن الموعد النهائي لاستكمال بناء الأجزاء البرية والبحرية من السيل التركي هو نهاية 2019».
وكان تم اقتراح مد هذا الخط، لنقل الغاز الروسي إلى جنوب شرقي أوروبا وربما إلى اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي، قبل نحو عامين، إلا أنه تعثر بسبب توتر العلاقات الروسية التركية.
وفي إطار الجهود المتواصلة لإعادة العلاقات بين تركيا وروسيا إلى سابق عهدها، وقع وزيرا الطاقة في البلدين بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين الماضي، في إسطنبول، على اتفاقية لبناء الخط.



معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهر مسح ربع سنوي أجراه البنك المركزي الياباني تحسناً طفيفاً في توقعات الشركات، لا سيما في الصناعات الثقيلة الرئيسية، مثل صناعة السيارات والوقود الأحفوري والآلات، بينما تراجعت في صناعة الخدمات.

ومن شأن نتائج استطلاع «تانكان» التي أصدرها بنك اليابان يوم الجمعة، وهو المسح الاقتصادي القصير الأجل للشركات، أن يؤثر على قرار البنك بشأن رفع سعر الفائدة الرئيسي، الأسبوع المقبل.

ويظهر الاستطلاع الفارق بين الشركات التي تقول إنها متفائلة حيال أوضاع الأعمال وتلك المتشائمة. وقوضت نتيجة الاستطلاع الأحدث توقعات زيادة سعر الفائدة، كما تأرجح الين الياباني خلال الأسبوع؛ حيث بلغ معدل تداول الدولار الأميركي أمام الين 152.9 ين يوم الأربعاء، وهو معدل قريب لأعلى مستوى خلال أسبوعين. ونما اقتصاد اليابان بوتيرة سنوية معدلة بلغت 1.2 في المائة في الربع السابق، مدفوعاً بإنفاق استهلاكي مستدام.

وارتفعت المعنويات الإجمالية للشركات، للمصنعين وغير المصنعين إلى 15 نقطة من 14 نقطة في مسح سابق. وارتفع مؤشر معنويات كبرى الشركات الصناعية إلى 14 نقطة في ديسمبر (كانون الأول)، من 13 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى استئناف مصنعي السيارات الإنتاج عقب فضائح شهادات اختبارات السيارات في الصناعة. كما تحسّنت شركات الإنشاءات والعقارات.

وفي حين أن شركات تصنيع السيارات وغيرها من الصناعات الأخرى الكبيرة أحرزت تقدماً، تراجعت المعنويات بين تجار التجزئة وغيرهم في صناعة الخدمات؛ حيث انخفضت إلى 33 نقطة من 34 نقطة رغم أنها ما زالت في منطقة إيجابية. وتراجع مؤشر تجار التجزئة بشكل حاد إلى 13 نقطة من 28 نقطة.

وفي الأسواق، تراجعت عائدات السندات الحكومية اليابانية متوسطة وطويلة الأجل يوم الجمعة مع تراجع احتمالات قيام بنك اليابان المركزي برفع أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وانخفض العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين نقطة أساس واحدة إلى 0.565 في المائة، والعائد على السندات لأجل خمس سنوات نقطتين أساس إلى 0.69 في المائة.

وقال ميكي دين، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في اليابان لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «تراجعت رهانات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان المركزي، في حين دعمت عمليات شراء السندات التي يقوم بها بنك اليابان أيضاً المعنويات».

وأفادت «رويترز»، يوم الخميس، بأن بنك اليابان المركزي يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة مع تفضيل صناع السياسات قضاء المزيد من الوقت في التدقيق في المخاطر الخارجية والمؤشرات بشأن توقعات الأجور في العام المقبل. وجاء ذلك في أعقاب تقرير لوكالة «بلومبرغ» نيوز يوم الأربعاء أن بنك اليابان يرى «تكلفة ضئيلة» في الانتظار لرفع أسعار الفائدة.

وأشارت التوقعات إلى احتمال بنسبة 22.86 في المائة لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5 في المائة هذا الشهر، واحتمال بنسبة 65.5 في المائة لهذه الخطوة في اجتماعه في يناير (كانون الثاني).

من جانبه، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً يوم الجمعة مع اتجاه المتعاملين لجني الأرباح عقب صعود استمر 4 جلسات بعد أن رفعت البيانات الاقتصادية الأميركية الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وهبط المؤشر «نيكي» 0.95 في المائة إلى 39470.44 نقطة، لكنه كسب 1.94 في المائة خلال الأسبوع. ودفعت مكاسب يوم الخميس المؤشر القياسي إلى أعلى مستوى في شهرين. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.95 في المائة إلى 2746.56 نقطة، لكنه ارتفع 1.68 في المائة خلال الأسبوع.

وقال تاكيهيكو ماسوزاوا، رئيس التداول في «فيليب سيكيوريتيز اليابان»: «أدى ضعف إغلاق الأسواق الخارجية خلال ساعات الليل إلى انخفاض المعنويات، ما دفع المستثمرين إلى بيع الأسهم لجني الأرباح». وأضاف: «أرادت السوق تعديل مراكزها قبل عطلة نهاية الأسبوع».

وتجاوز المؤشر «نيكي» يوم الخميس مستوى 40 ألف نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول). وتراجعت مؤشرات وول ستريت الليلة السابقة، إذ قيم المتعاملون المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وأظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، أن أسعار المنتجين ارتفعت 0.4 في المائة على أساس شهري في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتقديرات ارتفاع 0.2 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم.

وتراجعت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو للأوراق المالية البالغ عددها 33 باستثناء ثلاثة. ومن بين 1644 سهماً في السوق الرئيسية في بورصة طوكيو، ارتفع 32 في المائة وانخفض 64 في المائة، بينما استقر 3 في المائة.