كتّاب المقالات الافتتاحية قالوا كلمتهم.. ترى هل يصغي الناخبون؟

«يو إس إيه توداي» دعمت «دون أن تصرح» مرشحًا رئاسيًا للمرة الأولى في تاريخها

أكثر الصحف وصفت دونالد ترامب بأنه «أكثر مرشح غير مؤهل من حزب أغلبية في تاريخ الرئاسة الأميركية الذي يصل إلى 227 عامًا» (نيويورك تايمز)
أكثر الصحف وصفت دونالد ترامب بأنه «أكثر مرشح غير مؤهل من حزب أغلبية في تاريخ الرئاسة الأميركية الذي يصل إلى 227 عامًا» (نيويورك تايمز)
TT

كتّاب المقالات الافتتاحية قالوا كلمتهم.. ترى هل يصغي الناخبون؟

أكثر الصحف وصفت دونالد ترامب بأنه «أكثر مرشح غير مؤهل من حزب أغلبية في تاريخ الرئاسة الأميركية الذي يصل إلى 227 عامًا» (نيويورك تايمز)
أكثر الصحف وصفت دونالد ترامب بأنه «أكثر مرشح غير مؤهل من حزب أغلبية في تاريخ الرئاسة الأميركية الذي يصل إلى 227 عامًا» (نيويورك تايمز)

قامت صحيفة «يو إس إيه توداي» بدعم مرشح رئاسي للمرة الأولى في تاريخها، أو لتحري الدقة، جاء الدعم بشكل غير مباشر، حيث هاجمت الصحيفة ترامب، دون أن تصرح بدعم هيلاري كلينتون أو أي بديل آخر. أما مجلة «ذا أتلانتيك»، فلم تتخذ موقفًا داعمًا في أي انتخابات رئاسية إلا مرتين في تاريخها الذي يمتد إلى 159 عامًا، حيث دعمت أبراهام لينكولن عام 1860، وليندون جونسون عام 1964.
وجاء الدعم الثالث مساء يوم الثلاثاء، عندما نشرت المجلة مقالاً افتتاحيًا يدعم ترشح هيلاري كلينتون للرئاسة، وينتقد دونالد ترامب، واصفًا إياه بـ«أكثر مرشح غير مؤهل من حزب أغلبية في تاريخ الرئاسة الأميركية الذي يصل إلى 227 عامًا». كذلك وصفه المقال بأنه «ديماغوغي»، و«مصاب برهاب الأجانب»، و«عنصري»، و«جاهل»، و«كاذب».
قبل ذلك بيوم كتب غريدون كارتر، في مقاله الافتتاحي بمجلة «فانيتي فير»، لعدد نوفمبر (تشرين الثاني): »سواء بالكلمة أو الفعل، لقد روّج ترامب للعنف باستخدام الأسلحة، والرجعية، والجهل، والتعصب، والكذب، وكل شيء مقيت وسيئ في المجتمع».
ويأتي ذلك بعد تقديم صحيفة «يو إس إيه توداي» دعمًا لمرشح رئاسي للمرة الأولى في تاريخها، أو إذا شئنا أن نكون أكثر دقة، الهجوم على ترامب (غير الملائم للرئاسة)، دون دعم هيلاري كلينتون أو أي بديل آخر.
هذا هو الوقت، الذي يتحدث فيه كتاب الأعمدة في الصحف والمجلات عما إذا كانت هناك علاقة بين الدعم والنتيجة خلال الانتخابات. تكون الإجابة في أغلب الأحيان، إن لم تكن دائمًا، بلا.
مع ذلك يتخذ السؤال بعدًا آخر العام الحالي بسبب الهجوم الكبير المستمر على ترامب بلهجة ونبرة تعبر عن إدانة واضحة صريحة للمرشح الرئاسي، ولحديثه عن «إنقاذ الجمهورية». مصدر حملات الدعم ليس فقط وسائل الإعلام السائدة المعتادة، بل أيضًا صحف لم تدعم في السابق أي ديمقراطي، أو لم تفعل ذلك منذ عقود طويلة، مثل «دالاس مورنينغ نيوز»، و«أريزونا ريبابليك»، و«سينسيناتي إنكوايرار»، أو لم تدعم أي مرشح رئاسي إطلاقًا مثل «يو إس إيه توداي». ولم تتخذ صحيفة «وول ستريت جورنال» موقفًا بعد، لكن وصفت دوروثي رابينوفيتز، من أعضاء مجلس التحرير، التي تميل إلى التيار المحافظ، ترامب بـ«غير المناسب».
الأمر الأكثر إثارة للدهشة والذهول هو الشعور الجمعي بالقلق من جانبهم، وبأن ترامب «ديماغوغي خطير» (يو إس إيه توداي)، الذي سيمثل انتخابه «خطرًا واضحًا آنيًا» («واشنطن بوست»، و«سينسيناتي إنكوايرار»)، أو كما قال سكوت ستوسل، المحرر في «أتلانتيك» عنه في مقابلة يوم الثلاثاء: «إنه حالة طوارئ قومية محتملة، أو خطر محتمل على الجمهورية».
وكان هذا هو الخط نفسه، الذي استخدمته المجلة، عندما قررت أن تحنث بعهدها التأسيسي بألا تكون «لسان أي حزب أو فرقة أو جماعة»، ودعمت جونسون عام 1964، ولينكولن عام 1860.
مع ذلك بالنسبة إلى رفض دعم آيديولوجية بعينها في مجالس إدارات تحرير الصحف والمجلات الأميركية، لا يرى قطاع كبير من البلاد الأمر على هذا النحو إطلاقًا.
لم تفلح استطلاعات الرأي كثيرًا في توقع النتيجة النهائية في المجمع الانتخابي، لكنها رصدت الشعور السائد في البلاد. يوضح متوسط استطلاع الرأي، الذي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» حاليًا، من بين استطلاعات رأي كثيرة، أن 41 في المائة من المواطنين سيختارون ترامب إذا تم إجراء الانتخابات الآن، في حين يرى 45 في المائة أنها لا تزال تتمتع بموقف قوي.
يسود الانقسام في الرأي التحريري، وبين نسبة كبيرة من الناخبين، خصوصًا الناخبين الجمهوريين، منذ عقود، لكن هذه الحملة تنتقل بهذا الانشقاق إلى مستوى جديد، ليس فقط بسبب اتخاذ المطبوعات الصحافية المتنوعة موقفًا مناهضًا تجاه مرشح الحزب الجمهوري، بل أيضًا بسبب التناقض بين رؤيتهم التنبؤية لرئاسة ترامب، واعتقاد مؤيديه بأنه «سيجعل من أميركا دولة عظيمة مرة أخرى».
مرة أخرى ومع تصاعد نبرة التحذير في المقالات الافتتاحية، تصاعدت حدة الهجوم على وسائل الإعلام المسيطرة السائدة. ويزيد ترامب من تأجج هذا الهجوم من خلال تصويره للإعلام بأنه من بين «المصالح الخاصة» التي زيفت النظام وتلاعبت به، ليكون ضد المواطنين الأميركيين العاديين، كما قال في نيوهامبشاير الأسبوع الماضي.
ويحيلنا ذلك إلى سؤال عن عدد الآراء التي تغيرت. من المؤكد أن مؤيدي ترامب الصامدين سيرون المقالات الافتتاحية دليلاً أكبر على تصوير ترامب للإعلام بأنه موّجه. وقد صرح ترامب بالكثير أخيرًا حين احتفل بخسارة الاشتراكات بسبب دعم كلينتون، حيث كتب في تغريدة على «تويتر»: «لقد كان الناس أذكياء حين ألغوا اشتراكهم في (دالاس)، و(أريزونا)، وسوف تخسر صحيفة (يو إس إيه توداي) الآن قراءً هي الأخرى. لقد أدرك الناس ما يحدث».
وهناك سؤال سوف يحدد الاتجاه، هو هل وضعوا في الاعتبار الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم بعد؟ سيكون من الصعب معرفة ذلك. أعثر مصادفة على بعض البيانات المثيرة للاهتمام من «غوغل»، التي يمكنها أن ترسم صورة لما يبحث عنه الناس على محرك البحث واسع الانتشار هذا.
ارتفع معدل البحث عن هيلاري كلينتون بنحو 50 في المائة في مقاطعة دالاس بعد النصيحة أو التوصية، التي قدمتها صحيفة «دالاس مورنينغ نيوز»، في بداية سبتمبر (أيلول) الماضي، رغم أن هذا لم يجدِ نفعًا في حالة السباح الأميركي رايان لوشت، بعد تورطه في مشكلة قانونية في البرازيل. كذلك تحسن موقفها في مقاطعة هاميلتون بعد الدعم الذي قدمته صحيفة «إنكوايرار»، رغم أن البيانات الواردة من المقاطعة توضح أنها كانت وراء أحداث مثل «يوم المهرج»، و«اليوم الوطني للقهوة».

* خدمة «نيويورك تايمز»



كيف يؤطّر الإعلام المعارك ويتلاعب بسردياتها؟

دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم «نور شمس» للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ ب أ)
دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم «نور شمس» للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ ب أ)
TT

كيف يؤطّر الإعلام المعارك ويتلاعب بسردياتها؟

دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم «نور شمس» للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ ب أ)
دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم «نور شمس» للاجئين قرب مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ ب أ)

سواء في الحرب الروسية - الأوكرانية، أو الحروب المشتعلة في الشرق الأوسط راهناً، لعب الإعلام دوراً مثيراً للجدل، وسط اتهامات بتأطير مخاتل للصراعات، وصناعة سرديات وهمية.

هذا الدور ليس بجديد على الإعلام، حيث وثَّقته ورصدته دراسات دولية عدة، «فلطالما كانت لوسائل الإعلام علاقة خاصة بالحروب والصراعات، ويرجع ذلك إلى ما تكتسبه تلك الحروب من قيمة إخبارية بسبب آثارها الأمنية على الجمهور»، حسب دراسة نشرتها جامعة كولومبيا الأميركية عام 2000.

الدراسة أوضحت أن «الصراع بمثابة الأدرينالين في وسائل الإعلام. ويتم تدريب الصحافيين على البحث عن الخلافات والعثور على الحرب التي لا تقاوم. وإذا صادفت وكانت الحرب مرتبطة بهم، يزداد الحماس لتغطيتها».

لكنَّ الأمر لا يتعلق فقط بدور وسائل الإعلام في نقل ما يدور من أحداث على الأرض، بل بترويج وسائل الإعلام لروايات بعضها مضلِّل، مما «قد يؤثر في مجريات الحروب والصراعات ويربك صانع القرار والمقاتلين والجمهور والمراقبين»، حسب خبراء وإعلاميين تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، وأشاروا إلى أن «الإعلام في زمن الحروب يتخندق لصالح جهات معينة، ويحاول صناعة رموز والترويج لانتصارات وهمية».

يوشنا إكو

حقاً «تلعب وسائل الإعلام دوراً في الصراعات والحروب»، وفق الباحث الإعلامي الأميركي، رئيس ومؤسس «مركز الإعلام ومبادرات السلام» في نيويورك، يوشنا إكو، الذي قال إن «القلم أقوى من السيف، مما يعني أن السرد حول الحروب يمكن أن يحدد النتيجة».

وأشار إلى أن قوة الإعلام هي الدافع وراء الاستثمار في حرب المعلومات والدعاية»، ضارباً المثل بـ«الغزو الأميركي للعراق الذي استطاعت إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش تسويقه للرأي العام الأميركي باستخدام وسائل الإعلام».

وأضاف إكو أن «وسائل الإعلام عادةً ما تُستخدم للتلاعب بسرديات الحروب والصراعات للتأثير في الرأي العام ودفعه لتبني آراء وتوجهات معينة»، مشيراً في هذا الصدد إلى «استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسائل الإعلام لتأطير الحرب ضد أوكرانيا، وتصويرها على أنها عملية عسكرية وليست حرباً».

لكنَّ «الصورة ليست قاتمة تماماً، ففي أحيان أخرى تلعب وسائل الإعلام دوراً مناقضاً»، حسب إكو، الذي يشير هنا إلى دور الإعلام «في تشويه سمعة الحرب الأميركية في فيتنام مما أجبر إدارة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون على الاعتراف بالخسارة ووقف الحرب».

وبداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عُقدت الحلقة الدراسية الإعلامية الدولية الثلاثية للأمم المتحدة حول السلام في الشرق الأوسط بجنيف، لبحث التحديات في متابعة «حرب غزة». وأشارت المناقشات إلى «تأطير الإعلام إسرائيل على أنها بطل للرواية، حيث تكون إسرائيل هي الأخيار وفلسطين وحماس الأشرار»، ولفتت المناقشات إلى أزمة مماثلة خلال تغطية الحرب الروسية - الأوكرانية. وقالت: «من شأن العناوين الرئيسية في التغطية الإعلامية أن تترك المرء مرتبكاً بشأن الوضع الحقيقي على الأرض، فلا سياق للأحداث».

ستيفن يونغبلود

وهنا، يشير مدير ومؤسس «مركز صحافة السلام العالمية» وأستاذ الإعلام ودراسات السلام في جامعة بارك، ستيفن يونغبلود، إلى أن «الصحافيين يُدفعون في أوقات الحروب إلى أقصى حدودهم المهنية والأخلاقية». وقال: «في هذه الأوقات، من المفيد أن يتراجع الصحافي قليلاً ويأخذ نفساً عميقاً ويتمعن في كيفية تغطية الأحداث، والعواقب المترتبة على ذلك»، لافتاً في هذا الصدد إلى «صحافة السلام بوصفها وسيلة قيمة للتأمل الذاتي». وأضاف أن «الإعلام يلعب دوراً في تأطير الحروب عبر اعتماد مصطلحات معينة لوصف الأحداث وإغفال أخرى، واستخدام صور وعناوين معينة تخدم في العادة أحد طرفي الصراع».

وتحدث يونغبلود عن «التباين الصارخ في التغطية بين وسائل الإعلام الغربية والروسية بشأن الحرب في أوكرانيا»، وقال إن «هذا التباين وحرص موسكو على نشر سرديتها على الأقل في الداخل هو ما يبرر تأييد نحو 58 في المائة من الروس للحرب».

أما على صعيد «حرب غزة»، فيشير يونغبلود إلى أن «أحد الأسئلة التي كانت مطروحة للنقاش الإعلامي في وقت من الأوقات كانت تتعلق بتسمية الصراع هل هو (حرب إسرائيل وغزة) أم (حرب إسرائيل وحماس)؟». وقال: «أعتقد أن الخيار الأخير أفضل وأكثر دقة».

ويعود جزء من السرديات التي تروجها وسائل الإعلام في زمن الحروب إلى ما تفرضه السلطات عليها من قيود. وهو ما رصدته مؤسسة «مراسلون بلا حدود»، في تقرير نشرته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أشارت فيه إلى «ممارسة إسرائيل تعتيماً إعلامياً على قطاع غزة، عبر استهداف الصحافيين وتدمير غرف الأخبار، وقطع الإنترنت والكهرباء، وحظر الصحافة الأجنبية».

خالد القضاة

الصحافي وعضو مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين، خالد القضاة، يرى أن «الدول والمنظمات التي تسعى لفرض الإرادة بقوة السلاح، عادةً ما تبدأ حروبها بالإعلام». وأوضح أن «الإعلام يُستخدم لتبرير الخطوات المقبلة عبر تقديم سرديات إما مشوَّهة وإما مجتزَأة لمنح الشرعية للحرب».

وقال: «في كثير من الأحيان تُستخدم وسائل الإعلام للتلاعب بالحقائق والشخوص وشيطنة الطرف الآخر وإبعاده عن حاضنته الشعبية»، وأشار إلى أن ذلك «يكون من خلال تبني سرديات معينة والعبث بالمصطلحات باستخدام كلمة عنف بدلاً من مقاومة، وأرض متنازع عليها بدلاً من محتلة».

وأضاف القضاة أن «تأطير الأحداث يجري أيضاً من خلال إسباغ سمات من قبيل: إرهابي، وعدو الإنسانية، على أحد طرفَي الصراع، ووسم الآخر بـ: الإصلاحي، والمدافع عن الحرية، كل ذلك يترافق مع استخدام صور وعناوين معينة تُسهم في مزيد من التأطير»، موضحاً أن «هذا التلاعب والعبث بسرديات الحروب والصراعات من شأنه إرباك الجمهور والرأي العام وربما التأثير في قرارات المعارك ونتائجها».

ولفت إلى أنه «قياساً على الحرب في غزة، يبدو واضحاً أن هذا التأطير لتغليب السردية الإسرائيلية على نظيرتها في الإعلام الغربي». في الوقت نفسه أشار القضاة إلى «إقدام الإعلام على صناعة رموز والحديث عن انتصارات وهمية وزائفة في بعض الأحيان لخدمة سردية طرف معين، وبث روح الهزيمة في الطرف الآخر».

منازل ومبانٍ مدمَّرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)

كان «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية» قد أشار في تقرير نشره في ديسمبر (كانون الأول) 2023، إلى أن «اللغة التحريضية لتغطية وسائل الإعلام الأميركية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تؤثر في تصور المجتمعات المختلفة بعضها لبعض ويمكن أن تكون سبباً لأعمال الكراهية». وأضاف: «هناك تحيز في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بهدف إثارة رد فعل عاطفي، بدلاً من تقديم رؤية حقيقية للأحداث».

حسن عماد مكاوي

عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، الدكتور حسن عماد مكاوي، يرى أن «توظيف الدول وأجهزة الاستخبارات لوسائل الإعلام أمر طبيعي ومتعارف عليه، لا سيما في زمن الحروب والصراعات». وقال إن «أحد أدوار الإعلام هو نقل المعلومات التي تؤثر في اتجاهات الجماهير لخدمة أهداف الأمن القومي والسياسة العليا». وأضاف أن «وسائل الإعلام تلعب هذا الدور بأشكال مختلفة في كل دول العالم، بغضّ النظر عن ملكيتها، وانضمت إليها حديثاً وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يجري توظيف شخصيات تبدو مستقلة للعب نفس الدور ونقل رسائل الدولة أو الحكومة».

وأشار مكاوي إلى أن «هذه العملية لا تخلو من ترويج الشائعات ونشر أخبار مضللة، والتركيز على أمور وصرف النظر عن أخرى وفق أهداف محددة مخططة بالأساس». وضرب مثلاً بـ«حرب غزة» التي «تشهد تعتيماً إعلامياً من جانب إسرائيل لنقل رسائل رسمية فقط تستهدف تأطير الأحداث في سياق معين».