الجزائر: غليان وسط عائلة بلخادم بعد اتهامها بـالعمالة للاستعمار الفرنسي

رئيس الحكومة الأسبق: سأرد على سعداني في الوقت المناسب

الجزائر: غليان وسط عائلة بلخادم بعد اتهامها بـالعمالة للاستعمار الفرنسي
TT

الجزائر: غليان وسط عائلة بلخادم بعد اتهامها بـالعمالة للاستعمار الفرنسي

الجزائر: غليان وسط عائلة بلخادم بعد اتهامها بـالعمالة للاستعمار الفرنسي

قال عبد العزيز بلخادم، رئيس الحكومة الجزائرية سابقا، إنه سيرد في «الوقت المناسب» على أمين عام حزب الأغلبية «جبهة التحرير الوطني»، الذي اتهم عائلته بـ«العمالة للاستعمار الفرنسي»، وهي من التهم التي لها وقع خاص في نفوس غالبية الجزائريين، لأنها في نظرهم من أقبح الأوصاف التي يمكن أن تطلق على أي شخص.
وذكر بلخادم في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن زعيم «جبهة التحرير» عمار سعداني «أطلق كلاما قذرا لا يستحق إعطاءه أي أهمية، وسيأتي الوقت المناسب للرد عليه». وأوضح أن «عائلة بلخادم معروفة بحبها للوطن في بالمنطقة التي تعيش فيها، ومن أراد أن يعرف تاريخها عليه إجراء تحقيق في ذلك».
وأضاف بلخادم موضحا «لو كان يملك (سعداني) دليلا على ما يقول فليقدمه للرأي العام، وفي كل الأحوال فالجزائريون يعرفون من هو الوطني الذي يحبه بلده، ومن يتسبب بحماقته في إلحاق الأذى والضرر بدولته».
وأطلق سعداني تصريحات نارية الأربعاء الماضي، هاجم فيها بلخادم الذي كان أمين عام «الجبهة» من 2003 إلى 2013، حيث اتهمه بالتخطيط للانقلاب عليه في اجتماعات يعقدها بلخادم في بيته بالعاصمة مع خصوم سعداني، الذين يحاولون إزاحته منذ وصوله إلى قيادة الحزب في صيف 2013 خلفا لبلخادم. ولم يقدم سعداني الدليل على «عمالة عائلة بلخادم لفرنسا»، وتعمد توجيه ألفاظ قاسية تجاهه تدل على نقمة كبيرة عليه.
والتقى أول من أمس أعيان منطقة أفلو (470 كلم جنوب) العاصمة، حيث يتحدر بلخادم وفيها يعيش أشقاؤه وأبناء عمومته. وتم الاتفاق بين أهل البلدة على متابعة سعداني في القضاء بسبب كلامه الجارح بحق أسرة رئيس الحكومة الأسبق. كما تم الاتفاق على تنظيم مسيرات بالمنطقة بدء من اليوم (السبت) للتنديد بتصريحات سعداني، التي تمت في اجتماع لكوادر الحزب، وتابعها 10 وزراء في الحكومة ينتمون لـ«جبهة التحرير». وظلت بلدة بلخادم تغلي طوال الأيام الثلاثة الماضية، بالنظر إلى شعور أهلها بأنهم استهدفوا في وطنيتهم وإخلاصهم للجزائر، خلال فترة الاستعمار الفرنسي (1830 - 1962).
ومارس بلخادم مسؤوليات كبيرة في الدولة منذ انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا عام 1999، فقد قاد وزارة الخارجية لمدة خمس سنوات، وعين وزير دولة مستشارا خاصا بالرئاسة. وترأس الحكومة لعامين (2006 - 2008)، غير أن الحظوة التي كانت له عند بوتفليقة سرعان ما تحولت إلى نقمة حادة عليه. ففي 20104 أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا تقول فيه إن الرئيس أنهى كل مهام بلخادم في الدولة، وأنه أعطى أوامر لقيادة «جبهة التحرير» لاتخاذ تدابير تأديبية بحقه. وبوتفليقة هو الرئيس الشرفي لـ«الجبهة».
ولحد اليوم لا يعرف أحد سر انقلاب بوتفليقة على رجل ثقته السابق، الذي أعاد له «جبهة التحرير» على طبق من ذهب، بعد أن نجح في إبعاد خصم بوتفليقة اللدود علي بن فليس من رأس الحزب. والشائع أن ما أغضب بوتفليقة هو أن بلخادم تحدث لدبلوماسيين أجانب بأنه هو من سيخلف الرئيس في الحكم، على أساس أنه مريض ولا يقوى على أعباء الرئاسة.
وقد أحدثت تصريحات سعداني زلزالا في الأوساط السياسية والإعلامية. فهو لم يكتف بالهجوم على بلخادم، بل وجه سلسلة اتهامات خطيرة لمدير المخابرات العسكرية السابق الفريق محمد مدين، من بينها أنه مسؤول عن أحداث عرقية وقعت خلال الفترة ما بين 2011 - 2013 بمنطقة غرداية بالجنوب، وخلفت قتلى وخرابا. كما قال إن مدين الشهير بـ«الجنرال توفيق»، مسؤول عن انتفاضة شعبية عام 1988، قتل فيها 500 شخص برصاص الجيش. وتعالت أصوات في الأوساط القانونية، داعية النائب العام لاستدعاء سعداني، للتحقيق معه ومطالبته بتقديم الأدلة على اتهاماته. وقد عزل بوتفليقة مدين العام الماضي، بسبب خلافات عميقة بينهما.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.