تزايدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا حول تكثيف وتصعيد النظام الروسي استعداداته العسكرية في سوريا مع ضبابية الطريق الذي ستسلطه الإدارة الأميركية في مواجهة الاستفزازات الروسية في سوريا، خصوصا بعد الإعلان عن وقف الاتصالات بين الجانبين حول سوريا، وإعلان موسكو نشر أنظمة مضادة للصواريخ في سوريا. ولمح المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى اتجاه واشنطن لدراسة عمل «متعدد الأطراف» مع مجموعة دعم سوريا التي تضم عددا من الدول العربية والأوروبية، إضافة إلى دراسة عمل أحادي فيما يتعلق بالوضع في سوريا.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإدارة الأميركية تدرس عدة خيارات ووجهات نظر بديلة يجري عرضها ومناقشتها في الوقت الجاري، لكن في نهاية المطاف الرئيس أوباما هو الذي سيقرر كيفية المضي قدما، وأنه سيتخذ القرار بوصفه القائد العام».
وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية، مساء أول من أمس، إن «تعليق الاتصالات مؤقت، ولا يعني أننا أغلقنا أبواب التعاون في العمل متعدد الأطراف، ونحن ندرس عن كثب النهج الذي سنتخذه في المستقبل».
وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي، أمس، الوضع في سوريا وتسوية الأزمة الأوكرانية والعمل في الأمم المتحدة بشأن ملف كوريا الشمالية.
ووفقا لبيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية، فإن الاتصال الهاتفي جاء بمبادرة من الجانب الأميركي، بحسب وكالة «إيتار تاس». وأضاف البيان: «الوزيران تبادلا وجهات النظر بشأن الوضع في سوريا والتعاون في الدفع باتجاه تسوية الأزمة الأوكرانية والعمل في الأمم المتحدة بشأن ملف كوريا الشمالية».
وتناقش الإدارة مع الوكالات والوزارات الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية. وقال تونر: «لكن لا يزال رأينا كما هو، وهو أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا رغم الإحباط والغضب، كان يمكن إذا تم تنفيذه أن يقدم أفضل السبل للمضي قدما في عملية سياسية وتحول سياسي».
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية للصحافيين، على أن الإدارة الأميركية لا تزال تدرس الخيارات، لكن جهودها منصبة على المسار السياسي. وأشار إلى اتجاه واشنطن للعمل في إطار متعدد الأطراف والتعاون مع الأعضاء الآخرين في مجموعة دعم سوريا ودراسة مجموعة واسعة من الخيارات المتعددة الأطراف وخيارات أحادية الجانب أيضا.
وأشار تونر إلى خيار فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، والمضي قدما مع مشروع قانون مقترح في الكونغرس الأميركي لتطبيق عقوبات اقتصادية، مثلما حدث في الوضع مع أوكرانيا، لكن بالتنسيق مع الشركاء والحلفاء. وأوضح أن المناقشات جارية حول أفضل السبل للمضي قدما والنظر في مختلف الخيارات مع لاعبين آخرين في المنطقة. وتابع: «يمكننا أن نعمل بطريقة متعددة الأطراف. كما قمنا من قبل عندما تم تشكيل مجموعة دعم سوريا للتوصل إلى وقف الأعمال العدائية. ولا أحد يقلل من التحديات ونحن في طريقنا لمواصلة بذل الجهود».
وحول إعلان روسيا نشر منظومات عسكرية مضادة للصواريخ في سوريا من طراز «إس - 300» وطراز «إس - 400» التي تستهدف بالأساس الطائرات المقاتلة وصواريخ كروز، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية متهكما: «أعتقد أن هدف روسيا المعلن هو مواجهة المتطرفين و(داعش)، لكن ما أعلمه بأن (داعش) ليست لديها أنظمة صواريخ وسلاح جو». وشدد على أن هدف بلاده سيكون حماية المصالح الأمنية والاستمرار في عمليات مكافحة «داعش» مع مواصلة حماية الطيارين والقوات الجوية الأميركية. وأكد تونر استمرار الولايات المتحدة في دعم الجماعات التي تحارب «داعش»، والاستمرار في تنفيذ ضربات جوية ضد «داعش» وتنفيذ هجمات تستهدف قادة التنظيم.
واشنطن تدرس «عملاً أحاديًا» و«متعدد الأطراف».. للرد على الاستفزازات الروسية
الخارجية: الخيارات تشمل عقوبات اقتصادية على النظام السوري بالتنسيق مع الحلفاء
واشنطن تدرس «عملاً أحاديًا» و«متعدد الأطراف».. للرد على الاستفزازات الروسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة