عمليات التفاف فاشلة للميليشيات في كهبوب وعسيلان

مقاتلات التحالف تجدد استهداف مواقع عسكرية في صنعاء والحديدة

عمليات التفاف فاشلة للميليشيات في كهبوب وعسيلان
TT

عمليات التفاف فاشلة للميليشيات في كهبوب وعسيلان

عمليات التفاف فاشلة للميليشيات في كهبوب وعسيلان

جددت مقاتلات التحالف العربي أمس (الأربعاء) قصفها مواقع عسكرية يمنية يسيطر عليها مسلحو الحوثي، والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في العاصمة صنعاء، ومحافظة الحديدة.
وقالت مصادر محلية يمنية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن نحو ثماني غارات جوية استهدفت جبل نقم شرق صنعاء، وقاعدة الديلمي العسكرية شمال العاصمة.
وذكرت الوكالة أن دوي انفجارات عنيفة سُمع، في حين شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من على المواقع المستهدفة، دون أن تتضح على الفور الخسائر التي خلفها لقصف، ولفتت أنه وحتى متأخر، لا تزال مقاتلات التحالف تحلق في أجواء العاصمة بشكل مكثف، دون إطلاق المضادات الأرضية من الحوثيين وقوات صالح.
وفي محافظة الحديدة، 226 كم غرب صنعاء، ذكرت مصادر أخرى، أن مقاتلات التحالف قصفت بثلاث غارات جوية موقع الرادارات التابع للقاعدة البحرية، بمنطقة الكثيب.
وعلى صعيد التطورات الميدانية بجبهات بيحان الرابطة بين محافظة شبوة ومحافظتي مأرب والبيضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات، تشتد المواجهات بشراسة بين الميليشيات الانقلابية من جهة، وقوات الشرعية من جهة ثانية وسط حالة تخبط وارتباك في صفوف الميليشيات وفرار مقاتليها نحو البيضاء جراء الضربات الموجعة من قبل الطيران وقوات الجيش والمقاومة في بيحان واستمرار تكبدها خسائر مادية وبشرية فادحة منذ بداية الأسبوع الحالي.
وقال العقيد صالح الكليبي، أركان اللواء 19 مشاة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المواجهات مع الميليشيات الانقلابية تتركز في مناطق تربط بين مديرتي عسيلان والعلياء وأن قوات الجيش والمقاومة تواصل تصديها لمحاولات الانقلابيين الفاشلة التقدم نحو عسيلان وتكبدهم خسائر فادحة رغم استمرار تعزيزاتها العسكرية القادمة من صراوح ومحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على حد قوله.
وتحاول الميليشيات اختراق جبهات المقاومة والوصول إلى منابع النفط في عسيلان في ظل استمرار تواصل تعزيزاتها من محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، وكذا من صراوح بعد انتقال قيادات حورية ميدانية خلال الأسابيع الماضية لإدارة المعارك في بيحان.
وتصدت أمس وأول من أمس قوات الجيش الوطني والمقاومة عقب أقل من 3 أيام من انتصارها الجديدة المتمثلة بسيطرتها على مواقع استراتيجية في السلسلة الجبلية الصحراوية بشمال جنوب كهبوب غرب محافظة لحج لمحاولة التفاف فاشلة للميليشيات، وأجبرتها على التراجع من حيث قدمت.
وباتت قوات الشرعية اليوم على مشارف مديرية ذباب التابعة لمحافظة تعز فيما المواجهات مع الميليشيات في جبهات المضاربة ورأس العارة تتواصل بشكل متقطع، وسط عمليات كر وفر واشتباكات، التي تتركز على المناطق التي تربط بين الوازعية التابعة لتعز والمضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة لحج.
وفي جبهات كرش الاستراتيجية، الرابطة بين محافظتي لحج وتعز، تشتد المعارك بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة وقوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة أخرى بمناطق شمال غربي المديرية، وتحديدًا في جبهات التبة الحمراء والمناطق القريبة من الشريجة، وكذا المناطق المطلة على جبال القبيطة على مشارف محافظة تعز، وتستخدم في تلك المعارك مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وسط حالة تخبط وارتباك في صفوف الميليشيات التي تتكبد يوميًا خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
فيما تواصل الميليشيات الانقلابية قصفها العشوائي للمناطق التي سيطرت عليها قوات الشرعية بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا انتقامًا من الخسائر الكبيرة التي منيت بها بعد دحرها من كامل مناطق كرش، في الوقت الذي ما زالت فيه قوات الجيش والمقاومة تواصل تحقيق انتصاراتها وتصديها لمحاولات الانقلابيين الفاشلة بالعودة إلى شمال غربي المديرية الرابطة بين محافظتي تعز ولحج.
وحول سر استماتة الميليشيات في الوصول إلى مناطق كرش التي تربط بين محافظتي تعز ولحج، أرجع اللواء فضل حسن قائد محور العند في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» السبب إلى أن منطقة كرش منطقة استراتيجية مهمة، وهي البوابة الرئيسية لقاعدة العند الجوية وسط لحج، وأيضًا هي بوابة الدخول إلى عدن وخط الدفاع الأول للعاصمة المؤقتة، كما يقول. إلى ذلك، تواصل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء جنوب شرقي محافظة صنعاء قصفها العشوائي على المناطق السكنية وقرى آل حميقان غرب المحافظة وسط سقوط ضحايا مدنيين وتدمير منازل المواطنين.
وقال طحطوح الحمقياني، الناطق باسم جبهات الزاهر غرب المحافظة لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات عمدت إلى شن قصف عشوائي على مناطق السكان المدنيين، وأسفر ذلك عن استشهاد الطفل سليمان محمود غريب الحميقاني وجرح آخرين، وتضرر عدد من منازل السكان المدنيين، وأن عمليات القصف تأتي بعد فشل الميليشيات في اختراق جبهات المقاومة بالزاهر، ونتيجة الخسائر الكبيرة التي تتلقاها جراء حرب العصابات والكمائن الذي لجأت له المقاومة أسلوبا لاستنزاف الانقلابيين الذين يسيطرون على المحافظة منذ أكثر من عام.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.