درع الفرات تتجه صوب دابق لكسر معنويات «داعش».. و15 قتيلا من «الحر»

أنقرة تتوقع انطلاق عملية الرقة والموصل في غضون شهر

درع الفرات تتجه صوب دابق لكسر معنويات «داعش».. و15 قتيلا من «الحر»
TT

درع الفرات تتجه صوب دابق لكسر معنويات «داعش».. و15 قتيلا من «الحر»

درع الفرات تتجه صوب دابق لكسر معنويات «داعش».. و15 قتيلا من «الحر»

قال قيادي في قوات الجيش الحر المدعومة من تركيا والتحالف الدولي لضرب تنظيم داعش الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة إن القوات تقترب من بلدة دابق الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف، والتي تحتل أهمية كبيرة بالنسبة له.
وقال أحمد عثمان قائد لواء السلطان مراد في تسجيل صوتي أرسل إلى (رويترز)، أمس، إنه إذا سارت الأمور على حسب المخطط له فسيدخلون دابق خلال 48 ساعة. وعاد عثمان ليحذر من أن «داعش» زرع الألغام بكثافة في المنطقة المحيطة في إشارة إلى أهمية دابق بالنسبة للتنظيم.
ورغم أن دابق ليست ذات أهمية استراتيجية تذكر، فإن تنظيم الدولة «داعش» يعتبرها مكان معركة آخر الزمان بين المسلمين والكفار قبل قيام الساعة.
وأطلق التنظيم المتطرف على مجلته الإلكترونية الناطقة بالإنجليزية، اسم «دابق»، وفي الربيع المنصرم، أرسل نحو 800 مقاتل للدفاع عن البلدة ضد تقدم قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد.
وقال عثمان إن التقدم صوب دابق كان أبطأ من مناطق أخرى، لأن التنظيم زرع الألغام بكثافة في المنطقة مشيرا إلى سقوط 15 قتيلا من مقاتلي المعارضة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بسبب الألغام الأرضية وهجوم بالمورتر. وأكد الجيش التركي في بيان، أمس، مقتل عناصر الجيش الحر الخمسة عشر قائلا إن طائرات حربية تركية قصفت أهدافا لـ«داعش» في دابق وأخترين وتركمان بارح ودمرت 9 مبان بينها مركز قيادة ومواقع أسلحة ومخزن ذخيرة.
وقال مسؤولو إحدى الدول المشاركة في التحالف إن واشنطن تعتقد أن سقوط دابق قد يؤثر على معنويات «داعش»، في الوقت الذي يستعد فيه لصد هجمات متوقعة على الموصل في العراق والرقة في سوريا، وهما أكبر مدينتين يسيطر عليهما.
ويمثل القتال في دابق أحدث تصعيد منذ أن عبرت قوات تركية الحدود إلى سوريا في 24 أغسطس (آب) الماضي لدعم مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون «داعش» في عملية «درع الفرات»، التي تقول: أنقرة إنها تهدف إلى القضاء على التهديد الذي يمثله الإرهابيون على حدودها.
وأسفرت 11 ضربة جوية شنتها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة عن مقتل 13 من عناصر «داعش» بحسب بيان للجيش التركي، الذي قال: إنه قصف أيضا مواقع لـ«داعش» من داخل تركيا بعد أن استخدم التنظيم صواريخ لاستهداف بلدة كيليس التركية الحدودية مع سوريا بثلاث قذائف الأحد.
واستهدفت القوات التركية، الأحد، 63 هدفا لـ«داعش» بـ201 قذيفة مدفعية، و100 راجمة صواريخ، دمرت خلالها منصات أسلحة، و6 آليات محملة بالأسلحة، وشاحنة محملة بمعدات ومستلزمات، و7 مواقع لإطلاق صواريخ كاتيوشا.
وقال وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، إن بلاده ستقدم الدعم في إطار التحالف الدولي لعملية تحرير الرقة شمالي سوريا والموصل شمالي العراق من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، حال استبعاد القوات الكردية، لكنه أكد أن الدعم لن يكون بقوات مشاة وإنما بطرق أخرى. وتوقع الوزير التركي أن تنطلق عملية عسكرية لتحرير الرقة والموصل من قبضة «داعش» في غضون أقل من شهر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».