موسكو ترفض مشروع القرار الفرنسي وتقر بالمشاركة الفعالة لقواتها في قصف حلب

أعلنت موافقتها على هدنة 48 ساعة.. وحملت واشنطن والمعارضة مسؤولية ما يجري

عناصر من الجيش السوري الحر في قرية اختارين قرب بلدة الراعي بعد تحريرها من داعش أخيرا (غيتي)
عناصر من الجيش السوري الحر في قرية اختارين قرب بلدة الراعي بعد تحريرها من داعش أخيرا (غيتي)
TT

موسكو ترفض مشروع القرار الفرنسي وتقر بالمشاركة الفعالة لقواتها في قصف حلب

عناصر من الجيش السوري الحر في قرية اختارين قرب بلدة الراعي بعد تحريرها من داعش أخيرا (غيتي)
عناصر من الجيش السوري الحر في قرية اختارين قرب بلدة الراعي بعد تحريرها من داعش أخيرا (غيتي)

لم تعد المشاركة الفعالة للمقاتلات الروسية في الهجمة التي يشنها النظام والعصابات الطائفية على حلب أمرا يقتصر على أخبار تتناقلها وسائل الإعلام، إذا أقرت روسيا رسميا بأن «مشاركة القوات الجوية الروسية في سوريا فعالة، لا سيما على ضوء تفاقم الوضع في حلب»، وفق ما أكد جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات، يوم أمس، أكد خلالها أن «الحديث يدور حاليا مع الأميركيين حول حلب بصورة خاصة، باعتبارها بؤرة عدم الاستقرار الرئيسية في سوريا»، لافتًا إلى أن «روسيا قالت أكثر من مرة إنها مستعدة، نزولا عند طلب الأمم المتحدة، أن تستأنف العمل بالهدن الإنسانية لمدة 48 ساعة» معربا عن أسفه «لعدم دعم الولايات المتحدة تلك الدعوات، وإصرارها على هدنة سبعة أيام».
وإذ تجاهل نائب وزير الخارجية الروسي خطورة الوضع الإنساني في حلب، والدور الرئيسي الذي تلعبه القوات الروسية إلى جانب النظام السوري وإيران في تفاقم تلك الكارثة الإنسانية، فقد حرص في الوقت ذاته على اتهام الآخرين بأنهم يستغلون ذلك الوضع لتمرير سياساتهم، و«هذا أمر غير مقبول بالمطلق» حسب قول غاتيلوف، الذي جاءت تصريحاته التالية وكأنها محاولة لتبرير القصف الروسي العنيف لحلب، إذا أشار إلى أن «بعض مجموعات المعارضة أخذت تندمج مع النصرة»، واعتبر أن «هذا لا يجعل الأمور أكثر سهولة». أما المحادثات مع الولايات المتحدة فقد أكد غاتيلوف أن موسكو تحاول في الوقت الراهن الاتفاق مع الولايات المتحدة على أنه «ورغم كل شيء لا بد من فعل شيء ما لاستئناف وقف الأعمال العدائية»، حسب قوله كاشفا أن «حوارا حادا للغاية ومكثفا يجري حاليا بين ممثلي روسيا وممثلي الولايات المتحدة»، وأضاف أن كل محاولات التوصل لفهم مشترك بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق الأميركي - الروسي حول سوريا لم تكلل بالنجاح حتى الآن.
في شأن متصل انتقد جينادي غاتيلوف مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن حول سوريا، ووصفه بأنه «مشروع قرار غير متوازن، يتضمن الكثير من العناصر التي لا تمت بأي صلة بالمطلق للموضوع الإنساني»، واعتبره خطوة مسيسة لممارسة المزيد من الضغط على روسيا، مشددا على أن «موسكو لا تدعم من حيث المبدأ مثل تلك الخطوات المسيسة التي تهدف إلى استغلال مجلس الأمن الدولي من أجل ممارسة المزيد من الضغط على سوريا وروسيا»، معلنًا أنه «لدى روسيا مشروع قرارها الخاص (حول سوريا)»، وسيتم عرضه على مجلس الأمن خلال الرئاسة الروسية في شهر أكتوبر (تشرين الأول).
أمل وزير الخارجية الفرنسي أن يتم التوصل إلى تفاهم في مجلس الأمن لإصدار قرار حول ليبيا قدمت باريس مشروعه «خلال الأسبوع الجاري».
من جهته انتقد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، بشدة، موسكو، ساخرا من تصريح لنائب وزير الخارجية الروسي غاتيلوف يشيد فيه بـ«نجاعة» العمليات العسكرية الروسية. كذلك نبه أيرولت الطرف الروسي من اللجوء إلى استخدام حق النقض.
تصريحات غاتيلوف أتت ضمن حملة تصريحات روسية مكثفة بصورة غير مسبوقة حول الشأن السوري يوم أمس، شارك فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبيه سيرغي ريابكوف وجينادي غاتيلوف. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد في تصريحات يوم أمس على تمسك بلاده بالاتفاق مع الولايات المتحدة، وقال: إن «روسيا ترى أنه من المهم عدم السماح بانهيار الاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا، بغض النظر عن الوضع المعقد»، وفق ما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي». وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكمبودي في موسكو يوم أمس، اعتبر لافروف أن الاتفاق الأميركي - الروسي بات بحكم المعلق، محملا المسؤولية للموقف الأميركي «المبهم» حسب قوله. أما المسؤولية عن فشل تنفيذ الاتفاق فقد حملها لافروف لعدد كبير من أطياف المعارضة السورية السياسية والمسلحة، زاعمًا أن روسيا تسعى لإزالة العقبات أمام تنفيذ ذلك الاتفاق.
من جانبه قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات صحافية يوم أمس إن موسكو وواشنطن تقفان حاليا في مرحلة تبانيات حادة، مؤكدًا أن واشنطن لم تبلغ الجانب الروسي بوقف التعاون مع موسكو في سوريا، دون أن يستبعد احتمال اتخاذ واشنطن قرارا بذلك، وقال ريابكوف بهذا الصدد «إن أحدا لم يلغ اتفاقية التاسع من سبتمبر (أيلول)»، معربا عن اعتقاده بأنه «في حال أعلنت الولايات المتحدة عن خروجها شكليا من الاتفاق، فإن هذا سيشكل خطأ استراتيجيا»، مشددا على أنه «لا بد من استئناف العمل بذلك الاتفاق»، وهذا يحتاج وفق ما يرى ريابكوف أن يعمل مع الأميركيين خبراء عسكريون روس مستعدون لمثل ذلك الحديث، داعيا الجانب الأميركي إلى «وضع الانفعالات جانبا، ومواصلة الاتصالات مع أولئك الذين لديهم خريطة بأيديهم (حول انتشار القوى)»، مبديا رأيه بأنه «مع فهم واقعي لما يجري من الممكن تأمين وصول إنساني بالشكل المطلوب، وتعزيز التصدي للإرهابيين، وحل المسائل المتعلقة باستئناف العملية السياسية»، حسب قول سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.