لم تعد المشاركة الفعالة للمقاتلات الروسية في الهجمة التي يشنها النظام والعصابات الطائفية على حلب أمرا يقتصر على أخبار تتناقلها وسائل الإعلام، إذا أقرت روسيا رسميا بأن «مشاركة القوات الجوية الروسية في سوريا فعالة، لا سيما على ضوء تفاقم الوضع في حلب»، وفق ما أكد جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات، يوم أمس، أكد خلالها أن «الحديث يدور حاليا مع الأميركيين حول حلب بصورة خاصة، باعتبارها بؤرة عدم الاستقرار الرئيسية في سوريا»، لافتًا إلى أن «روسيا قالت أكثر من مرة إنها مستعدة، نزولا عند طلب الأمم المتحدة، أن تستأنف العمل بالهدن الإنسانية لمدة 48 ساعة» معربا عن أسفه «لعدم دعم الولايات المتحدة تلك الدعوات، وإصرارها على هدنة سبعة أيام».
وإذ تجاهل نائب وزير الخارجية الروسي خطورة الوضع الإنساني في حلب، والدور الرئيسي الذي تلعبه القوات الروسية إلى جانب النظام السوري وإيران في تفاقم تلك الكارثة الإنسانية، فقد حرص في الوقت ذاته على اتهام الآخرين بأنهم يستغلون ذلك الوضع لتمرير سياساتهم، و«هذا أمر غير مقبول بالمطلق» حسب قول غاتيلوف، الذي جاءت تصريحاته التالية وكأنها محاولة لتبرير القصف الروسي العنيف لحلب، إذا أشار إلى أن «بعض مجموعات المعارضة أخذت تندمج مع النصرة»، واعتبر أن «هذا لا يجعل الأمور أكثر سهولة». أما المحادثات مع الولايات المتحدة فقد أكد غاتيلوف أن موسكو تحاول في الوقت الراهن الاتفاق مع الولايات المتحدة على أنه «ورغم كل شيء لا بد من فعل شيء ما لاستئناف وقف الأعمال العدائية»، حسب قوله كاشفا أن «حوارا حادا للغاية ومكثفا يجري حاليا بين ممثلي روسيا وممثلي الولايات المتحدة»، وأضاف أن كل محاولات التوصل لفهم مشترك بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق الأميركي - الروسي حول سوريا لم تكلل بالنجاح حتى الآن.
في شأن متصل انتقد جينادي غاتيلوف مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن حول سوريا، ووصفه بأنه «مشروع قرار غير متوازن، يتضمن الكثير من العناصر التي لا تمت بأي صلة بالمطلق للموضوع الإنساني»، واعتبره خطوة مسيسة لممارسة المزيد من الضغط على روسيا، مشددا على أن «موسكو لا تدعم من حيث المبدأ مثل تلك الخطوات المسيسة التي تهدف إلى استغلال مجلس الأمن الدولي من أجل ممارسة المزيد من الضغط على سوريا وروسيا»، معلنًا أنه «لدى روسيا مشروع قرارها الخاص (حول سوريا)»، وسيتم عرضه على مجلس الأمن خلال الرئاسة الروسية في شهر أكتوبر (تشرين الأول).
أمل وزير الخارجية الفرنسي أن يتم التوصل إلى تفاهم في مجلس الأمن لإصدار قرار حول ليبيا قدمت باريس مشروعه «خلال الأسبوع الجاري».
من جهته انتقد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، بشدة، موسكو، ساخرا من تصريح لنائب وزير الخارجية الروسي غاتيلوف يشيد فيه بـ«نجاعة» العمليات العسكرية الروسية. كذلك نبه أيرولت الطرف الروسي من اللجوء إلى استخدام حق النقض.
تصريحات غاتيلوف أتت ضمن حملة تصريحات روسية مكثفة بصورة غير مسبوقة حول الشأن السوري يوم أمس، شارك فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبيه سيرغي ريابكوف وجينادي غاتيلوف. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد في تصريحات يوم أمس على تمسك بلاده بالاتفاق مع الولايات المتحدة، وقال: إن «روسيا ترى أنه من المهم عدم السماح بانهيار الاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا، بغض النظر عن الوضع المعقد»، وفق ما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي». وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكمبودي في موسكو يوم أمس، اعتبر لافروف أن الاتفاق الأميركي - الروسي بات بحكم المعلق، محملا المسؤولية للموقف الأميركي «المبهم» حسب قوله. أما المسؤولية عن فشل تنفيذ الاتفاق فقد حملها لافروف لعدد كبير من أطياف المعارضة السورية السياسية والمسلحة، زاعمًا أن روسيا تسعى لإزالة العقبات أمام تنفيذ ذلك الاتفاق.
من جانبه قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات صحافية يوم أمس إن موسكو وواشنطن تقفان حاليا في مرحلة تبانيات حادة، مؤكدًا أن واشنطن لم تبلغ الجانب الروسي بوقف التعاون مع موسكو في سوريا، دون أن يستبعد احتمال اتخاذ واشنطن قرارا بذلك، وقال ريابكوف بهذا الصدد «إن أحدا لم يلغ اتفاقية التاسع من سبتمبر (أيلول)»، معربا عن اعتقاده بأنه «في حال أعلنت الولايات المتحدة عن خروجها شكليا من الاتفاق، فإن هذا سيشكل خطأ استراتيجيا»، مشددا على أنه «لا بد من استئناف العمل بذلك الاتفاق»، وهذا يحتاج وفق ما يرى ريابكوف أن يعمل مع الأميركيين خبراء عسكريون روس مستعدون لمثل ذلك الحديث، داعيا الجانب الأميركي إلى «وضع الانفعالات جانبا، ومواصلة الاتصالات مع أولئك الذين لديهم خريطة بأيديهم (حول انتشار القوى)»، مبديا رأيه بأنه «مع فهم واقعي لما يجري من الممكن تأمين وصول إنساني بالشكل المطلوب، وتعزيز التصدي للإرهابيين، وحل المسائل المتعلقة باستئناف العملية السياسية»، حسب قول سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي.
موسكو ترفض مشروع القرار الفرنسي وتقر بالمشاركة الفعالة لقواتها في قصف حلب
أعلنت موافقتها على هدنة 48 ساعة.. وحملت واشنطن والمعارضة مسؤولية ما يجري
موسكو ترفض مشروع القرار الفرنسي وتقر بالمشاركة الفعالة لقواتها في قصف حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة