تطبيقات جديدة مع سلسلة هواتف «آيفون 7»

تحديثات الملصقات وإضافة الدردشة إلى الألعاب

تطبيق «كوسميك ووتش»
تطبيق «كوسميك ووتش»
TT

تطبيقات جديدة مع سلسلة هواتف «آيفون 7»

تطبيق «كوسميك ووتش»
تطبيق «كوسميك ووتش»

أصدرت شركة «أبل» أخيرًا «أيفون 7» مع نظام تشغيل «إي أو إس 10»، الذي مثل تطويرًا كبيرًا لنظامها الخاص المستخدم في تشغيل الهاتف المحمول. ولعل هذا هو أنسب الأوقات لتحميل بعض التطبيقات.
* تحديثات الملصقات
في أحد التحديثات، شهد نظام الرسائل الخاص بجهاز «أبل» والمسمى «آيمسيج» (iMessage) تطويرًا هامًا، إذ إنه الآن يسمح للمستخدمين بتزيين المحادثات باستخدام الملصقات والرسوم التفاعلية والرسوم المتحركة. ويساعد نظام الرسائل أيضًا على حصول المستخدم على الملصقات والألعاب من خلال طرف ثالث.
أحد أفضل الملصقات بالنسبة لي هي «ستار ورز ستيكرز» (Star Wars Stickers) من إنتاج شركة «ديزني». سعر التطبيق دولاران ويعطي كثيرًا من الصور الكاريكاتورية والمتحركة لشخصيات من أفلام «ستار ورز»، منها مثلاً شخصية «بي بي 8»، و«أوبي وان كنوبي»، و«سي 3بي» مع عبارته الشهيرة «أو ماي».
بمقدورك إرسال الملصقات وحدها أو تضعها أعلى رسالة أو صورة. كذلك تستطيع إضافتها إلى صور «سيلفي» ترسلها باستخدام تطبيق «آيمسيج». وملصق «باك مان ستيكر» (Pac – Man) يعتبر خيارًا رائعًا آخر بالنسبة لمواد التسلية المقلدة.
ويتوفر تطبيق الملصقات «غرامر سنوب» (Grammar Snob) بسعر دولار واحد، ويسمح لك بوضع مواد تحريرية فوق رسالة نصية لتصحيح الأخطاء اللغوية الواردة في رسالة من صديقك.
أما تطبيق «ستيكر بالز» (Sticker Pals) فمتوفر مجانًا ويحوي المئات من الصور المتحركة والمؤثرات الخاصة، وغيرها من الخصائص التي تدع المستخدم يرسل الملصقات إلى الأصدقاء لاستخدامها. هناك أيضًا برنامج ملصقات «أردمان فيس بومب» (Aardman Face Bomb)، الذي يحوي وجوهًا كاريكاتورية مضحكة على غرار أسلوب استوديو «أردمان» للصور المتحركة.
* دردشة وألعاب
كذلك يسمح لك تطبيق «أبل مسج» أن تقضي وقتًا مع ألعاب مختلفة داخل التطبيق. فمع الألعاب القديمة مثل «وردز وذ فريندز» المتوافر مجانًا، فإن تلك الخاصية تجعل الدردشة عبر اللعبة أسهل بكثير، وبذلك تستطيع التعبير عن شعورك عندما يحصل شخص ما مثلاً على 50 نقطة، وذلك عن طريق إسقاط كلمة فوق مربع النتيجة الثلاثية.
بالإضافة إلى هذا، فإن تطبيق «تشيس 42» (Chess42) للشطرنج متوفر مجانًا وتستطيع اللعب به مباشرة داخل دردشة «آيمسيج». وهناك أيضًا كثير من التطبيقات التي تضفي مزيدًا من القوة على «آيمسيج»، ويساعدك تطبيق «دودل سكيدجزال ميكر» (Doodle: Schedule Maker) على تنفيذ نظام تصويت بسيط في تواريخ محددة، وهو مفيد بدرجة كبيرة في تحديد تواريخ للتواصل مع أشخاص في مواعيد محددة. البرنامج متوفر مجانًا.
وعندما تحتاج إلى تقسيم الفاتورة مثلاً، فإن تطبيق «سيركل باي» (Circle Pay) لتحويل النقد إلكترونيًا، يساعد المستخدمين على إرسال الدولارات واليورو من خلال تطبيق «آيمسيج». وتطبيق «سيركل باي» يتطلب تثبيتًا في الهاتف وتسجيلاً، لكنه يعمل ببساطة على واجهة «آيمسيج»، وهو أيضًا متاح مجانًا.
ويوفر تطبيق «آي ترانسليت» (iTranslate) ترجمة حيوية تلقائية، وبناء عليه، فإنك تستطيع الدردشة مع شخص ما يتحدث بلغة مختلفة وتقوم بترجمة المحادثة في حينها، من دون الحاجة إلى ترك واجهة المحادثة. والتطبيق متوفر مجانًا، ويعمل بسرعة وبجودة عالية، إلا أن طريقة التحكم في التطبيق قد تكون مربكة في بعض الأحيان، شأن أي ماكينة ترجمة أخرى، ويشبه هذا إلى حد كبير ترجمة اللغة البرتغالية أو الإسبانية في برنامج «يودا».
هناك اختبار آخر لأداء «آيفون» فيما يخص التعامل مع الألعاب. فتطبيق «مونتين فالي» (Monument Valley) متوفر بسعر 4 دولارات، وهو قريب الشبه بألعاب الألغاز ثلاثية الأبعاد، ويحتوي على صور نظيفة مجردة وبسيطة، ويجب عليك أن تقوم بإرشاد الشخصية التي تلعب من خلالها للسير وسط متاهة معمارية. لا تُفاجأ من جمال اللعبة.
تطبيق «أوبسيكورا» (Obscura) متاح بسعر 5 دولارات، ويسمح لك بالتحكم في قوة الصور في كاميرا «آيفون». تستطيع أيضًا أن تتحكم في «آي إس أو» وتركز للوصول لدرجة من الإبداع، فالأمر يشبه استخدام كاميرا رقمية ذات عدسة مفردة عاكسة.
يمكنك الابتعاد قليلاً عن لوحة مفاتيح «أبل» باستخدام تطبيق «ورد فلو» من إنتاج «مايكروسوفت» المتاح مجانًا. تستطيع أن تفهم بشكل أفضل كيف نحسب الوقت على كوكب الأرض باستخدام تطبيق ساعة «كوسميك وتش» (Cosmic Watch) الرائع المتاح بسعر 4 دولارات. وبمقدورك الاحتفاظ بصورك ووثائقك الإلكترونية في الفضاء الافتراضي للإنترنت باستخدام «غوغل درايف» المجاني.
وبمقدورك أيضًا أن تحول جهاز «آيفون» إلى ماسح ضوئي بكفاءة عالية عن طريق تطبيق «سكانر برو» (7 Scanner Pro 7) مقابل 4 دولارات.

* خدمة «نيويورك تايمز»



لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
TT

لأول مرة... «أدوبي» تتيح أدواتها داخل «تشات جي بي تي»

تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)
تكامل جديد يعزز الإبداع الذكي (جيمناي)

أعلنت شركة «أدوبي» (Adobe) عن تكامل رسمي مع منصة «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، في خطوة تُعد من أبرز التطورات التقنية خلال هذا العام، إذ أصبح بإمكان المستخدم الاعتماد على «تشات جي بي تي» لتنفيذ مهام تحرير الصور والملفات والتصميم دون الحاجة إلى فتح برامج «أدوبي» التقليدية. ويُعد هذا الربط نقلة مهمة في مسار دمج الذكاء الاصطناعي مع أدوات الإبداع الرقمية.

التكامل الجديد يتيح للمستخدم تنفيذ أعمال تحرير الصور وتحسين جودتها عبر الأوامر النصية، إضافة إلى القدرة على تحرير ملفات «PDF» ودمجها، وإنشاء تصاميم جاهزة لمحتوى شبكات التواصل. كما يتيح النظام تنفيذ عمليات القص والتعديل وإزالة العناصر غير المرغوبة وتحسين مستوى الإضاءة والألوان، إلى جانب إنتاج مواد بصرية جاهزة للنشر مباشرة، مما يلغي الحاجة للتنقل بين تطبيقات متعددة.

ويعتمد هذا الربط على منصة «أدوبي» تقنية «Apps SDK» التي تسمح بتشغيل أدوات الشركة داخل واجهة «تشات جي بي تي» بشكل مباشر، مع المحافظة على معايير الأمان وسهولة الاستخدام. وقد أكدت «أدوبي» أن التكامل متاح على إصدارات الويب وتطبيق «إي أو إس» ونسخة سطح المكتب، مع إمكانية طلب تسجيل الدخول بحساب «أدوبي» عند استخدام بعض الخدمات المتقدمة.

وترى الشركة أن هذا التعاون يمثل خطوة استراتيجية لتمكين المستخدمين من إنتاج محتوى احترافي بسرعة وجودة أعلى، فيما يعتقد محللون أن دخول «تشات جي بي تي» إلى مجال التصميم الإبداعي يعد توسعاً طبيعياً للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويمهّد لمرحلة جديدة تتداخل فيها قدرات النماذج الذكية مع أدوات التصميم المحترفة في منصة واحدة.

إتاحة «فوتوشوب» و«أكروبات» و«إكسبريس» داخل «شات جي بي تي» في أول تكامل من نوعه (شات جي بي تي)

وتتوقع أوساط تقنية أن يمتد هذا التكامل مستقبلاً ليشمل تحرير الفيديو ومعالجة الصوت، إضافة إلى أدوات أكثر تقدماً تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يدعم الاتجاه العالمي نحو منصات موحدة تجمع كل ما يحتاج إليه المصمم وصانع المحتوى في بيئة واحدة.

ويمثل هذا التحول إعادة صياغة لطريقة العمل الإبداعي؛ إذ يجمع بين قوة الذكاء الاصطناعي AI وقدرات «أدوبي» التقنية، ويوفر للمبدعين إمكانية تنفيذ أعمالهم بشكل أسرع وبخطوات أقل، ليظهر جيل جديد من أدوات الإنتاج المتكاملة داخل منصة واحدة.


أبواب «ذكية»... لأتمتة المنازل

أبواب «ذكية»... لأتمتة المنازل
TT

أبواب «ذكية»... لأتمتة المنازل

أبواب «ذكية»... لأتمتة المنازل

كشفت «دوما (Doma)»، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا المنزلية، عن أول خط إنتاج لها: الأبواب الذكية.

نقلة نوعية

تمثل هذه الأبواب نقلةً نوعيةً في مجال أتمتة المنازل، حيث تدمج التكنولوجيا المتقدمة بسلاسة، في البيئات السكنية. ويمثل هذا الإعلان لحظةً محوريةً في تطور مفهوم «المنازل الذكية» إلى منازل ذكية حقاً، حيث تُدمج الأتمتة في صميم مساحات المعيشة بدلاً من الاعتماد على أجهزة متفرقة.

تقنيات التعرف على صاحب المنزل

صُممت أبواب «دوما» الذكية لتُفتح وتُغلق تلقائياً عند اقتراب صاحب المنزل، باستخدام تقنية التعرُّف على الوجه المدمجة في شاشة دائرية أنيقة على السطح الخارجي. بالإضافة إلى التعرُّف على الوجه، يوفر النظام 5 طرق وصول إضافية: البلوتوث، وأجهزة استشعار تحديد المواقع فائقة السرعة، ومسح رمز الاستجابة السريعة، وإدخال كلمة المرور عبر لوحة المفاتيح، والاتصال بالإنترنت.

شاشات ومستشعرات

وفي الداخل، تعمل شاشة أكبر كلوحة تحكم لقفل الباب وفتحه ومراقبة بث الفيديو المباشر، كما تُستخدم أيضاً بوصفها عدسة رؤية كبيرة الحجم. وقد صُمِّمت هذه التقنية لتوفير الأمان والراحة.

وتعمل مستشعرات الرادار ذات الموجات المليمترية على إيقاف محرك الباب فوراً عند استشعار وجود شخص في مساره، بينما يفصل قابض إلكتروني المحرك عند دفع الباب أو سحبه يدوياً. وهذا يُلغي «مقاومة المحرك»، مما يضمن عمل الباب كباب تقليدي عند الحاجة - وهي ميزة حصلت شركة «دوما» على براءة اختراع لها.

تصميم سلس الاندماج

على عكس كثير من أجهزة المنزل الذكية الموجودة التي تبدو إضافات خارجية، يدمج نهج «دوما» الأتمتة في المنزل وأنظمته. فقد تم دمج المحركات وآليات الإغلاق داخل الباب نفسه، وهي متوافقة مع الإطارات القياسية، وموصولة مباشرة بنظام الكهرباء المنزلي.

وتوفر بطارية احتياطية طاقة لمدة تصل إلى 30 يوماً، مما يضمن موثوقية النظام في أثناء انقطاع التيار الكهربائي. ويعكس هذا التصميم رؤية المؤسسين للتكنولوجيا التي «تندمج» بسلاسة في البيئة المنزلية، ما يخلق تجربة استخدام سلسة.

نوافذ ذكية

من المقرر إطلاق مبيعات الأبواب الذكية رسمياً في صيف 2026.

وفي أوائل عام 2026، ستعلن «دوما» عن خط إنتاج ثانٍ: النوافذ الذكية، التي ستستخدم تقنية أتمتة مماثلة لتعزيز أمن المنزل وجودة الهواء والتحكم في المناخ. ومن المتوقع بدء مبيعات هذه النوافذ في خريف عام 2026. تُشكِّل هذه المنتجات مجتمعةً منظومةً متكاملةً مصممةً لأتمتة المهام المتكررة وتحسين ظروف المعيشة في الوقت الفعلي.

يشير ابتكار «دوما» إلى تحول من التفكير الذي يركز على الأجهزة إلى أنظمة معيشية تركز على البيئة. فمن خلال دمج الأتمتة في العناصر الهيكلية كالأبواب والنوافذ، يقترب تحقيق الرؤية التي طال انتظارها لمنزل ذكي متكامل. لا يُحسِّن هذا النهج الراحة فحسب، بل يُعالج أيضاً تحديات الوصول للأفراد ذوي الإعاقة أو محدودي الحركة.

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا».


«رحلة من نور» تنقل الدرعية إلى لندن عبر تجربة رقمية غامرة

تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)
تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)
TT

«رحلة من نور» تنقل الدرعية إلى لندن عبر تجربة رقمية غامرة

تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)
تحوّلت «رحلة من نور» في «أوترنت» لندن إلى نموذج جديد للسرد الثقافي باستخدام التكنولوجيا الغامرة (Outernet)

في ظل التحوّل الرقمي الذي تشهده عدة مدن حول العالم، باتت القصص الثقافية تجد لنفسها أشكالاً جديدة تتجاوز المتاحف والمعالم التقليدية. ففي مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحوّل أحد أكثر الفضاءات الرقمية تطوراً في لندن مؤقتاً إلى بوابة مفتوحة على قلب السعودية التاريخي. تجربة «رحلة من نور»، التي نفذتها شركة «بيكسل آرت ووركس» (Pixel Artworks) بالتعاون مع شركة الدرعية، أعادت تخيّل الدرعية التي تعد مهد الدولة السعودية الأولى وموقع التراث العالمي لليونيسكو عبر بيئة غامرة متعددة الحواس بزاوية 360 درجة في «أوترنت لندن».

استقطبت التجربة مئات الآلاف من الزوار يومياً، لتؤكد أن السرد الرقمي لم يعد مجرد عرض بصري باهر، بل أداة معاصرة للتواصل الثقافي. ورغم انسجام المشروع مع أهداف رؤية السعودية 2030 في الحضور الثقافي العالمي، فإن أهميته تكمن في كيفية توظيف التكنولوجيا ليس لإعادة إنتاج الماضي، بل لترجمة التراث إلى تجربة حية يفهمها جمهور عالمي في الزمن الحاضر.

استخدمت التجربة بيئة رقمية بزاوية 360 درجة لإعادة تقديم الدرعية كوجهة حية ومعاصرة لا كموقع تاريخي فقط (Outernet)

فضاء رقمي ضخم

احتضنت التجربة شاشة «ليد» بارتفاع أربعة طوابق (14.5 أي نحو متر) امتدت على مساحة تتجاوز 1200 متر مربع بدقة تفوق «16K». تميّز المكان بهندسة دائرية بالكامل، تدمج بين الصورة والصوت عبر أكثر من 200 مكبر صوت بنظام صوتي محيطي، إلى جانب جدران زجاجية متحركة وأنظمة روائح مدمجة لتعزيز الأبعاد الحسية. وفي هذا السياق، تصبح التجربة الغامرة ممارسة هندسية بقدر ما هي إبداعية.

ويشرح أليكس أبثورب، المدير العام لشركة «بيكسل آرت ووركس» في الشرق الأوسط، أن التحدي الأول لم يكن بصرياً، بل كان تشغيلياً. ويذكر خلال لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» أن «أوترنت لندن يعمل كمنصة إعلامية حية، مع تعدد تدفقات المحتوى وتغيّر الجداول باستمرار، لذلك كان تأمين وقت كافٍ للمراجعة والاختبار من أكبر التحديات». ويضيف أن «المشروع كان استحواذاً كاملاً على جميع المساحات ضمن جدول زمني ضيق، ما جعل وقت الاختبار في الموقع محدوداً جداً».

ولمعالجة ذلك، لجأ الفريق إلى بناء التجربة كاملة داخل بيئة الواقع الافتراضي (VR). يقول أبثورب: «قمنا بنقل تجربة الدرعية كاملة إلى الواقع الافتراضي، ما أتاح للفريق التجول داخلها ومراجعة المحتوى كما لو كانوا موجودين فعلياً، وذلك قبل التركيب بوقت طويل».

هذا النهج قلّل المخاطر التقنية، وسمح بالتحقق من القرارات الإبداعية مبكراً، وهو أسلوب بات شائعاً في المشاريع الغامرة الكبرى، حيث يكون الوصول الميداني محدوداً.

ساهم التعاون الوثيق مع فريق شركة الدرعية في ضمان الدقة الثقافية ونقل روح المكان بأدق تفاصيله (Outernet)

شاشة بزاوية 360 درجة

تفرض البنية الدائرية لمساحة «أوترنت» متطلبات صارمة على المحتوى، إذ يجب أن يعمل بسلاسة من جميع الزوايا دون تشويه أو انفصال سردي.

وهنا شكّلت الشراكة الطويلة الأمد بين «Pixel Artworks» و«أوترنت» عنصر قوة حاسماً. فالشركة شاركت منذ بدايات المشروع في تحديد المواصفات التقنية للمكان. ويذكر أبثورب أن «البنية التقنية الكاملة للمكان مبنية بتصميم ثلاثي الأبعاد يتيح مراجعة المحاذاة والمقاييس وخطوط الرؤية عبر كامل الشاشة قبل إطلاق المحتوى، حتى لو كان كل عنصر مصمماً بشكل مستقل».

هذا الأسلوب سمح بتوحيد التجربة بصرياً وسردياً، رغم تعقيد التنفيذ وتعدد مكوناته.

دور الرسوميات الآنية

من أبرز القرارات التقنية في المشروع اعتماد «Unreal Engine» لتقديم محتوى مرسوم وآني في آن واحد، بدل الاكتفاء بمحتوى مُسبق التصيير. ويشير أبثورب إلى أن السبب لم يكن تقنياً فقط، بل كان زمنياً بالدرجة الأولى. ويضيف: «في هذا الحجم، كانت عمليات التصيير التقليدية ستبطئ الإنتاج إلى حد كبير».

تمكن فريق «بيكسل آرت ووركس» من تقليص زمن المعالجة بشكل جذري «باستخدام الرسوميات الآنية عبر (Unreal) حيث خفّضت زمن التصيير من نحو 90 ثانية إلى بضع ثوانٍ لكل تعديل». كما كان هذا الخيار ضرورياً لدعم المكوّن التفاعلي في التجربة، الذي يتطلب استجابة فورية لا يمكن تحقيقها عبر محتوى ثابت.

لعبت التقنيات المتقدمة مثل «Unreal Engine » والرسوميات الآنية دوراً محورياً في تنفيذ التجربة على نطاق ضخم (Outernet)

تجربة حسية متوازنة

تمثل البيئات الغامرة خطراً دائماً يتمثل في الإشباع المفرط للحواس، خصوصاً في فضاء ضخم مثل «أوترنت». ويؤكد أبثورب أن السيطرة على هذا التوازن كانت أولوية، حيث إن «ضخامة أوترنت قد تكون طاغية بحد ذاتها، لذا كان علينا أن نكون مقصودين ودقيقين في كل عنصر آخر». وجرى التعامل مع التجربة كما لو كانت معرضاً فنياً مفتوحاً إذ تتحول الشاشات إلى «سماء» سردية، فيما تستضيف الأرض عروضاً حية مثل رقصة العرضة، والخط العربي، والموسيقى التقليدية، والمأكولات السعودية. ويعدّ أبثورب أن «العروض الحية والقهوة والخط والتصميم الأرضي تحوّل المكان، بينما تصبح الشاشات أشبه بسماء تحمل وعد الرحلة أو الاستقرار أو الاكتشاف». وقد اعتمدت الحركة على الهدوء مع انتقالات مستوحاة من تعاقب أوقات اليوم في الدرعية، فيما استُخدم العود بوصفه عنصراً عطرياً داعماً لا مسيطراً. يعدّ أبثورب أن تمثيل موقع تراث عالمي لليونيسكو يحمل مسؤولية كبيرة. لكن «رحلة من نور» لم تسع إلى إعادة بناء الدرعية كما كانت، بل كما هي اليوم. وينوه بأن «السرد بشكل أساسي ركز على الدرعية الحالية، ودعوة الزوار لاكتشاف ما يمكنهم تجربته الآن، ومستقبلها القريب».

تعكس التجربة توجّهاً عالمياً جديداً نحو استخدام التكنولوجيا ليس لعرض التراث فقط بل لتحويله إلى تجربة معيشة (Outernet)

الدقة الثقافية عبر التعاون المحلي

لحماية الأصالة، جرى العمل بشكل وثيق مع أعضاء من فريق شركة الدرعية، من بينهم مختصون من أبناء المنطقة نفسها. ويضيف أبثورب أن «أعضاء من شركة الدرعية وبعضهم من أبناء المنطقة، لعبوا دوراً أساسياً في نقل روح المكان، من نقوش الأبواب وأنماط العمارة النجدية، إلى ألوان الطين والإضاءة والنباتات». هذا العمق الثقافي جنّب التجربة الوقوع في الرمزية العامة أو التبسيط المخل.

التركيز على الحياة اليومية

بدلَ تقديم التراث بوصفه ذكرى بعيدة، تبنّت التجربة سرداً معاصراً وهو أن «العدسة الإبداعية ركزت على الدرعية المعاصرة بتفاصيل الحياة اليومية ودفء المجتمع وسحر اللحظات الصغيرة».

وهكذا، ظهرت الدرعية كحيّ ثقافي حيّ، لا كمشروع نظري أو حلم مستقبلي. استقطب «أوترنت» في لندن مارة عابرين وجمهوراً ثقافياً متخصصاً على حد سواء. وبالنسبة لكثير من زوار المدينة، شكّلت التجربة أول احتكاك مع الدرعية حيث «كان الهدف تقديم الدرعية كوجهة حقيقية قابلة للزيارة، لا كمشروع بعيد أو نظري». ويرى أبثورب أن الذكاء الاصطناعي بات يسرّع كل مراحل الإنتاج الإبداعي، لكنه يشير إلى أن التحول الأعمق سيأتي من الحوسبة المكانية.

بهذا المعنى، لا تمثّل «رحلة من نور» مجرد عرض رقمي مؤقت، بل تمثل مؤشراً على مستقبل يمكن فيه للتكنولوجيا إذا استُخدمت بحس ثقافي دقيق أن تنقل التراث من الحفظ إلى المشاركة، ومن الجغرافيا إلى التجربة المعيشة.