الأربعاء.. مائة حكم سعودي في اختبار «التلاعب بالمباريات»

المركز الدولي للأمن الرياضي يبدأ تفعيل اتفاقيته بإرسال 3 خبراء في «النزاهة»

محمد حنزاب وأحمد عيد خلال توقيعهما اتفاقية «مكافحة الفساد في البطولات السعودية» - فريدريك لورد مدير إدارة - أحمد العصيمي مدير الوحدة
محمد حنزاب وأحمد عيد خلال توقيعهما اتفاقية «مكافحة الفساد في البطولات السعودية» - فريدريك لورد مدير إدارة - أحمد العصيمي مدير الوحدة
TT

الأربعاء.. مائة حكم سعودي في اختبار «التلاعب بالمباريات»

محمد حنزاب وأحمد عيد خلال توقيعهما اتفاقية «مكافحة الفساد في البطولات السعودية» - فريدريك لورد مدير إدارة - أحمد العصيمي مدير الوحدة
محمد حنزاب وأحمد عيد خلال توقيعهما اتفاقية «مكافحة الفساد في البطولات السعودية» - فريدريك لورد مدير إدارة - أحمد العصيمي مدير الوحدة

يقيم المركز الدولي للأمن الرياضي الأربعاء المقبل ورشة عمل مع مائة حكم كرة قدم سعودي بعنوان «الوقاية من التلاعب في المباريات» وتنطلق هذه الورشة وفقا للاتفاقية الموقعة بين المركز واتحاد كرة القدم السعودي، حيث ستقام بفندق الإنتركونتيننتال في العاصمة السعودية الرياض، وسيكون هناك جلسة تمهيدية لرفع مستوى الوعي وتعزيز المعرفة حول منهجيات التلاعب بنتائج المباريات المعاصرة والتهديدات العالمية للرياضة.
وللمرة الأولى في تاريخ اتحاد الكرة السعودي تقام مثل هذه الورشات التعليمية التثقيفية، وذلك بعد حادثة تهبيط فريق المجزل إلى دوري الدرجة الثانية بعد أن كان صاعدا لدوري المحترفين السعودي إثر إدانته بالأدلة بدفع رشى لناد آخر مقابل الفوز بمباراة حاسمة في آخر جولة بدوري الدرجة الأولى في الموسم الكروي الماضي، وصدرت على أثرها قرارات مثيرة للجدل من جانب لجنة الانضباط التابعة لاتحاد الكرة السعودي والتي بنيت على تحقيقات خاصة من قبل الهيئة العامة للرياضة.
وفي السنوات الأخيرة الماضية بدأ الصوت يرتفع كثيرا من جانب الأندية المتنافسة على لقب دوري المحترفين السعودي جراء اتهامات متبادلة بينها حول فساد يتردد دون أن يقدم مسؤول في أي ناد أي أدلة تعزز من تصريحاته وانتقاداته للحكام السعوديين.
ويهدف المركز الدولي للأمن الرياضي لتحسين الوعي والفهم من الضرر الكبير الذي يوثر على الرياضة جراء الفساد، بالإضافة لمعرفة الأساليب المستخدمة من قبل الشبكات المنظمة لاختراق واستغلال لعبة كرة القدم والمنتمين إليها. وتهدف هذه الورشة إلى بدء المناقشات والأفكار بين الحكام في كيفية التعرف على الأساليب، ومقاومة الفساد في الرياضة، والعواقب المرتبطة بها.
وترتكز استراتيجية الورشة لرفع وعي الفئة المستهدفة، وهم الحكام على أهمية قضية التلاعب بنتائج المباريات والرسالة هي عدم تقبل هذا الشيء تمامًا، وتتمثل أهداف الاستراتيجية في إرشاد المشاركين بكيفية التعرف على الفساد، ومقاومته والإبلاغ عن أي أفعال مشبوهة قد تتعلق بالتلاعب في نتائج المباريات. والهدف هو حماية الحكام والحد من الفساد وتعزيز النزاهة، وبناء شبكة تواصل بين الأطراف.
وتبدأ الورشة الساعة الثانية عشرة ظهرًا، حيث موعد الوصول المحدد بالساعة الثانية والنصف ظهرًا، وفي الساعة الثانية عشرة والنصف حتى الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة تبدأ الكلمة الرئيسية مع رئيس دائرة التحكيم الإنجليزي هاورد ويب، بالإضافة لأحمد العصيمي مدير وحدة الشؤون القانونية في المركز الدولي للأمن الرياضي.
وفي الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة حتى الواحدة ظهرًا تنطلق الجلسة الثانية تحت عنوان «مقدمة وأهداف ورشة العمل» يتحدث خلالها دايل شيان مدير التوعية والتعلم في المركز الدولي للأمن الرياضي، وفي الساعة الوحدة ظهرًا تنطلق الجلسة الثالثة لمدة نصف ساعة تحت عنوان «الأوضاع الحالية للعبة» وسيكون المتحدث فيها هو فريدريك لورد مدير مكافحة الفساد في المركز الدولي للأمن الرياضي، وسيتم خلال الجلسة مناقشة التهديد الحالي لسلامة الرياضة من الفساد، بالإضافة لتدعيمها بأمثلة لأساليب المنظمات الإجرامية في التسلل للرياضة والتلاعب بالمباريات.
وفي الساعة الواحدة والنصف ظهرًا سيتحدث أحمد العصيمي مدير الشؤون القانونية في الجلسة الرابعة تحت عنوان أمثلة وحالات إقليمية بالإضافة للوائح، وسيتطرق العصيمي خلال نصف ساعة إلى حالات التلاعب بنتائج المباريات في المنطقة، والقوانين واللوائح المتعلقة بالتلاعب في نتائج المباريات في الاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي والفيفا.
وفي الساعة الثانية ظهرًا سيقوم دايل شيان بمراجعة الجلسات السابقة، بالإضافة للحديث عن جلسات بعد الغداء، ثم بعد ذلك ستنطلق ورشة العمل السادسة بتقسيم المشاركين إلى مجموعات صغيرة وإجراء تمارين عن طريق وضع خطة استراتيجية لسيناريو معين، مع تبادل الأفكار والمنهجيات، حيث سيتم افتراض أنك في نقابة التلاعب في المباريات مع تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات لتحقيق هدفك..
وستنطلق الجلسة السابعة في الساعة الرابعة والربع عصرًا تحت عنوان خطة استجابة حاسمة، حيث سيتم طرح سيناريو على المشاركين يرتبط ارتباطا وشيكا بالفساد. والغرض من هذه العملية هو تحديد مستوى الفهم والمعرفة الاستجابة، بالإضافة لكيفية الحماية وإعداد التقارير، وسيشرف على هذه الجلسة أحمد العصيمي.
وفي الساعة الخامسة مساء تختتم الجلسة بالجلسة الختامية بوجود دايل شيان ورئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا، ويهدف المركز الدولي للأمن الرياضي من هذه الورشة حضور الحكام وجمعيات كرة القدم والنيابة العامة للرياضة، ولجان المراهنات ووزارة الرياضة والثقافة والمنظمات الدولية والأكاديميين والهيئات الدولية الرياضية من أجل الاستفادة وتعزيز نتائج ورشات العمل.
وبحسب مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» فإن الهدف الرئيسي من مثل هذه الورشات الموجهة للحكام هو أمرين: التوعية والتحذير بأن لا يقعوا ضحية للمبتزين أو العصابات التي تستفيد من التلاعب في الكسب غير المشروع من المراهنات.
وهي تنصب في النهاية، مع مجموعة من المبادرات التي سيسعى المركز إلى تقديمها للاتحاد مثل العمل على تطوير الأنظمة واللوائح وطرق التحقيق والمراقبة الفعالة للمباريات، في صالح تحصين المسابقات السعودية من عمليات التلاعب في النتائج.
كما سيكون هناك أيضا ورشات عمل أخرى موجهة للأندية واللاعبين والمدربين والإداريين وأخرى للعاملين في الاتحاد.
أما عن محتوى هذه الورشة تحديدا فسيتم ابتداء شرح ماهية التلاعب في النتائج ومدى تأثيره على مستقبل كرة القدم، والجهود المقدمة دوليا من المركز الدولي للأمن الرياضي، بالإضافة إلى الاتحادات الدولية للتصدي له.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».