رئيس «تجمع الأحرار» المغربي: بلادنا اتخذت قرارًا شجاعًا بترسيم الأمازيغية

وزارة الداخلية تمنع «الأصالة والمعاصرة» من عقد تجمع خطابي في ملعب بوجدة

صلاح الدين مزوار خلال تجمع خطابي لحزبه في قلعة مكونة («الشرق الأوسط»)
صلاح الدين مزوار خلال تجمع خطابي لحزبه في قلعة مكونة («الشرق الأوسط»)
TT

رئيس «تجمع الأحرار» المغربي: بلادنا اتخذت قرارًا شجاعًا بترسيم الأمازيغية

صلاح الدين مزوار خلال تجمع خطابي لحزبه في قلعة مكونة («الشرق الأوسط»)
صلاح الدين مزوار خلال تجمع خطابي لحزبه في قلعة مكونة («الشرق الأوسط»)

أعلن صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، وزير خارجية المغرب، أنه عازم على تعلم اللغة الأمازيغية، قائلاً: «أقسم بالله أن أتعلم اللغة الأمازيغية».
وأشاد مزوار الذي كان يتحدث، مساء أول من أمس، في تجمع خطابي لحزبه، في قلعة مكونة (جنوب شرقي المغرب)، بخطوة تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس العمومية، بعد إقرار المملكة ترسيمها لتكون ثاني لغة وطنية، بعد العربية، في دستور 2011، مضيفا: «الحمد الله أن أبناءنا سيتحدثون اللغة الأمازيغية في المستقبل».
وأشار مزوار إلى إنه في الوقت الذي تخاف فيه الدول من لغتين رسميتين، اتخذ المغرب قرارًا شجاعًا بترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور، مبرزًا أن للمغاربة الإرادة والنضج الكافيين للعيش في كنف لغتين، وتدبير هذا التنوع.
وقال مزوار في هذا السياق: «لا نريد مغربًا مقسوما.. يمكننا أن نختلف، لكن يجب احترام بعضنا بعضًا»، مستشهدًا بحزبه الذي بنى مساره بعيدا عن «الاصطدامات»، وموضحًا أن التجمع الوطني للأحرار يستلهم من المغاربة الاعتدال والتعايش، وأنه صاحب تجربة طويلة في بناء المغرب المعاصر.
من جهة أخرى، دعا مزوار زعماء الأحزاب السياسية إلى تجنب التصعيد وتبادل الاتهامات، والاهتمام أكثر بمصالح البلاد، والحرص على استقرارها المحسودة عليه، معتبرًا تصريحات بعض الزعماء السياسيين المغاربة غير مسؤولة، وعدها «لعبا بالنار، وقد تهدد استقرار البلد». وقال مزوار في هذا السياق: «أنا وزير خارجية، وأعرف أن بلادنا محسودة على الاستقرار الذي تنعم به، وعلى تشبثها بالثوابت. وما يعيشه العالم من حولنا خطير. لذا، يجب أن نزن أي كلمة نقولها أو فعل نقدم عليه».
وشكل قطاع التعليم أبرز النقاط التي ركز عليها مزوار في خطابه، مؤكدا أولوية إصلاح هذا القطاع في برنامج حزبه الانتخابي، وعزمه الشروع في تطبيقه في حالة تصدر حزبه المركز الأول في الانتخابات التشريعية ليوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وشدد مزوار على ضرورة إصلاح منظومة التعليم، وجعلها تتوافق مع قدرات الشباب وإمكاناتهم، قائلاً: «لا نريد أن تدخل في عقل الشباب أفكار لا علاقة لها بالهوية والثقافة المغربية»، مؤكدًا على «ضرورة إنقاذ الشباب من الأفكار المتطرفة».
وتطرق مزوار لانتظارات المواطنين، وكيف سيعمل حزبه على تحقيق برنامجه الانتخابي فيما يتعلق بالعالم القروي، مثل فك العزلة عن القرى، وشق الطرق، وتقريب المدارس والمراكز الاستشفائية، وقال إن البرنامج الانتخابي لحزبه يهدف إلى فتح 300 مصحة في ظرف سنة، مشيرا إلى أن المراكز الصحية الموجودة مغلقة حاليا، نظرًا لعدم توفرها على أطر طبية.
وبشأن التشغيل، قال مزوار إن الشبان يريدون فقط العمل، مشيرا إلى أن حزبه له تجربة كبيرة في خلق فرص التشغيل، وخلق المبادرات، ولديه القدرة أيضًا على القضاء على البطالة في ظرف 5 سنوات.
وعلى صعيد حزبي آخر، تلقى حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، باستغراب وأسف كبيرين، نبأ منع الحكومة (وزارة الداخلية) استعمال ملعب الكرة المستطيلة بوجدة لتنظيم مهرجان خطابي للأمين العام للحزب إلياس العماري، وأعضاء المكتب السياسي، وبحضور مرشحات ومرشحي الحزب بجهة الشرق، الذي كان مبرمجا له أمس (السبت).
وقال خالد أدنون، الناطق الرسمي باسم الحزب، إن «الغريب في هذا القرار الذي لم تكلف الحكومة نفسها عناء تبريره كتابيا، أنه يأتي قبل أقل من 48 ساعة على المهرجان الخطابي، وبعدما استكملت التنسيقية الجهوية للحزب كل الإجراءات الإدارية، ومن بينها موافقة وزارة الشبيبة والرياضة على استخدام الملعب المذكور».
وأضاف أدنون: «إن حزب الأصالة والمعاصرة وهو يستنكر هذا القرار الذي لم تملك الحكومة جرأة تبليغه كتابيا، يعتبره مسا بحرية التعبير، ويتنافى والقيم الديمقراطية التي كرسها دستور 2011، كما يضرب في الصميم المسلسل الديمقراطي، خصوصا ونحن في ظل الحملة لانتخابات السابع من أكتوبر».
ومن منطلق التزامه المبدئي، وضمانا للتواصل مع المناضلات والمناضلين والمواطنات والمواطنين بجهة الشرق، قرر حزب الأصالة والمعاصرة، كما يقول أدنون، تغيير مكان المهرجان الخطابي، وأصبح هو القاعة المغطاة «المغرب العربي» بحي واد الناشف، بوجدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.