فضيحة ألاردايس.. تعبير عن حالة الفوضى في الكرة الإنجليزية

رغم غطرسته الفجة وشعوره بضخامة ذاته.. هل يستحق مدرب إنجلترا الطرد حقا؟

نهاية سريعة لألاردايس بعد 67 يومًا فقط تولى فيها تدريب منتخب إنجلترا («الشرق الأوسط») - فرحة ألاردايس بتولي أحد أهم المناصب في إنجلترا («الشرق الأوسط») - ألاردايس يغادر 
منزله في بولتون إلى المجهول (رويترز) - الأردايس في أول وآخر مباراة له مع إنجلترا أمام سلوفاكيا (رويترز)
نهاية سريعة لألاردايس بعد 67 يومًا فقط تولى فيها تدريب منتخب إنجلترا («الشرق الأوسط») - فرحة ألاردايس بتولي أحد أهم المناصب في إنجلترا («الشرق الأوسط») - ألاردايس يغادر منزله في بولتون إلى المجهول (رويترز) - الأردايس في أول وآخر مباراة له مع إنجلترا أمام سلوفاكيا (رويترز)
TT

فضيحة ألاردايس.. تعبير عن حالة الفوضى في الكرة الإنجليزية

نهاية سريعة لألاردايس بعد 67 يومًا فقط تولى فيها تدريب منتخب إنجلترا («الشرق الأوسط») - فرحة ألاردايس بتولي أحد أهم المناصب في إنجلترا («الشرق الأوسط») - ألاردايس يغادر 
منزله في بولتون إلى المجهول (رويترز) - الأردايس في أول وآخر مباراة له مع إنجلترا أمام سلوفاكيا (رويترز)
نهاية سريعة لألاردايس بعد 67 يومًا فقط تولى فيها تدريب منتخب إنجلترا («الشرق الأوسط») - فرحة ألاردايس بتولي أحد أهم المناصب في إنجلترا («الشرق الأوسط») - ألاردايس يغادر منزله في بولتون إلى المجهول (رويترز) - الأردايس في أول وآخر مباراة له مع إنجلترا أمام سلوفاكيا (رويترز)

أخيرًا، أسدل الستار على حقبة سام ألاردايس في المنتخب الإنجليزي، والآن يدفع ألاردايس المهرج ثمن سلوكه على مدار الأسابيع القليلة التي مرت منذ اختياره لتدريب المنتخب الإنجليزي. من جانبه، لخص فنان الكاريكاتير مايك ستوكي على نحو عبقري حجم الجنون المحيط بوظيفة مدرب المنتخب الإنجليزي في صورة صغيرة رائعة تتدلى من على جدران المتحف الوطني لكرة القدم في مانشستر. ويصور الرسم الكاريكاتيري مقابلة لنيل وظيفة مدرب المنتخب، حيث يجلس المتقدم للوظيفة والذي تبدو عليه علامات التوتر أمام لجنة مؤلفة من ثلاثة مسؤولين يرتدون الزي الرسمي لاتحاد كرة القدم، ويخبره أحدهم أنه: «إذا خسرت مباراة واحدة، ستتعرض للطرد».
المؤكد أن سام ألاردايس دخل التاريخ باعتباره المدرب الذي خاض مع المنتخب مباراة واحدة وفوزًا واحدًا وإجمالي 67 يومًا في المنصب. بوجه عام، بدا كل شيء يسير على ما يرام بعد الفوز على سلوفاكيا. أما خصوم إنجلترا القادمين فهما مالطة، والتي من المقرر لقاءها بعد أسبوع، السبت، وبعد ذلك بثلاثة أيام هناك رحلة إلى سلوفينيا أو ما شابه ذلك، حسب قول ألاردايس نفسه. الآن، من المقرر أن يتولى غاريث ساوثغيت إدارة شؤون المنتخب، في الوقت الذي سيتعين على الرجل الذي تولى قيادة المنتخب لأقصر فترة في تاريخه وأكثرها خزيًا على الإطلاق البحث عن موطن آخر - وقد ينتهي الحال به إلى الاعتزال.
بالنسبة لـ«ألاردايس» فإنه بالتأكيد شخص فظ، الأمر الذي يتجلى أمام أي شخص يتابع مسيرته المهنية، بدءًا من الفيلم الوثائقي سيء السمعة على محطة «بي بي سي» في برنامج «بانوراما» والماضي المتقلب لوكيل أعماله، مارك كيرتيس. وعليه، ليس من المثير للدهشة مطلقًا أن الرجل الذي وقع اختيار اتحاد كرة القدم عليه لتدريب المنتخب الإنجليزي في يوليو (تموز) كان مهيئًا تمامًا لنيل لدغة قاتلة من قبل الصحافة. أما الأمر غير المألوف في الأمر أن تقدم صحيفة «ديلي تيليغراف» على وجه التحديد على إرسال صحافيين للعب دور «الشيخ الزائف»، وتبقى هناك أجزاء من تغطيتها للقصة مثيرة للشكوك. على أقل تقدير. ومع هذا، يبقى الأمر المؤكد أن ألاردايس تسبب في حرج بالغ لجهة عمله. لقد نال فرصته وأهدرها - والآن سيبقى هناك أمام واحد من أكثر المدربين الإنجليز غطرسة الكثير من الوقت للتدبر والندم على ما كان ينبغي عليه فعله.
أما ما إذا كان ألاردايس يستحق خسارة وظيفته فتلك مسألة مختلفة تمامًا. ورغم أنني شخصيًا لست من المعجبين بألاردايس وسبق وأن أثرت التساؤلات حول علاقته بكيرتيس لأكثر من مرة، فإنه لا يزال من غير الواضح ماهية الخطأ الذي رآه مسؤولو اتحاد الكرة في هذه التسجيلات السرية لألاردايس والذي استحق من أجله هذا «الإعدام» الرياضي. المفترض أن المسؤولين المعنيين خلصوا إلى أنه من غير اللائق لمؤسسة تتولى التحكيم بين أطراف أخرى الاستعانة بشخص أخبر لتوه اثنين من المراسلين الصحافيين السريين، اللذين تظاهرا أمامه أنهما ممثلين لوكالة كروية في جنوب شرق آسيا، أنه «ليس ثمة مشكلة» في الالتفاف على القواعد الخاصة بملكية الطرف الثالث، رغم أن هذه الممارسة حظرت قانونيًا عام 2008. إلا أن هذه العبارة التي قالها ألاردايس تشير إلى حقيقة أنه عندما كان يتولى تدريب وستهام، وقع النادي عقد ضم المهاجم الإكوادوري إينير فالنسيا رغم أنه كان في ذات الموقف تحديدًا. وانتهى اتفاق الملكية عندما أنجزت صفقة الانتقال ووقع وستهام عقد ضمه إليه «بشكل كامل». وحدث أمر مشابه مع مانشستر يونايتد ومدافعه ماركوس روخو. وبالتالي فمن الواضح أنه ليس هناك مشكلة في الالتفاف على هذه القواعد، مثلما قال ألاردايس.
على ألاردايس ألا ينتظر كثيرًا من التعاطف معه، ومع ذلك تبقى هذه الحادثة بعيدة تمامًا عن الفضائح الكبرى المرتبطة بالمدربين، مثل تلك التي أشار إليها لاعب خط وسط رينجرز الاسكوتلندي جوي بارتون في سيرته الذاتية التي نشرت مؤخرًا، عندما تحدث عن «المحاسبة المبتكرة» التي انتهجها أحد المدربين (لكنه استطرد بأنه مدرب لم يسبق له اللعب تحت قيادته)، والذي «تخصص في الدفع ببدلاء في وقت متأخر من المباريات، بناءً على تفاهم مع أحد مساعديه الذي كان يجمع نسبة مئوية من أجور هؤلاء اللاعبين عن مشاركاتهم في المباريات». وتبعًا لما ذكره بارتون، فإن هذا المدرب كان سيء السمعة ومشهورًا بتعمده لمنح اللاعبين فرصة المشاركة للمرة الأولى في المباريات، أحيانًا لدقائق معدودة، بحيث يتمكن مدير الأكاديمية من الحصول على مكافأة يتقاسمها معه المدرب لاحقًا. وكان المدرب أيضًا يعيد التعاقد مع لاعبين سبق وأن عمل معهم في أندية سابقة ونيل مبالغ منهم كان يجري تحصيلها نقدًا وشهريًا.
وعليك عزيزي القارئ مقارنة ذلك برد فعل ألاردايس عندما سأله المراسلان المتنكران حول ما إذا كان بمقدورهما دفع رشى لمسؤولين لضمان تسيير أعمالهما التجارية - ذلك أنه أجابهما: «أوه، لا تفعلوا ذلك. لم يسبق لي أن سمعت بمثل هذا الأمر. لم يسبق لي أن سمعت به، أيها الغبي. ما الذي تتحدث عنه؟ أنت شخص معتوه. يمكنك إجراء مثل هذا النقاش في غيابي فقط».
كما أبدى ألاردايس صدمته البالغة إزاء مقترح طرح عليه بأن يغض الطرف عن دفع رشى. ولاحقًا، انطلق في حديث غاضب إلى صديقه المقرب ووكيله الكروي سكوت مكغارفي، قائلاً: «لقد سقطت اليوم. لا يمكنك المضي في هذا الأمر بعد الآن. لا يمكنك دفع أموال إلى لاعب، ولا يمكنك دفع مال إلى مدرب، أو إلى رئيس تنفيذي. لقد كان هذا الأمر شائعًا منذ قرابة 20 أو 30 عامًا ماضية. أما الآن فلا يمكنك فعل ذلك. إياك أن تقدم على هذا الأمر». في الحقيقة، لا تتوافق أي من هذه العبارات مع الصورة التي رسمها ألاردايس باعتباره ينظر إلى القواعد والالتزام بها باعتبارها أمرًا اختياريًا.
ولا يمثل هذا دفاعًا عن ألاردايس، وإنما مجرد محاولة لتسليط الضوء على هذه العبارات من جانبه والتي تعمدت «ديلي تيليغراف» دفنها في مكان ما قرب نهاية القصة الصحافية التي فجرتها بشأن الرجل وتسببت في سقوطه المدوي. وما أود التأكيد عليه هنا أن هذا المقال ليس جزءًا من جهود علاقات عامة لإنقاذ الرجل والدفاع عنه. كما أن هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها ألاردايس كمهرج مفعم بالغرور وشعور متضخم بأهمية الذات.
في الوقت ذاته، يقتضي الإنصاف القول بأن ألاردايس مدرب أكثر حنكة عما يعترف به الكثيرون. والمؤسف أنه يظهر في التسجيلات التي نشرتها «ديلي تيليغراف» كشخص يملؤه الغرور على نحو خارج حدود السيطرة. في الواقع، لقد نال ألاردايس منصب مدرب المنتخب فقط لعدم توافر خيارات أخرى - بمعنى أنه كان أفضل خيار رديء أمام اتحاد كرة القدم - ومن غير المثير للدهشة أن أوقع نفسه في المشكلات - المدهش فقط أنه وقع بهذه السرعة. وربما عندما تهدأ الضجة التي أثارتها القصة الصحافية وتداعياتها، سيصبح بإمكان المسؤولين التنفيذيين الثلاثة باتحاد الكرة الذين اختاروه. مارتن غلين ودان أشورث وديفيد غيل شرح قراراتهم. وهنا يقتضي الإنصاف أيضًا الإشارة إلى أن غلين سبق وأن حذرنا من أنه «ليس خبيرًا بمجال كرة القدم». وبالنظر إلى ما حدث مع ألاردايس، يتضح أن أول قرار تعيين اتخذه غلين كان كارثيًا بكل المقاييس.
بالنسبة لألاردايس، فإنه قد يدرك الآن ما كان يعنيه مدرب المنتخب الإنجليزي الأسبق سفين غوران إريكسون بعدما ثقف السويدي نفسه بشأن دور المدرب من خلال قراءة كتاب «ثاني أهم منصب بالبلاد» الذي وضعه نيال إدورثي حول الكثير ممن تولوا منصب مدرب المنتخب الإنجليزي وكيف نجحوا في اجتياز الضغوط التي تعرضوا لها. وقال إريكسون: «لقد تعرضوا جميعًا للقتل، بطريقة أو بأخرى، فلماذا سيكون الحال مختلفًا معي؟».
ومع ذلك، فإن ألاردايس قد تعرض للظلم على نحو خاص، ذلك أنه جرى اتهامه بتعارض محتمل في المصالح من خلال الربط بينه وبين شركة قد يكون عملاؤها لاعبين إنجليز، في وقت تبدو الحقيقة أبسط من ذلك بكثير. في الواقع، لقد أوضح ألاردايس تمامًا أنه ستتعين مراجعة كل شيء من جانب اتحاد الكرة قبل أن يقدم على المشاركة في الأمر والالتزام به.
وعليه، فإنك قد تتساءل عزيزي القارئ حول ما الذي يدفع هذا الأحمق العجوز، المرتبط بالفعل بعقد لثلاث سنوات بقيمة 3 ملايين دولار، إلى التورط بهذا الأمر في غضون أسابيع من نيله وظيفته الجديدة؟ في الواقع، تلك هي طبيعة العمل التجاري، بغض النظر عن مدى رضانا عنها. إن المدربين عادة ما يستغلون مناصبهم في المشاركة في مناسبات عامة ونشاطات تجارية أخرى، وألاردايس ليس الوحيد بينهم الذي كان مبلغ 400.000 جنيه إسترليني (ارتفع أخيرًا إلى 600.000 جنيه إسترليني) مقابل أربعة مناسبات «للمقابلة وإلقاء التحية فحسب» في سنغافورة وهونغ كونغ. وجاء عنوان القصة الصحافية التي نشرت الثلاثاء «مدرب إنجلترا للبيع». وأشارت الجملة الافتتاحية بالمقال إلى أن ألاردايس كان يستغل منصبه في التفاوض حول إبرام صفقة - الأمر الذي فعله حقًا.
أما باقي القصة فيحوي ما يشبه كلام الحانات بين مشجعي كرة القدم، فمثلاً سبق وأن تساءل الكثيرون بالفعل حول ما إذا كان غاري نيفيل، مساعد روي هودجسون، ترك «تأثيرًا سيئًا» على الفريق خلال بطولة «يورو 2016»، بل وأبدى عدد أكبر دهشته حيال الأموال الضخمة التي أنفقت على إعادة بناء ويمبلي. من ناحية أخرى، فإنه من المؤكد أن علاقة ألاردايس بهودجسون ستتضرر كثيرًا بسبب ما قاله عن سلفه من أن الكلمات التي يلقيها بالمناسبات العامة كانت تدفع الجمهور إلى النوم. ورغم أن الرجلين لم يكونا قط صديقين مقربين، يبقى الموقف الذي يواجهه ألاردايس الآن بالنسبة لهودجسون مثيرًا للحرج.
ورغم كل ما سبق، ينبغي ألا نغفل أن كل ما قاله ألاردايس كان يعبر من خلاله عن حقيقة ما يدور بذهنه بعيدًا عن شاشات التلفزيون والصحافيين، أمام صحافي متنكر يحاول استدراجه للإدلاء بحديث عفوي من دون تحفظات، مثلما تجلى عندما سأل الصحافي: «لماذا أخفق هودجسون إذن كمدرب؟» في الواقع، هذا النمط من الصحافة كانت «تيليغراف» تزدريه من قبل وتعتبر أدنى من مستواها. ورغم كل الضجة المثارة حول الأمر، من الصعب أن تعثر على عبارة قاتلة فيما تفوه به ألاردايس مهما أعدت قراءة المقال.
أما الجزء الأغرب في حديث ألاردايس فهو عدم معرفته الدقيقة باسم ماركوس راشفورد قبل أن يصحح له أحد الحاضرين الاسم كاملاً. من ناحية أخرى، فإنه من السخف الادعاء بأن علاقة ألاردايس باللاعبين قد تضررت لمجرد قوله أثناء التسجيل أن ثمة «حاجزًا نفسيًا» لدى اللاعبين وأنهم عاجزون عن التكيف مع البطولات الدولية. حقيقة الأمر، سبق وأن أعلن ألاردايس ذلك في مقابلاته الصحافية - وعلى كل الأحوال، سيقر اللاعبون أنفسهم بهذا الأمر. ومع أن الكثيرين منهم لم يكونوا متحمسين لدى الإعلان عن تعيين ألاردايس كمدرب للمنتخب، فإنهم بالتأكيد لم يكونوا ليرغبوا في تغيير جديد في منصب المدرب. أما ساوثغيت، فقد سبق وأن رفض دور المدرب في أعقاب بطولة «يورو 2016» لإدراكه أن اللاعبين يرغبون في مدرب صاحب مكانة رفيعة. في الواقع، الوضع برمته فوضوي - وفي قلب هذه الفوضى يبقى الضرر الذي أصاب سمعة ألاردايس قاتلاً.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».