نائبة محافظ المركزي البريطاني تطالب بمزيد من التحفيز

نعمات شفيق لم تبد تفاؤلاً حول السياسة النقدية

نائبة محافظ المركزي البريطاني تطالب بمزيد من التحفيز
TT

نائبة محافظ المركزي البريطاني تطالب بمزيد من التحفيز

نائبة محافظ المركزي البريطاني تطالب بمزيد من التحفيز

لا تزال بريطانيا تحاول تخطي صدمة نتائج تصويت الثالث والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي، خاصة مع حالة الغموض التي تحيط بتداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن أسعار الفائدة المنخفضة، والتي أدت إلى تراجع درجة تفاؤل الشركات المالية خلال الشهور الثلاثة الماضية، بالتزامن مع إعلان غالبية الشركات الكبرى في بريطانيا دراسة نقل أنشطتها إلى الخارج.
وقالت نعمات شفيق، نائبة محافظ بنك إنجلترا المركزي، في مؤتمر حول الأسواق العالمية لبلومبرغ أمس الأربعاء، إن فرص إجراء البنك لخفض آخر في أسعار الفائدة هذا العام تتوقف على قوة البيانات الاقتصادية المقبلة، وأضافت شفيق في خطاب أمس الأربعاء، أنه قد تكون هناك حاجة للمزيد من تخفيف السياسة النقدية «عند نقطة ما»، لكنها لم تردد اللهجة التي استخدمها البنك المركزي في وقت سابق هذا الشهر، والتي أشارت إلى خفض آخر للفائدة هذا العام.
وردًا على سؤال بعد الخطاب حول إمكانية خفض الفائدة في الاجتماع المقبل لبنك إنجلترا المركزي المعني بمناقشة أسعار الفائدة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قالت شفيق: «إذا كان لدينا بيانات قبل ذلك تشير إلى أن هناك حاجة للتحفيز، فإننا سنتصرف بوضوح بناء على ذلك».
وقالت شفيق إن أي تغييرات في السياسة المالية للحكومة وهو ما سيتضح بنهاية نوفمبر، ستكون أمرًا مهمًا، مضيفة أن التوقعات الاقتصادية على المدى الطويل ما زالت تشير إلى تباطؤ.
وأضافت شفيق - التي ستتنحى عن عضويتها بلجنة السياسة النقدية بالبنك العام المقبل - أن إجراء خفض آخر لأسعار الفائدة في 2016 يتوقف على بيانات اقتصادية، مضيفة أنها تفضل التحرك بشكل استباقي.
وتتناقض تعليقات شفيق مع تلك الصادرة عن زميلتها عضو لجنة السياسة النقدية كريستين فوربز، التي قالت الأسبوع الماضي إنها لا ترى حاجة لإجراء تخفيض آخر، كما أن نبرة الاثنتين جاءتا أقل تفاؤلاً من محافظ البنك مارك كارني، الذي قال في مقابلة صحافية أمس الأربعاء، إن آفاق الاقتصاد البريطاني على المدى الطويل إيجابية، ما ساهم في دفع الإسترليني للارتفاع إلى 1.3032 دولار في التعاملات الأوروبية المبكرة، لكن بعد خطاب شفيق، انخفض الجنيه الإسترليني مجددًا لأقل من 1.30 دولار، كما تراجع أيضا مقابل اليورو بنسبة 0.3 في المائة إلى 86.365 بنسا لليورو.
ويذكر أن معظم الاقتصاديين قد توقعوا بتحرك المركزي إلى خفض جديد، بعد الخفض الأول منذ سبع سنوات، لكن في واقع الأمر يظل قرار البنك في توقيت معقد نسبيًا، خاصة مع انتظار البيان المالي الذي سيسلمه فيليب هاموند وزير الخزانة البريطانية.
وأوضحت شفيق أن كل البيانات تشير إلى الحاجة إلى التحفيز، وقد قدم محافظ المركزي مارك كارني تقييمًا للتداعيات المحتملة على المدى الطويل للبريكست، كان منها خفض سعر الفائدة الرئيسي في أغسطس (آب) كجزء من حزمة التدابير.
وفي اجتماع سبتمبر (أيلول)، أشارت كل الفرص لخفض سعر الفائدة من عام 2016، لكن لتجنب تلك التطورات في الوقت الراهن يجب أن يكون إيقاع النمو الاقتصادي يتماشى مع توقعاتهم، لكن الأمر يزداد صعوبة في ظل بيئة الأعمال المضطربة في العاصمة المالية.
وعلى الرغم من أن جميع الأعضاء التسعة في لجنة السياسة النقدية صوتوا بالإجماع هذا الشهر لمواصلة التحفيز، قال البعض إنهم غير راضين عن حجم تخفيف السياسة، وقال كل من كريستين فوربس وإيان مكفرتي، عضوين باللجنة، والذين صوتوا ضد أجزاء من خطة أغسطس، إنها «لا تضمن بشكل كامل مشتريات السندات الحكومية الجديدة».
وتسجل الفائدة البريطانية أدنى مستوياتها عند 0.25 في المائة، لكن يظل هناك مشجعون لدفع أسعار الفائدة نحو المعدلات المئوية الصفرية، وأكدت شفيق على أن هناك مجالاً لتوسيع برنامج البنك للتيسير الكمي.
وأكدت شفيق في خطابها على ضرورة إجراء المزيد من التحفيز النقدي، لضمان ألا يتحول تباطؤ النشاط الاقتصادي إلى شيء «خبيث»، مضيفة أن التوقيت لتلك الحوافز سيعتمد على التطور المستمر للبيانات، على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة.



الأسواق الخليجية تترقب تحركات «الفيدرالي» وسط موجة صعود متقلبة

مستثمر يراقب تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)
مستثمر يراقب تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)
TT

الأسواق الخليجية تترقب تحركات «الفيدرالي» وسط موجة صعود متقلبة

مستثمر يراقب تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)
مستثمر يراقب تحركات الأسهم في السوق السعودية (أ.ف.ب)

شهدت أسواق الأسهم الخليجية ارتفاعاً ملحوظاً في أولى جلسات الأسبوع، متأثرة بتوقعات دعم محتمل من خفض الفائدة الأميركية وصعود أسعار النفط، بعد موجة من التراجع الأسبوع الماضي. فقد واصل المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية «تاسي» الصعود للجلسة الثالثة على التوالي، مسجلاً مكاسب طفيفة عند 0.3 في المائة، بعد أن كان أغلق الأسبوع الماضي بخسائر للأسبوع الخامس على التوالي، في أطول موجة هبوط منذ نهاية 2022.

ويترقب المستثمرون قرار اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المزمع يومي الثلاثاء والأربعاء، الذي قد يشهد خفض الفائدة للمرة الثالثة هذا العام لدعم سوق العمل المتباطئة، أو الإبقاء عليها مرتفعة لمواجهة التضخم الذي لا يزال أعلى من المستهدف، البالغ 2 في المائة.

وسط هذه البيئة، تمرُّ الأسواق الخليجية بمرحلة توازن دقيقة بين الضغوط الخارجية والفرص الداخلية، مع متابعة دقيقة لتحركات أسعار النفط والقرارات الاقتصادية الكبرى في المنطقة والعالم.


البنك المركزي الصيني يواصل تكديس الذهب للشهر الـ13 على التوالي

عرض سبائك الذهب بمعرض الصين الدولي للمجوهرات في بكين (إ.ب.أ)
عرض سبائك الذهب بمعرض الصين الدولي للمجوهرات في بكين (إ.ب.أ)
TT

البنك المركزي الصيني يواصل تكديس الذهب للشهر الـ13 على التوالي

عرض سبائك الذهب بمعرض الصين الدولي للمجوهرات في بكين (إ.ب.أ)
عرض سبائك الذهب بمعرض الصين الدولي للمجوهرات في بكين (إ.ب.أ)

واصلت الصين سياستها الهادفة إلى تعزيز مخزونها من الذهب، بينما سجلت احتياطاتها من النقد الأجنبي ارتفاعاً أبطأ مما كان متوقعاً خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وحافظت الصين على وتيرة إضافة الذهب إلى احتياطاتها المعدنية الثمينة، لتمدد بذلك موجة الشراء للشهر الـ13 على التوالي. وقد أظهرت بيانات «بنك الشعب الصيني» أن إجمالي حيازات البلاد من الذهب بلغ 74.12 مليون أوقية تروي فاخرة في نهاية نوفمبر، ارتفاعاً من 74.09 مليون أوقية في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).

كما ارتفعت قيمة احتياطات الصين من الذهب بشكل ملحوظ لتصل إلى 310.65 مليار دولار في نهاية الشهر الماضي، صعوداً من 297.21 مليار دولار كانت مسجلة في نهاية أكتوبر. ويُعد هذا التكديس المستمر للذهب جزءاً من استراتيجية التنويع في ظل تصاعد حالة عدم اليقين العالمي.

في المقابل، سجَّلت احتياطات الصين من النقد الأجنبي، وهي الأكبر في العالم، ارتفاعاً أقل من التوقعات خلال نوفمبر. فقد ارتفعت الاحتياطات بمقدار 3 مليارات دولار الشهر الماضي لتصل إلى 3.346 تريليون دولار، مقارنة بـ3.343 تريليون دولار في أكتوبر.

وكان استطلاع أجرته «رويترز » قد توقَّع ارتفاع الاحتياطات إلى 3.359 تريليون دولار، مما يشير إلى أن الارتفاع الفعلي جاء أقل من تقديرات السوق. وجاء هذا الارتفاع المتواضع في ظل استئناف ضعف الدولار، حيث تراجع اليوان الصيني بنسبة 0.65 في المائة مقابل الدولار الشهر الماضي، بينما انخفض الدولار بنسبة 0.24 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى.


«الفيدرالي» محاصر بين ضغوط خفض الفائدة وتصاعد الانقسامات

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» محاصر بين ضغوط خفض الفائدة وتصاعد الانقسامات

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

يدخل مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» اجتماعه الأخير لعام 2025 وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. هذا الاجتماع لا يقتصر على تحديد مصير أسعار الفائدة في ظل انقسام حاد بين صانعي السياسة النقدية، بل يأتي قبل أشهر معدودة من تغيير رئاسة البنك المركزي الأميركي المقرر في مايو (أيار) المقبل، الأمر الذي يضع مصير السياسة النقدية الأميركية لعام 2026 وما بعده على المحك.

قرار صعب في ظل مؤشرات متضاربة

الاجتماع، الذي يستمر يومي الثلاثاء والأربعاء، يضع «الاحتياطي الفيدرالي» أمام خيارين متناقضين: إما خفض الفائدة للمرة الثالثة هذا العام لدعم سوق العمل المتباطئة، أم الإبقاء عليها مرتفعة لمواجهة التضخم المتصلب الذي لا يزال فوق المستهدف، البالغ 2 في المائة. الأمر الذي يتسبب بانقسام حاد بين صانعي السياسة النقدية.

كما أن هذا الاجتماع يأتي قبل كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب النقاب عن مرشحه لخلافة الرئيس الحالي لـ«الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول. إذ أعلن ترمب هذا الأسبوع، عن أنه سيكشف عن مرشحه لمنصب رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» القادم في أوائل عام 2026، ولمَّح إلى أنه يريد ترشيح كبير مستشاريه الاقتصاديين كيفن هاسيت (وهو من أكثر المطالبين بخفض الفائدة) ليحل مكان باول الذي تنتهي ولايته في مايو.

باول خلال مشاركته في سلسلة محاضرات جورج بي. شولتز التذكارية في جامعة ستانفورد (أ.ف.ب)

توقعات السوق

في الأسابيع الأخيرة، شهدت التوقعات حول قرار الفائدة في اجتماع اللجنة يومّي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول)، تقلبات حادة، لكنها استقرت حالياً. وتشير أسواق السندات الآجلة، وتحديداً أداة «فيدووتش» من مجموعة «سي إم إيه»، إلى أن احتمالات خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية تبلغ نحو 87 في المائة.

وفي حال إقرار هذا الخفض، سيكون الثالث على التوالي، ليصل نطاق سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 3.50 في المائة - 3.75 في المائة.

معضلة الولاية المزدوجة

قرار اللجنة الفيدرالية يزداد تعقيداً؛ بسبب المهمة المزدوجة التي منحها الكونغرس للفيدرالي: تحقيق استقرار الأسعار، ومنع ارتفاع البطالة. البيانات الأخيرة التي أظهرت ارتفاع معدل البطالة إلى 4.4 في المائة ترجِّح كفة المطالبين بخفض الفائدة، لكن التضخم لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2 في المائة.

الواضح أن الصورة الاقتصادية مشوشة بشكل غير عادي، فبعض المؤشرات تشير إلى نمو قوي ومخاطر تضخمية، بينما أخرى توحي ببداية تباطؤ اقتصادي. وزاد الإغلاق الحكومي في أكتوبر (تشرين الأول) التشويش على البيانات الرسمية، في الوقت الذي أثرت فيه السياسات التجارية والقيود على الهجرة سلباً على التوظيف، في حين دفعت التعريفات الجمركية الأسعار إلى الأعلى.

متداول في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

صراع الحمائم والصقور

هذا التضارب بين المؤشرات والضغوط المتنامية انعكس انقساماً حاداً داخل «الفيدرالي». ففي الخطابات العامة التي سبقت فترة الصمت المعتادة قبل الاجتماع، انقسم مسؤولو «الفيدرالي» إلى معسكرين رئيسيَّين:

فريق يرى أن التضخم هو الخطر الأكبر، ويجب الإبقاء على الأسعار مرتفعة.

فريق لديه ثقة أكبر بأن التعريفات الجمركية تمثل زيادة في الأسعار لمرة واحدة، وليست مصدراً للتضخم المستدام (وهو التعريف الحقيقي للتضخم).

هذا الانقسام يعني أن السوق قد تبالغ في توقعات الخفض، رغم أن تقرير التضخم الأخير الصادر يوم الجمعة، والذي أظهر ارتفاعاً أقل من المتوقع في سبتمبر (أيلول) عزَّز احتمالات الخفض.

باول يلقي كلمةً خلال سلسلة محاضرات جورج بي. شولتز التذكارية في جامعة ستانفورد (أ.ف.ب)

ترجيح كفة «الحمائم»

رغم أن باول كان واضحاً في أن خفض ديسمبر ليس «أمراً مُسلّماً به»، فإن كثيراً من المحللين يتوقعون أن تسود كفة «الحمائم» وأن يتم إقرار الخفض، مدعومين بارتفاع معدل البطالة، وضعف مقاييس نمو الوظائف الخاصة.

ويتوقَّع الخبراء أن يتمكَّن باول من إقناع الأعضاء المترددين بالتصويت لصالح الخفض، مقابل الإشارة القوية إلى أن التخفيضات المستقبلية ستكون محدودة، مما يعني فترة توقف طويلة بعد خفض ديسمبر.

ومن المقرر أن يصدر الفيدرالي «مخطط النقاط» (Dot Plot) لتوقعات أسعار الفائدة والاقتصاد، لكن لا يُتوقع تغييرات مادية عن توقعات سبتمبر.

تركيبة المجلس

يذكر أنه رغم أنه من المقرر أن يرأس باول 3 اجتماعات للجنة الفيدرالية في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) وأبريل (نيسان) قبل انتهاء ولايته، فإن ولايته محافظاً لبنك الاحتياطي الفيدرالي لن تنتهي حتى يناير 2028. وهو ما يعني أنه قد يكسر التقاليد ويبقى في بنك الاحتياطي الفيدرالي لسنوات أخرى عدة، وهو ما قد يثير استياء المكتب البيضاوي على الأرجح.

لكن ترمب قد يستفيد من مقاعد في اللجنة ليسمي موالين له. إذ من المقرر أن يتقاعد رئيس بنك أتلانتا الفيدرالي رفائيل بوستيك في فبراير (شباط) 2026، مما يمثل فراغاً إضافياً في اللجنة. في حين لا تزال هناك قضية المحافظة ليزا كوك، التي حاول ترمب عزلها، ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا في قضيتها في يناير، ما قد يفتح الباب لتعيين آخر يختاره البيت الأبيض.

آفاق عام 2026

رغم التوقعات الحالية التي تشير إلى فترة توقف طويلة بعد خفض ديسمبر، فإن المشهد قد يتغير جذرياً في منتصف العام المقبل إذا تولى كيفن هاسيت رئاسة «الاحتياطي الفيدرالي» خلفاً لجيروم باول. فهاسيت معروف بمواقفه الداعمة لخفض أسعار الفائدة بشكل أسرع، وهو ما يتماشى مع توجهات ترمب.

وبالتالي، في حال فوزه، فمن المرجح أن يدفع «الاحتياطي الفيدرالي» نحو مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، حتى مع وجود مؤشرات على تحسن سوق العمل أو استمرار التضخم فوق المستهدف.

إذا تحقق هذا السيناريو، فإن التوقعات التي تشير حالياً إلى تخفيضين فقط في صيف 2026 قد تصبح متحفظة للغاية، إذ قد نشهد دورة جديدة من التيسير النقدي أكثر جرأة، ما سيؤثر على عوائد السندات، وأسواق الأسهم، وحتى الدولار الأميركي.