تونس: رفض إقحام المؤسسة العسكرية في الانتخابات

إثر اتفاق أولي على تمكين حاملي السلاح من حق الاقتراع

تونس: رفض إقحام المؤسسة العسكرية في الانتخابات
TT

تونس: رفض إقحام المؤسسة العسكرية في الانتخابات

تونس: رفض إقحام المؤسسة العسكرية في الانتخابات

وجهت مجموعة من القادة السابقين في المؤسسة العسكرية رسالة إلى البرلمان التونسي، دعته من خلالها إلى الامتناع عن إقحام المؤسسة العسكرية في الصراعات الانتخابية، وذلك بعد الجدل المتواصل داخل البرلمان خلال الآونة الأخيرة بشأن مدى أحقية مشاركة رجال الأمن والجيش وكل القوات الحاملة للسلاح في الانتخابات البلدية المقبلة، وحذروا من مخاطر تقسيم قوات الأمن وتحويل ولائها للوطن إلى ولاءات سياسية، مما قد يمهد الطريق - على حد قولهم - إلى ظهور ميليشيات مسلحة تدين كل واحدة منها لفريق سياسي بعينه.
وتأتي هذه الدعوة إثر إعلان ريم محجوب، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب آفاق تونس (من الائتلاف الحكومي الحالي) خلال الأسبوع الماضي، أن رؤساء الكتل النيابية في البرلمان اتفقوا بصفة أولية على تمكين الأمنيين والعسكريين من حق الانتخاب في الانتخابات البلدية المقبلة.
ويلتقي رفض العسكريين السابقين مشاركة المؤسسة العسكرية في الانتخابات مع موقف كتلة حركة النهضة، التي طالبت بتأجيل منحهم حق الانتخاب إلى خمس سنوات أخرى، وانتظار تحقيق مزيد من الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
وأصدرت جمعية قدماء المعهد الوطني وجمعية قدماء ضباط الجيش التونسي بيانا، أوضحتا فيه أن السماح لقوات الجيش بممارسة حق الانتخاب يعد «دعوة صريحة لهم إلى الاهتمام بالشأن السياسي»، مضيفة أن الاطلاع على البرامج الانتخابية والانخراط في السياسة قد يدفع إلى تطور الميولات السياسية لدى أفراد القوات الأمنية، وتوظيفها عند إشرافهم على العملية الانتخابية ودعم طرف سياسي على حساب بقية الأحزاب السياسية.
وضمت قائمة العسكريين السابقين ضابطا برتبة فريق أول، وسبعة آمري لواء سابقين، وعميدين، وعقيدا سابقا في الجيش، وساندتهم في هذه الدعوة عدة وجوه سياسية سابقة، من بينها رشيد صفر الوزير الأول السابق، ووزير الدفاع في نظام بن علي، علاوة على مجموعة من الولاة السابقين (مسؤولون حكوميون على المستوى الجهوي).
وتعد مشاركة الأمنيين والعسكريين في الانتخابات البلدية إحدى أهم النقاط الخلافية، التي عطلت عملية التصديق على القانون الانتخابي المتعلق بتلك الانتخابات.
وكان مختار بن نصر، المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع، قد حذر من مغبة مشاركة الأمنيين والعسكريين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وجرهم إلى التجاذبات السياسية، معتبرا ذلك «أمرا خطيرا سيورط البلاد في حرب أهلية»، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، أكد نور الدين البحيري، رئيس كتلة حركة النهضة في البرلمان، ضرورة الإسراع في استكمال التصويت على بقية فصول قانون الانتخابات البلدية والمحلية، وقال في اجتماع شعبي في مدينة نابل (شمال شرقي) إن مزيدا من التأخير في إجراء الانتخابات لا يخدم المسار السياسي الذي اعتمدته تونس منذ 2011، ونجحت في تنفيذه، على حد قوله. ودعا البحيري مختلف الأطراف السياسية إلى الإسراع في تجاوز الخلافات السياسية وتقديم المصلحة العليا للوطن.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.