لبنان: «المستقبل» يؤجل مؤتمره العام إلى نوفمبر على وقع التجاذبات السياسية

سيصدر «التيار» وثيقة سياسية ويهيئ قواعده للدخول في مرحلة تنظيمية جديدة

لبنان: «المستقبل» يؤجل مؤتمره العام إلى نوفمبر على وقع التجاذبات السياسية
TT

لبنان: «المستقبل» يؤجل مؤتمره العام إلى نوفمبر على وقع التجاذبات السياسية

لبنان: «المستقبل» يؤجل مؤتمره العام إلى نوفمبر على وقع التجاذبات السياسية

يعقد تيار «المستقبل»، الذي يترأسه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، مؤتمره العام في أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وسط تجاذب في داخل التيار حول خيارات سياسية، كان أبرزها ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، والإخفاق في كسب الانتخابات المحلية في مدينة طرابلس (كبرى مدن الشمال)، في مايو (أيار) الماضي، مما أنتج صعود نجم وزير العدل أشرف ريفي، ليكون منافسا محليا للتيار، علمًا بأنه كان أحد القياديين فيه.
ويصدر المؤتمر وثيقة سياسية، فضلاً عن الدخول في مرحلة تنظيمية جديدة. وتقول مصادر قريبة من الملف لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر الذي سينعقد في وسط بيروت سيكون «على قدر المرحلة الراهنة، من خلال نفضة شاملة تأخذ في الاعتبار كل المرحلة الماضية، وما واكبها انتخابيًا وسياسيًا وتنظيميًا، إلى جانب إعطاء دور طليعي وقيادي لقيادات شابة ومخضرمة مقرّبة من الرئيس الحريري، وما زالت تلازمه حتى اليوم».
ومن هنا، تأتي دلالة أن يترأس نائب رئيس تيار المستقبل، باسم السبع، المكتب السياسي للتيار في بيت الوسط، الذي خصّص بحسب المتابعين للاستعدادات والتحضيرات الحالية على قدمٍ وساق لانعقاد المؤتمر العام للتيار، ومناقشة البنود المدرجة على جدول الأعمال.
ونفت المصادر ما يقال حول أسباب سياسية ومالية لها علاقة بالرئيس سعد الحريري، أدّت إلى تأجيل هذا المؤتمر، وقالت إن هذا الكلام «لا يمت للحقيقة بصلة»، لافتة إلى أن «التوجهات التي أكدها الحريري قاطعة وحاسمة، بمعنى أن ثمة حاجة لمواصلة الاجتماعات، بغية إنجاز كل الترتيبات السياسية والتقنية والإدارية التي تؤمن الانتقال إلى مرحلة تنظيمية جديدة على مستوى آمال جمهور وشباب وشابات تيار المستقبل وتطلعاتهم». وعليه، حدّد المؤتمر العام في مجمع البيال، في العاصمة بيروت، يومي 26 و27 من نوفمبر المقبل.
وكان مقررًا أن ينعقد المؤتمر في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، قبل أن يعلن عن تأجيله إلى 26 نوفمبر، وهو ما فتح باب التكهن حول أسباب التأجيل، وربطها بالأزمة المالية التي يعاني منها الحريري.
ويؤكد أحد القياديين في تيار المستقبل أن ما يشاع في وسائل الإعلام التابعة لما يُسمى حزب الله وقوى الثامن من، إنما هو «أوهام وتأويلات ومخيلات وأضغاث أحلام معروفة الأهداف والدوافع، وهي تصبّ في إطار الحملات السياسيّة التي يلجأ إليها الحزب وأعوانه منذ سنوات طويلة»، معتبرًا أن هذه الحملات «مرشحة للاستمرار، وبكل الأشكال، وأن هناك مطابخ محلية وإقليمية تعمل لهذه الغاية»، لافتًا إلى أن «هؤلاء الذين يعطلون الاستحقاق الرئاسي والمجلس النيابي والحياة السياسية في البلد يعملون على التفرقة، ومحاولات الاغتيال السياسي، حيث لهم باعٌ طويل في هذا السياق».
وبدوره، يؤكد نائب رئيس تيار المستقبل، النائب السابق أنطوان أندراوس، أن لا علاقة للتأجيل بالقضايا السياسية والأوضاع المالية كما يروّج البعض، مشيرا - في تصريح لـ«الشرق الأوسط» - إلى أن «الحريري فور عودته إلى لبنان، سيدعو المكتب السياسي للاجتماع لاطلاعه على التحضيرات القائمة للمؤتمر».
ويشدد أندراوس على أن بعض الأمور التنظيمية «حتّمت التأجيل، خصوصًا مسألة الانتخابات على مستوى المناطق والمنسقيات، إذ تشهد بعض الشوائب التي تقتضي معالجتها»، لافتًا إلى أن «الوثيقة السياسية التي ستصدر عن المؤتمر العام لم تُنجز بعد لأن الاهتمامات منصبة على المسائل التنظيمية».
وذكّر أندراوس، وفي سياق الحملات المتتالية على الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، وفبركة الأخبار في مطبخ حزب الله ومن وراء الحزب وأعوانه، بأنها «ليست المرّة الأولى التي يتم فيها ضخّ معلومات وتوقعات بأن الرئيس الحريري ذاهب في اتجاه تبنّي ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية»، معتبرًا أن التيار الوطني الحر هو «مصدر هذه التوقّعات والمعلومات، وفق قاعدة (wish will thinking)، داعيًا إياه إلى «التروّي، فكل هذه المعلومات غير صحيحة».
وحول محاولات ومواقف ما يسمى بحزب الله، الداعية لانتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، وإلا لن تكون هناك رئاسة، يضع أندراوس الكلام الأخير لنائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، وقيادات الحزب، في خانة التهديد بقولهم إنه لا حلّ رئاسيًا إلا بانتخاب العماد عون، لافتًا إلى أن هذا الكلام يدل على أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان محقًا في قوله إن حزب الله لا يريد رئيسًا للجمهورية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».