الصدر يشترط تغيير قانون الانتخابات والمفوضية المشرفة عليها للمشاركة

قيادي في ائتلاف المالكي قلل من أهمية دعوته واتهم تياره بـ«تزوير» النتائج

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر
TT

الصدر يشترط تغيير قانون الانتخابات والمفوضية المشرفة عليها للمشاركة

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر

اشترط زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تغيير مفوضية الانتخابات «المسيّسة» وقانون الانتخابات «المُجحف» للمشاركة في الانتخابات. وقال الصدر في خطبة الجمعة بمسجد الكوفة أمس: «أود أن أعلن أني مع الانتخابات بشرط تضافر جهود المخلصين لمشروع الإصلاح في تشكيل كتلة عابرة للمحاصصة بعد الضغط الشعبي لتغيير مفوضية الانتخابات المسيّسة وقانون الانتخابات المُجحف»، داعيًا إلى «تغيير الوجوه الفاسدة والبائسة لتحصيل أغلبية إصلاحية يستطيع من خلالها فسطاط الإصلاح تغيير واقع العراق المريض وإنقاذه من الاحتلال والميليشيات والإرهاب والفساد».
وأضاف الصدر: «لقد وضعت برنامجًا إصلاحيًا سنعلن عنه في القريب العاجل»، مطالبًا أنصاره «بعدم التقصير في إنقاذ العراق تحت شعار العراق بين مشروع إصلاح الانتخابات ومشروع انتخاب الأصلح».
ورغم أن المساحة التي يتنافس فيها الصدر، وهي بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية مع كتل من داخل التحالف الشيعي، فإن دعوته هذه لقيت تأييدًا من قبل ممثلي هذه القوى، مما يؤشر إلى الإشكالية العميقة التي تعانيها الانتخابات العامة في العراق، سواء على مستوى مجالس المحافظات أو البرلمان. وفي هذا السياق، يقول الخبير القانوني أحمد العبادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأولوية الأولى تغيير الهيئة المستقلة للانتخابات لأنها تمثل أحزابًا سياسية وهو ما يخالف أحكام المادة 102 من الدستور العراقي لأن القانون يشترط استقلاليتها التامة بينما هي في الواقع غير مستقلة وتابعة للكتل السياسية».
في السياق نفسه، ترى عضوة البرلمان العراقي عن كتلة بدر البرلمانية سهام الموسوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «ينبغي أن يعدل قانون الانتخابات لا سيما على صعيد مجالس المحافظات، لأنه خلال الدورة السابقة على صعيد هذه المجالس، وبموجب قانون سانت ليغو فقد صعدت القوائم الصغيرة، كما صعد أفراد ليس لديهم مرجعية، وتحولوا إلى عنصر عرقلة داخل الحكومات المحلية، حيث باتوا يباعون ويشترون لترجيح كفة هذا الطرف على ذلك، الأمر الذي انعكس على أداء مجالس المحافظات حيث لم يعد هناك قرار داخل مجالس المحافظات».
ودعت البرلمان العراقي إلى «إجراء تعديل يتم بموجبه تقليل إعداد مجالس المحافظات إلى النصف لأنها مبالغ فيها، بالإضافة إلى إلغاء مجالس الأقضية والنواحي لعدم وجود فائدة بها ناهيك بأنها تمثل عنصر إرهاق للميزانية، من حيث الرواتب والامتيازات دون وجه حق».
وكشفت النائبة عن «تقديم نحو 70 نائبًا تواقيع لتعديل الدستور، بما يؤدي إلى تقليل أعداد أعضاء البرلمان أيضًا، إذ إن البرلمان من جانبه لديه صلاحية تعديل قانون الانتخابات وكذلك مفوضية الانتخابات».
من جانبه، أكد عدنان السراج، القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أصل الخراب في العملية السياسية هي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حيث عرف الكثير من التزوير وسوء التصرف والتسييس، وبالتالي فإنه بالفعل لو تم تغييرها أو استخدام التقنية الحديثة لتجاوزنا الكثير من التزوير واللعب المكشوف»، مشيرًا إلى أن «هذا لا يعفي كون جماعة التيار الصدري لهم دور آخر خارج المفوضية للتزوير والابتزاز والهيمنة على مناطق معينة وحصرها بالتهديد والوعيد لأنصارهم». وبشأن الثغرات التي يحتويها قانون الانتخابات، قال السراج إن «مطاطية اختيار نظام الانتخابات وتغييره وتعديله باجتهادات تحفظ للأحزاب وجودها وهيمنتها على المستقلين، وتقاسم صلاحيات المفوضية وسريته، أثناء عملية الفرز، مما يسمح للاتفاق، على توزيع الحصص بالتوافق فضلاً عن السماح لقادة الكتل بالاطلاع على سير عملية الجمع والفرز، وإخبارهم قبل الإعلان عن الأسماء مما يسمح لهم بالتلاعب بالأسماء وغيرها». وتابع السراج قائلاً: «هناك أيضًا حصر مناطق الانتخاب دون استطاعة الناخب اختيار أي منطقة أخرى هروبًا من الابتزاز».
في السياق نفسه، أكد فادي الشمري القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن أيضًا ندعو إلى تغيير القانون لكن فيما يتعلق بتغيير المفوضية، فأعتقد أن من المستحيل تغييرها لأسباب معروفة، ولا أظن أن السيد الصدر جاد في هذه النقطة»، مشيرًا إلى أن الصدر «يعرف جيدًا أن في هذه المفوضية لديه مفوض، وكذلك حزب الدعوة لكن نحن وبعض القوى السياسية ليس لدينا ممثلون بالمعنى العميق بالمفوضية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.