50 دولة تتعهد باستضافة 360 ألف لاجئ خلال عام

أوباما أثنى على سياسات الباب المفتوح التي نهجها ترودو وميركل

ولي العهد السعودي في «قمة دعم اللاجئين».. ويبدو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف مستشار وزير الداخلية عضو الوفد السعودي الرسمي (واس)
ولي العهد السعودي في «قمة دعم اللاجئين».. ويبدو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف مستشار وزير الداخلية عضو الوفد السعودي الرسمي (واس)
TT

50 دولة تتعهد باستضافة 360 ألف لاجئ خلال عام

ولي العهد السعودي في «قمة دعم اللاجئين».. ويبدو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف مستشار وزير الداخلية عضو الوفد السعودي الرسمي (واس)
ولي العهد السعودي في «قمة دعم اللاجئين».. ويبدو الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف مستشار وزير الداخلية عضو الوفد السعودي الرسمي (واس)

حض الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أول من أمس دول العالم على «استقبال الغرباء بيننا»، خلال قمة للأمم المتحدة جمعت تعهدات من خمسين دولة باستقبال 360 ألف لاجئ.
وفي كلمة ألقاها خلال قمة حول اللاجئين ترأستها واشنطن في الأمم المتحدة، أشاد أوباما خصوصا بالدور القيادي الذي اضطلعت به ألمانيا وكندا في فتح أبوابهما أمام اللاجئين السوريين وغيرهم من الفارين من الحروب. وقال أوباما: «نواجه أزمة ذات أبعاد هائلة»، مضيفا: «لا يمكننا أن نحول أنظارنا أو أن ندير ظهورنا. إغلاق الباب بوجه هذه العائلات سيكون خيانة لأعمق قيمنا».
وشارك قادة نحو خمسين دولة في القمة، غير أن مشاركتهم كانت مشروطة بتقديم تعهدات جديدة لمعالجة أسوأ أزمة لاجئين يواجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وأعلن أوباما أن «دولنا ستضاعف تقريبا بصورة جماعية عدد اللاجئين الذين نستقبلهم في بلداننا إلى ما يزيد على 360 ألفا هذه السنة».
وزادت الدول مساهمتها المالية في النداءات التي وجّهتها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بنحو 4. 5 مليار دولار أكثر مما تم تقديمه خلال 2015.
وتضمنت الوعود الجديدة أموالا لإلحاق نحو مليون طفل لاجئ بالمدارس، وتمكين مليون لاجئ من العمل بصورة قانونية. وقال مسؤولون أميركيون إن سبع دول، هي رومانيا والبرتغال وإسبانيا والجمهورية التشيكية وإيطاليا وفرنسا ولوكسمبورغ، تعهدت باستقبال عدد من اللاجئين في 2016 أكبر بعشرة أضعاف على الأقل عن عام 2015، في إطار عملية إعادة توزيع اللاجئين أو استقبال حالات جديدة.
وعقدت القمة بعد يوم من تبني الدول الـ193 في الأمم المتحدة خطة شاملة لمواجهة أزمة اللاجئين، اعتبرت المنظمات الحقوقية أنها لا ترقى إلى الرّد المطلوب. وهناك في العالم 65 مليون شخصا تركوا مواطنهم، بينهم 21 مليونا شُرّدوا خارج بلادهم بسبب النزاع السوري ونزاعات أخرى. أما النزاع السوري، فأدى إلى تشريد تسعة ملايين شخص لجأ أربعة ملايين منهم إلى الدول المجاورة.
وتعهدت الولايات المتحدة باستضافة 110 آلاف لاجئ خلال السنة المالية المقبلة (2016 - 2017)، لكنها لم تحدد كم ستكون نسبة السوريين من بين هؤلاء. واستقبلت الولايات المتحدة 85 ألف لاجئ، بينهم 10 آلاف لاجئ سوري خلال السنة المالية المنصرمة، وهو رقم اعتبره المدافعون عن حقوق الإنسان ضئيلا جدا بالنظر إلى مكانتها وقدراتها.
وفيما بدا أنه رد على المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، قال الرئيس الأميركي إن الامتناع عن استقبال بعض من هؤلاء اللاجئين لأنهم مسلمون يؤدي إلى «تعزيز الدعاية الإرهابية». وأضاف أن أزمة اللاجئين هي «اختبار لإنسانيتنا المشتركة، وإن كنا سنخضع للشكوك والخوف، ونبني الجدران». ودعا ترامب إلى بناء جدار على الحدود مع مكسيكو لمنع دخول المهاجرين.
من جانبه، قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الذي استقبلت بلاده أكثر من 30 ألف لاجئ سوري منذ نهاية 2015 إن أزمة اللاجئين تطرح تحديات، لكنها «تشكّل أيضا فرصة»، متعهدا باستقبال مزيد من اللاجئين.
وبعد استقبالها مليون لاجئ السنة الماضية، تعهدت ألمانيا بمواصلة فتح أبوابها لطالبي اللجوء. وقال وزير خارجية ألمانيا فرنك فالتر شتاينماير: «أعتقد أننا لا يمكن أن نتوقف عند هذا الحد. علينا أن نمضي قدما في حل هذه الأزمة».
وشكلت سياسة المستشارة أنجيلا ميركل إزاء اللاجئين سببا في تراجع حزبها أمام الشعبويين في انتخابات هذا الشهر. وقال أوباما في كلمته إن «القرارات السياسية قد تكون قاسية» على القادة الذين يقررون فتح الباب أمام المهاجرين.
وتستقبل حاليا ثماني دول أكثر من نصف اللاجئين في العالم، هي تركيا وباكستان ولبنان وإيران وإثيوبيا والأردن وكينيا وأوغندا. ولم تكن ست من أغنى دول العالم، هي الولايات المتحدة والصين واليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، تستقبل سوى 1. 8 مليون لاجئ السنة الماضية، أي 7 في المائة فقط من مجمل العدد العالمي وفق منظمة «أوكسفام» الخيرية البريطانية.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.