عبد اللطيف بخاري بعد إيقافه عاما: لن أكون شيطانًا أخرس

قال إنه لا يريد لاتحاد كرة القدم السعودي أن يعمل بسياسة «القطيع»

عبداللطيف بخاري («الشرق الأوسط»)
عبداللطيف بخاري («الشرق الأوسط»)
TT

عبد اللطيف بخاري بعد إيقافه عاما: لن أكون شيطانًا أخرس

عبداللطيف بخاري («الشرق الأوسط»)
عبداللطيف بخاري («الشرق الأوسط»)

رفض الدكتور عبد اللطيف بخاري عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الإفصاح عما دار في جلسة الاستجواب التي خضع لها في لجنة الانضباط على خلفية اتهاماته المثيرة لاتحاد الكرة بترتيبات دنيئة تتم لتمكين الهلال للفوز بالدوري السعودي لكرة القدم للموسم الحالي. وقررت لجنة الانضباط أمس معاقبة عبد اللطيف بخاري بالإيقاف عاما كاملا وتغريمه 300 ألف ريال لتشكيكه بنزاهة اتحاد الكرة. وقال بخاري، في حوار لـ«الشرق الأوسط»، إنه حر في تصرفاته الشخصية كما أن الهلال حر في رفع الشكاوى ضده، مبينا أنه ليس مهتما بالشهرة ولا يحرص عليها بقدر حرصه على قول كلمة الحق وألا يكون شيطانا أخرس «حسب قوله»، كاشفا عن أن الاتحاد السعودي لكرة القدم مطالب بإصلاحات حقيقية تمكن أعضاءه من العمل وفق نظام مؤسساتي لا يتبع لأحد ودون أن يدار بنظام القطيع.
>تردد أن لجنة الانضباط بصدد إيقاع عقوبة الإيقاف لعام واحد والغرامة المالية عليك بما قد يصل إلى 300 ألف ريال بسبب اتهاماتك العلنية لاتحاد الكرة السعودي التي أثارت الشارع الرياضي السعودي، من خلال جلسة الاستجواب معك، هل تتوقع إيقاع هذه العقوبات عليك؟
- بالنسبة لي فلن أعلق على ما حصل في جلسة الاستجواب، هذه الأمور لا يمكن كشفها وعموما لقد اعتدت على عدم نقل ما يدور في المجالس وما يدور في كواليس اجتماعات اتحاد الكرة فما بالك بلجنة الانضباط؟!، أما مسألة تغريمي 300 ألف ريال وإيقافي عاما واحدا فهذا كلام الإعلام فقط، إذ إن بعض الإعلاميين لا يفقهون شيئا في القانون ولا غرابة فهم يدعون معرفة كل شيء وفي كل المجالات.
> لكن يقال إنك لم تقدم أي إثباتات أو براهين للدفاع عن نفسك خلال استجوابك من قبل لجنة الانضباط؟
- غير صحيح، فلا أحد يعرف ما دار في جلسة الاستجواب.
> الجميع فسر تغريدتك المثيرة بأنها اتهام صريح لنادي الهلال، كيف ترد على ذلك؟
- سبق أن فسرت هذا الكلام بما فيه الكفاية ولا أود العودة إليه وكل يفهم بطريقته وأسلوبه، الشخص الذي لا يفهم من الصعب أن تقوم بإفهامه، أنا، ولله الحمد، راض وقنوع مهما كانت العقوبة لأني شخص أؤمن بالله وبقدر الله وإن شاء الله يكتب لنا الخير.
> وهل دونت تلك التغريدة عن قناعة كاملة؟
- بكل تأكيد ومثلما تسألني هذا السؤال عن قناعة فالرجل العاقل كل ما يقوله عن قناعة، ولو كانت هناك أخطاء سأتحدث بها ولكل مقام مقال وإن كان هناك أشياء سيأتي الحديث عنها في وقتها.
> لماذا لم تناقش الاتحاد السعودي لكرة القدم بصفتك عضوا طالما هناك أمور خفية تدور في الكواليس على حد قولك؟
- لقد تكلمت بصفتي الشخصية وليس بصفتي عضوا، والاتحاد السعودي لكرة القدم نشر بيانا على هذه التغريدة بأنها تمثل الدكتور عبد اللطيف بخاري وليس مجلس إدارة اتحاد الكرة، أي شيء يتعلق باتحاد الكرة لا أصرح به ولا أقوله ويطرح فقط على طاولة مجلس الإدارة ويتم مناقشته ولكن ما كتبته هو عن قناعتي الشخصية أنا عبد اللطيف بخاري، فلا نربط الصفة الاعتبارية بالصفة الشخصية.
> رفع نادي الهلال شكاوى رسمية بعد التغريدة التي دونتها وطالب بعقوبات ضدك، ما تعليقك على ذلك؟
- أعتقد أنك لا تستطيع منع أي شخص حر في تصرفاته، أنا حر في تصرفاتي وحر في تغريدتي، وهم أيضا أحرار فيما يتخذونه ولا تستطيع أن تمنعني عن شيء أريد فعله.
> بصراحة، هل أنت نادم على هذه التغريدة المثيرة للجدل؟
- لا أود التحدث عن الماضي، بمعنى أن هذه التغريدة كتبتها وانتهت، وبالنسبة لي أعتبرها شيئا وانتهى، أنا رجل متعلم وأحق الناس بالتحدث عن الرياضة بحكم تخصصي، ومن يعرف شيئا ويصمت فهو شيطان أخرس، وواجب علينا أن نقول كلمة الحق وواجب علينا أن ننصح فيما نراه وفيما نعلمه وهذه المسؤولية ليست على عبد اللطيف بخاري فقط، بل واجب على كل من يملك المعلومة، ويجب أن نكون أمناء مع الله ثم أمناء مع أنفسنا وأمناء مع من يخدم الدولة وعلينا قول كلمة الحق فنحن لا نملك كل الأدوات لكننا نعمل، والقرارات بيد أصحاب القرار وهي مثل رسالة الإعلام الذي يحاول أن يلفت نظر المسؤولين ويلفت نظر الشعب في القضايا المطروحة من خلال تثقيفهم ويعلمهم الأشياء المعينة ويبين لهم الحق والحقيقة ويفترض إبرازه، وعلى الإعلاميين أن يأتوا بالأخبار من المصادر الأساسية وأنا بصفتي رجلا متخصصا وأعمل في الرياضة طوال حياتي أدرس الرياضة وأتعايش معها وأعلمها لأجيال، وبنيت أجيالا، وأفخر بذلك، وكل القضايا جزء من حياتي.
> ماذا تقول لمن ينعتك بالباحث عن الشهرة؟
- لم ولن أنظر إلى هذه الأمور وطوال حياتي لم أكن باحثا عن الشهرة، ولا أهتم بكم المتابعين بقدر الاهتمام بالكيف ويهمني التعامل مع ناس أصحاب فكر ورؤى.
> هل هناك تواصل من اتحاد الكرة مع عبد اللطيف بخاري بعد التغريدة التي كتبتها، وهل أنت راض عما قدمه الاتحاد الحالي وهو يستعد للمغادرة بعد أشهر قليلة؟
- بكل تأكيد هناك تواصل ورسائل فيما بيننا وسيقام اليوم اجتماع لاتحاد الكرة في الرياض، وبالنسبة للشق الثاني من السؤال فأعتقد أن اتحاد الكرة قدم إنجازات ولكن كنت أتمنى أن ننجز كثيرا، وهناك ملاحظة في اتحاد الكرة فهو يحتاج إلى عمل إداري حيث يعمل بوصفه اتحاد نظام مؤسساتي وليس مثل ما هو حاصل في بعض المؤسسات التابعة للأشخاص، فنحن يحكمنا نظام أساسي ونتبع مؤسسة ولا يحكمنا رئيس اتحاد ولا رئيس هيئة ولا أي شخص، وذلك وفق أنظمة ولوائح وقوانين وهذه هي الحقيقة، أريد أن يكون الاتحاد مؤسسة مستقلة تعمل وفق لوائح وأنظمة ولا تعمل وفق سياسة «إدارة القطيع» وعلينا أن نفهم ما دور الجمعية العمومية ولهم الحق المطلق في المناقشة بكل هدوء ويطلعون على ما قدمه مجلس الإدارة من أعمال إدارية ومالية، وعلينا أن نكون شركاء ونتعاون في بناء مستقبل الكرة السعودية، وهذا الفكر مع الأسف ليس موجودا كثيرا في الطرح إلا من فئة قليلة ولا بد من مجلس إدارة يعمل وفق منهجية معينة وجهاز إداري محترف.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».