ولي العهد السعودي: الخطوة الأولى لحل أزمة المهاجرين تكثيف الجهود لحل النزاعات

التقى السيسي والأمين العام للأمم المتحدة.. وأكد أن بلاده تعد الثالثة عالميًا من حيث المعونات للاجئين

الأمير محمد بن نايف خلال إلقاء كلمته في قمة اللاجئين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس (إ.ب.أ)
الأمير محمد بن نايف خلال إلقاء كلمته في قمة اللاجئين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس (إ.ب.أ)
TT

ولي العهد السعودي: الخطوة الأولى لحل أزمة المهاجرين تكثيف الجهود لحل النزاعات

الأمير محمد بن نايف خلال إلقاء كلمته في قمة اللاجئين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس (إ.ب.أ)
الأمير محمد بن نايف خلال إلقاء كلمته في قمة اللاجئين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس (إ.ب.أ)

أكد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، أن بلاده تعد الثالثة عالميًا من حيث حجم المعونات للاجئين، وأنها بذلت ما قيمته 139 مليار دولار من المساعدات الإغاثية خلال الأربعة عقود الماضية.
وأوضح الأمير محمد بن نايف، ضمن الكلمة التي ألقاها، أمام قمة اللاجئين والمهاجرين التي عقدت في مدينة نيويورك، أمس، دور السعودية في مساعدة وتقديم المساندة للاجئين، مشيرًا إلى ما قدمته المملكة من مساعدات للمتضررين من كل من الصراع السوري واليمني.
وأشار إلى أن المملكة استقبلت مليونين ونصف المليون مهاجر سوري منذ الأزمة، ومنحتهم حرية العمل، والحصول على الخدمات وصيانة كرامتهم. وأوضح أن 141 ألف طالب وطالبة من اللاجئين السوريين يتلقون الدراسة النظامية المجانبة في المدارس والجامعات الحكومية بالمملكة.
وبين ولي العهد السعودي أن بلاده تنطلق في تعاملها مع قضية اللاجئين الناجمة عن الصراعات العرقية والحروب والكوارث والنزاعات من مبادئ تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى السلام، وتحرص على مساعدة المحتاجين، وأن السعودية دأبت منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله، على إرساء قواعد العمل الإنساني.
وفي ما يتعلق بالمساهمة السعودية للشعب اليمني، قال ولي العهد السعودي، إن بلاده قدمت تسهيلات في حرية الحركة والعمل لأكثر من مليون يمني. وكشف الأمير محمد بن نايف أن قيمة المساعدات التي قدمتها السعودية للاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال، بلغت أكثر من 42 مليون دولار، مشددًا على أن السعودية، تنوي مواصلة العمل مع بقية الدول لتحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وقال الأمير محمد بن نايف، إن أزمة اللاجئين الناجمة عن الصراعات العرقية والحروب والكوارث والنزاعات «تتطلب منا توحيد الجهود للتعامل معها بكل مسؤولية والحد من آثارها السلبية على الإنسانية».
وشدد على أن بلاده تؤمن بأن الخطوة الأولى والأساسية للتعامل مع تلك الأزمات هي تكثيف الجهود لحل النزاعات القائمة في العالم، وتوظيف الدبلوماسية الاستباقية «لمنع تفاقم الأزمات وتحولها إلى صراعات عسكرية يتولد عنها أزمات وكوارث إنسانية»، وفيما يلي نص الكلمة:
«السيد الرئيس: يسرني أن أهنئ معاليكم على استكمال مهمتكم رئيسًا للدورة السابقة وأهنئ معالي الرئيس الجديد متمنيًا له التوفيق في أداء مهامكم ومسؤولياتكم.
السيدات والسادة.
إن أزمة اللاجئين الناجمة عن الصراعات العرقية والحروب والكوارث والنزاعات، تتطلب منا توحيد الجهود للتعامل معها بكل مسؤولية والحد من آثارها السلبية على الإنسانية.
وتنطلق المملكة في تعاملها مع هذه القضية من مبادئ تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى السلام، وتحرص على مساعدة المحتاجين. وامتدادًا لدور المملكة الإنساني في هذا المجال، فقد دأبت منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله - على إرساء قواعد العمل الإنساني، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم في المرتبة الثالثة من بين دول العالم من حيث حجم المعونات الإغاثية والإنسانية والتنموية، إذ بلغت المساعدات التي قدمتها المملكة خلال العقود الأربعة الماضية نحو 139 مليار دولار أميركي.
وحرصًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على توحيد جهود المملكة الإغاثية والإنسانية لدعم الدول المحتاجة، جاء إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ ليعكس الدور الإنساني المشرق للمملكة على مستوى العالم.
السيدات والسادة: منذ اندلاع الأزمة في سوريا، كانت المملكة في مقدمة الدول الداعمة للشعب السوري لتخفيف معاناته الإنسانية، حيث استقبلت ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري، وحرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو وضعهم في معسكرات لجوء، حفاظًا على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامة، ومنحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة، وهم مئات الآلاف، الإقامة النظامية، وسمحت لهم بالدخول لسوق العمل والحصول على الرعاية الصحية المجانية والتعليم، كما بلغ عدد الطلبة السوريين ما يزيد على 141 ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية، وأسهمت بدعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين في الدول المجاورة لوطنهم.
كما اعتبرت المملكة الأشقاء اليمنيين اللاجئين إلى المملكة زائرين، وقدمت لما يزيد على نصف مليون يمني الكثير من التسهيلات، بما في ذلك حرية الحركة والعمل واستقدام عوائلهم وقد بلغ عدد الطلبة اليمنيين الملتحقين بالتعليم العام المجاني في المملكة 285 ألف طالب، كما بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها المملكة مؤخرًا للاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال أكثر من 42 مليون دولار، واستجابة للاحتياجات الإنسانية الإغاثية للشعب اليمني الشقيق قدمت المملكة نحو 500 مليون دولار.
السيدات والسادة: إن المملكة العربية السعودية تؤمن بأن الخطوة الأولى والأساسية للتعامل مع تلك الأزمات هي تكثيف الجهود لحل النزاعات القائمة في العالم بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وذلك بتوظيف الدبلوماسية الاستباقية لمنع تفاقم الأزمات وتحولها إلى صراعات عسكرية يتولد عنها أزمات وكوارث إنسانية.
ولن تألو المملكة جهدًا في مواصلة العمل مع المنظمات الدولية والدول المؤمنة بالعمل الجماعي في سبيل تحقيق السلم والأمن الدوليين، وكل ما فيه خير للبشرية.
كما أن المملكة مستمرة في أداء دورها الإنساني والسياسي والاقتصادي بحس المسؤولية والاعتدال، والحرص على العدالة، وهي المفاهيم التي تشكل المحاور الثابتة للعمل الدولي لبلادنا».
وكان ولي العهد السعودي التقى في نيويورك أمس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين، وجهود مكافحة الإرهاب، وأهمية حماية سوريا من التقسيم، والتوصل إلى حل سياسي للأوضاع في اليمن، كما التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وناقش الجانبان، الأزمة السورية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكيفية بذل الجهود لتحقيق حلول سلمية للأزمات.
كما بحث الأمير محمد بن نايف مع رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي الذي التقاه أمس، فرص تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، كما تناول اللقاء بحث آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وموقف البلدين الصديقين منها.
وكانت قمة اللاجئين والمهاجرين قد أنهت أعمالها بموافقة زعماء وقادة 193 دولة على وثيقة «إعلان نيويورك لحماية اللاجئين والمهاجرين» المكونة من 22 صفحة، وتهدف إلى توفير استجابة أكثر إنسانية لأزمة اللاجئين واسعة النطاق، لكنها تعد وثيقة غير ملزمة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد افتتح القمة، بدعوته قادة العالم إلى الالتزام والحفاظ على حقوق وكرامة اللاجئين، وما يواجهونه من ظروف قاسية أجبرتهم على الفرار من منازلهم بحثًا عن حياة أفضل، ودعا إلى تغيير قواعد اللعبة التي من شأنها تعزيز حماية المهاجرين واللاجئين في جميع أنحاء العالم، والقضاء على كراهية الأجانب، ومواجهة التحديات على نحو أفضل.
وأشار بان كي مون، الذي تنتهي ولايته بنهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إلى أن مشكلة اللاجئين تشهد زيادة كبيرة مع زيادة الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم أكثر مما كانت عليه في أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية.
وحول وثيقة نيويورك للاجئين والمهاجرين قال الأمين العام للأمم المتحدة: «إذا كنا قادرين على ترجمة هذه الورقة إلى استجابة حقيقية من قبل الكثير من الجهات الفاعلة والمشاركة، فسوف نحل الكثير من المشكلات في ما يتعلق بالاستجابة لحالات الطوارئ وأوضاع اللاجئين على المدى الطويل مثل الوضع السوري».
وكان عدد من الدول قد رفضت مسودة سابقة للوثيقة دعت فيها إلى إعادة توطين 10 في المائة من اللاجئين في كل عام، واعترضت بعض الدول على تلك الصياغة في المشروع الأصلي في مسودته.
ويحوي إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين على التزامات لمعالجة الأزمة الراهنة، والاستعداد لمواجهة تحديات مستقبلية، ونصت على حماية حقوق جميع اللاجئين والمهاجرين، ويشمل ذلك حقوق النساء والفتيات، وتعزيز المشاركة الكاملة، وتنص على تلقي جميع أطفال اللاجئين والمهاجرين التعليم في غضون بضعة أشهر من وصولهم، ومواجهة العنف الجنسي، ووضع حلول لإعادة التوطين، وتوسيع فرص انتقال اللاجئين من بلد لآخر، وتعزيز الحوكمة العالمية للهجرة.
بينما كانت منظمة الأمم المتحدة قد نشرت تقريرًا حول اللاجئين والمهاجرين، ودعت دول العالم إلى توقيع ميثاق لتقاسم المسؤولية في الأزمة، ومساعدة البلدان النامية مثل لبنان وتركيا التي تستضيف حاليًا أكثر من 80 في المائة من اللاجئين بالعالم.
من جانبه، انتقد المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد، فشل المجتمع الدولي في حماية اللاجئين والمهاجرين والنازحين في مناطق النزاع في العالم وقال: «الحقيقة المرة أمامنا في هذه القمة أننا فشلنا إلى حد كبير، وهذا الفشل أدى إلى معاناة طويلة في سوريا، وعدم إنهاء الحرب في مهدها».
وكان الأمير محمد بن نايف، وصل في وقت سابق من أمس، إلى الولايات المتحدة الأميركية، ليرأس وفد السعودية في أعمال الدورة السنوية الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واستقبله بمطار «GFK» في نيويورك، الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي سفير السعودية في واشنطن، والأمير مصعب بن محمد الفرحان، والأمير الدكتور سلمان بن سعود بن محمد، وعدد من الأمراء، والسفير عبد الله المعلمي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، والملحقون السعوديون في الولايات المتحدة، وأعضاء السفارة والملحقيات.
ويضم الوفد الرسمي لولي العهد كلاً من: الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، وعادل الجبير وزير الخارجية.
ويضم الوفد المرافق كلاً من: الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية، وعبد الله المحيسن المستشار بالديوان الملكي، وأحمد العجلان السكرتير الخاص لولي العهد، والفريق عبد الله القرني نائب مدير عام المباحث، وسليمان الكثيري رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، وهشام آل الشيخ وكيل رئيس المراسم الملكية.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».