إردوغان: وقف إطلاق النار في سوريا قد يمدد أسبوعًا حال نجاحه

33 شاحنة مساعدات تركية ستدخل حلب

إردوغان: وقف إطلاق النار في سوريا قد يمدد أسبوعًا حال نجاحه
TT

إردوغان: وقف إطلاق النار في سوريا قد يمدد أسبوعًا حال نجاحه

إردوغان: وقف إطلاق النار في سوريا قد يمدد أسبوعًا حال نجاحه

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا المحدد بثمان وأربعين ساعة قد يمدد أسبوعا أو أكثر في حال التزمت به الأطراف المختلفة. وذكر إردوغان، في تصريحات عقب صلاة العيد في إسطنبول، أمس، أنه تباحث مع نظيريه الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين بشأن تفاصيل وقف إطلاق النار، وأنهم أصدروا تعليماتهم لوزراء خارجية دولهم لمتابعة العمل على هذه القضية.
وتابع الرئيس التركي قوله إنه «ابتداء من ساعات المساء لهذا اليوم (أمس الاثنين)، ستقوم فرق الأمم المتحدة وهيئات تابعة للهلال الأحمر التركية بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين عبر الطرق والممرات المحددة، وبخاصة إلى مدينة حلب في شمال سوريا».
وتسعى تركيا إلى إرسال أكثر من 30 شاحنة غذاء وملابس وألعاب للأطفال إلى مدينة حلب السورية خلال وقف إطلاق النار.
وقال إردوغان: «الهلال الأحمر التركي يعمل على الوصول إلى الراعي وجرابلس أيضا بالتنسيق مع وكالة إدارة الكوارث التركية التابعة لمجلس الوزراء التركي».
من ناحية أخرى، أكد إردوغان أن عمليات الجيش التركي التي بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع ضد «داعش» تحت اسم «درع الفرات» في شمال سوريا، ستستمر إلى أن يتم إبعاد جميع «المنظمات الإرهابية» التي تشكل خطرًا على تركيا من المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم جميع الدول المعنية بالقضيتين السورية والعراقية إلى تبني أدوار جدية، وبذل مزيد من المساعي لإحلال السلام في هذين البلدين، مؤكدا في الوقت نفسه أن المنظمات الإرهابية ستفشل في تنفيذ خططها الرامية للنيل من وحدة شعب بلاده.
وقال يلدريم، في تصريحات عقب صلاة العيد في إسطنبول، أمس: «نوجه نداء جديدًا للمجتمع الدولي ونقول لهم تعالوا نضع يدا بيد لإنهاء هذا الصراع الدموي المستمر في سوريا منذ 6 سنوات، وننشئ إدارة لهذه الدولة تضمن حقوق جميع الأطياف والمذاهب، وتحافظ على وحدة الأراضي السورية».
وتابع: «قتل قرابة 600 ألف مدني خلال السنوات الماضية في سوريا، واضطر الملايين لمغادرة منازلهم بسبب هذه الحرب، وقامت تركيا خلال هذه الفترة باستقبال جميع اللاجئين وقدّمت لهم الدعم اللازم، ولذا فإنّ إحلال السلام في سوريا والعراق بات ضرورة ملحة وليس مجرد خيار».
وزار رئيس أركان الجيش التركي، الجنرال خلوصي أكار، إحدى الوحدات العسكرية في بلدة كاركميش الواقعة في محافظة غازي عنتاب على التماس مع الحدود السورية، صباح أمس، والتقى جنودها، مؤكدا أن بلاده تستخدم من خلال عملية «درع الفرات» حقها المشروع في الدفاع عن النفس، وحماية حدودها وأمنها. وقال إن «جميع الضباط في القوات المسلحة يعملون ليلا ونهارا وبجاهزية عالية من أجل تحقيق أهداف المهام الموكلة ونجاح الأنشطة العسكرية. ورافق رئيس هيئة الأركان في الزيارة، نائب رئيس الوزراء، ويسل كايناك، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الحميد غل، وقادة القوات المسلحة». في غضون ذلك، توفي ضابط صف تركي، أمس، متأثرًا بجراح أصيب بها في هجوم نفذه تنظيم داعش الإرهابي ضد إحدى الدبابات التركية المشاركة في عملية درع الفرات، في 6 سبتمبر (أيلول) الماضي.
في الوقت نفسه، عاد إلى مدينة جرابلس التركية التي قام الجيش السوري الحر بمعاونة الجيش التركي بتطهيرها من تنظيم داعش الإرهابية، 1200 سوري من سكانها على مدى الأيام الأربعة الماضية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.