1346 إعلاميًا في الحج لنقل شعائره إلى العالم

311 كاميرا.. وبرجان جديدان للاستوديوهات في منى وعرفات

الدكتور عبد الملك الشلهوب («الشرق الأوسط»)
الدكتور عبد الملك الشلهوب («الشرق الأوسط»)
TT

1346 إعلاميًا في الحج لنقل شعائره إلى العالم

الدكتور عبد الملك الشلهوب («الشرق الأوسط»)
الدكتور عبد الملك الشلهوب («الشرق الأوسط»)

يركض 1346 إعلاميا في المشاعر المقدسة خمسة أيام على الأقل، لينقلوا شعائر الحج إلى العالم عبر شاشات التلفزيون، عبر 311 كاميرا تجوب المشاعر، إذ لا تكاد تخلو وسيلة إعلامية هذه الأيام، في شتى أرجاء المعمورة، من تقارير أو تغطيات أو لقطات حية لنسك الركن الخامس.
هذا العدد الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط» بعد مقابلتين أجرتهما مع مسؤولين سعوديين عن التنظيم الإعلامي في الحج، يمثل الصحافيين والمراسلين التلفزيونيين والمذيعين والكوادر الفنية والإدارية واللوجيستية العاملة في وسائل الإعلام السعودية والعربية والدولية، باستثناء عدد الصحافيين السعوديين العاملين في الصحف السعودية المحلية.
ويجري نقل شعائر الحج في هذا العام وسط زخم واسع، سعت إلى خوض تحديه هيئتا «المرئي والمسموع»، و«الإذاعة والتلفزيون»، بالإضافة إلى وكالة وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي.
وبسؤال رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية المكلف عن عدد الطواقم العاملة في النقل التلفزيوني وعدد الكاميرات والقنوات الناقلة للحج، أوضح الدكتور عبد الملك الشلهوب لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الطواقم العاملة في المشاعر المقدسة لتنفيذ التغطيات الإعلامية لحج هذا العام، تجاوز 700 إعلامي وفني وإداري وموظف أعمال مساندة، وينتظم عملهم جميعًا في منظومة وتجهيزات متكاملة تشمل 13 عربة نقل خارجي و17 عربة أقمار صناعية، و12 وحدة «مينوس» للإرسال والاستقبال، ويبلغ عدد الكاميرات 98 كاميرا نقل خارجي و«د تي إل» (وهي كاميرات النقل المباشر)، و50 كاميرا محمولة، ليبلغ الإجمالي 148. وهناك فرق مساندة في الشؤون الفنية والتشغيل والصيانة يفوق عددها مائتي فني وعامل.
ووصل إلى السعودية، نحو 646 إعلاميا يمثلون 40 دولة، وسهلت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع استخراج تصاريح البعثات وكوادرها، إلى جانب توفير الدعم اللوجيستي سواء بالكوادر البشرية أو المعدات. يقول حمزة الغبيشي، وهو مدير فريق عمل الهيئة في الحج لهذا العام، إن هناك بعثات منحت أكثر من تصريح، نظرا لوجود أكثر من جهة إعلامية تابعة للدولة نفسها.
يضيف الغبيشي أن 76 قناة تلفزيونية تبث مباشرة من المشاعر المقدسة، إلى جانب 26 إذاعة خارجية واثنتين محليتين، فضلا عن 16 قناة تلفزيونية لديها مكاتب تمثيل في داخل السعودية، و6 شركات إنتاج سعودية تعمل على أفلام وثائقية خاصة وحكومية، ليصبح إجمالي الوسائل المحلية والدولية التي قدمت لها الهيئة خدمات نحو 150 وسيلة إعلامية.
ويقول الغبيشي إن الهيئة تواصلت مع الجهات منذ وقت مبكر لإنجاز كل العمليات اللازمة قبل بدء الموسم.
واستكملت هيئة الإذاعة والتلفزيون تنفيذ وتجهيز مشاريعها الجديدة في المشاعر المقدسة استعدادًا للتغطيات الإعلامية لحج هذا العام، واستعرض رئيس الهيئة خلال اتصال هاتفي، مشروع تشييد برجين من 5 طوابق، أحدهما في عرفات والآخر في منى، وقال إنهما مجهزان بالكامل بجميع متطلبات الإنتاج والبث لمختلف القنوات والإذاعات السعودية وغيرها، وقد كلف إنجاز وتجهيز مشاريع الهيئة أكثر من 50 مليون ريال، كما اكتمل إنجاز البرجين الجديدين لهيئة الإذاعة والتلفزيون في المشاعر المقدسة، حيث يقع الأول منهما مقابل جبل الرحمة في مشعر عرفات والآخر في مقر الهيئة بمشعر منى ويحتوي كل منهما على استوديوهات متكاملة متوافقة مع أجهزة الإرسال وفق تقنية البث عالي الجودة (HD) إضافة إلى منصتين مجهزتين للتصوير والنقل المباشر من أعلى البرجين، إضافة إلى مواقع أخرى تم تجهيزها بالكامل للاستفادة منها في التغطيات الإعلامية للحج، ومنها استوديوهات جسر الجمرات والعوالي وموقع الهيئة الرئيس في مشعر عرفات، كما انضم للمساندة في التغطيات الإعلامية للحج استوديوهات مركز تلفزيون مكة واستوديوهات قناة القرآن الكريم بالمسجد الحرام في مكة المكرمة.
أما القنوات الناقلة لفعاليات الحج وأداء المناسك في المشاعر المقدسة، فيقول الشلهوب إنها تتراوح بين قنوات تنقل باستمرار جميع المناسك وتأتي في مقدمتها قنوات وإذاعات هيئة الإذاعة والتلفزيون، كما تشارك معها في النقل الجزئي والنقل وفق الإرساليات والتقارير الميدانية والاتصالات المباشرة وتتضمن معظم قنوات العالمين العربي والإسلامي، مضيفا أن 19 قناة تلفزيونية شاركت في نقل خطبة وصلاتي الظهر والعصر من عرفات وتراوحت بين القنوات الرسمية للدول العربية والقنوات غير الرسمية، فضلا عن تسهيل مهمات مراسلي القنوات الأجنبية كقنوات SKY NEWS، CCTV، TRT، BBC وعدد غيرها من القنوات، وقال إنهم «سجلوا حضورًا لافتًا هذا العام واستفادوا من التسهيلات والخدمات المقدمة لهم، كما استخدموا المواد واللقطات التي سجلتها كاميرات طواقم العمل التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون».
وفيما يخص نسبة المشاهدة عبر منصات الإعلام الجديد، فقد جرى رصد نسبة مشاهدة عالية لفعاليات ومناسك الحج لهذا العام، وأظهرت الإحصاءات تفوق موقع «يوتيوب» في الاستحواذ على نسبة مشاهدة أعلى من المنصات الأخرى. فيما استهدفت هيئة الإذاعة والتلفزيون أكثر 250 مليون مشاهد في أنحاء العالم كافة.



حفل استقبال في السفارة السعودية بباريس بمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني

سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي مع ضيوف الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني (الشرق الأوسط)
سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي مع ضيوف الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني (الشرق الأوسط)
TT

حفل استقبال في السفارة السعودية بباريس بمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني

سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي مع ضيوف الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني (الشرق الأوسط)
سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي مع ضيوف الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني (الشرق الأوسط)

اغتنم سفير المملكة السعودية في باريس، فهد الرويلي، مناسبة حفل الاستقبال الذي دعا إليه في دارته بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني، الذي يحل كل عام في العشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، ليؤكد أن المملكة العربية السعودية «تضع التضامن الإنساني والحوار في صميم عملها الوطني والدولي» بعدّهما «قيماً متجذّرة بعمق في ثقافتها ومبادئها الدينية، وتشكّل ركيزة أساسية في رؤيتها المستقبلية الجديدة، رؤية السعودية 2030». واستطرد السفير السعودي قائلاً «إن التضامن الإنساني ليس مجرد مبدأ أخلاقي، بل هو مسؤولية جماعية تقوم على الاحترام والتعاون والتكافل بين الشعوب دون تمييز»، حيث إن «إنسانيتنا مشتركة ومستقبلنا واحد».

انطلاقاً من هذه المبادئ، أشار السفير الرويلي إلى ما تقدمه المملكة من مساعدات عبر العالم «دون تمييز على أساس الأصل أو الدين»، حيث يلعب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «دوراً رائداً في تقديم المساعدات الغذائية، والرعاية الطبية، والتعليم، والمساعدات الطارئة في زمن الأزمات، كما يقوم الصندوق السعودي للتنمية بتمويل 741 مشروعاً في 93 دولة عبر العالم».

سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي في حفل الاستقبال (الشرق الأوسط)

ونوه السفير الرويلي بالدور الذي تقوم به المنظمات والجمعيات السعودية في مختلف مجالات العمل الإنساني، ذاكراً منها مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية أو رابطة العمل الإسلامي التي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها وهي تعمل بشكل خاص على «مكافحة التطرف والتشدد وخطابات الكراهية». وقد أثبتت الرابطة أهليتها، ما يعكس اعتراف الأمم المتحدة بدورها وتسميتها عضواً استشارياً ومراقباً لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. كما أشار السفير الرويلي لدور المملكة في تقديم المساعدات في مناطق عديدة للمدنيين في غزة، وسوريا، ولبنان، وصولاً إلى أوكرانيا وغيرها.

أما على صعيد الحوار، فقد شرح السفير الرويلي دور بلاده الفاعل في تعزيز ثقافة الحوار خصوصاً بين الأديان والثقافات ودعمها الدائم «للمبادرات الرامية إلى تعزيز التفاهم المتبادل، ومكافحة التطرف، وترسيخ قيم التعايش السلمي بين الشعوب»، فيما تعكس رؤية 2030 «تشجيع الانفتاح، والتعاون الدولي، والشراكات المتعددة الأطراف، من أجل بناء مجتمعات أكثر عدلاً وتسامحاً وقدرة على الصمود».

وشدد السفير على أن «التضامن الإنساني والحوار الصادق يشكّلان ركيزتين أساسيتين لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار على مستوى العالم»، خصوصاً أن نظرة فاحصة تبين كم أن عالم اليوم يعاني من أزمات ونزاعات وإرهاب... الأمر الذي يبين الحاجة إلى التضامن البشري والإنساني لغرض «صون السلام والاستقرار والكرامة الإنسانية».

وفي السياق عينه، أبرز السفير الرويلي التزام بلاده بـ«تعزيز التنمية المستدامة، والتعاون الدولي، والحوار بين الثقافات»، وأنها «تؤمن إيماناً راسخاً بأن التضامن الإنساني ركيزة أساسية لبناء عالم أكثر عدلاً وأمناً وازدهاراً». ومن من الفعاليات التي أقامتها الرياض في هذا السياق انعقاد «المنتدى العالمي الحادي عشر لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة»، مؤخراً، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من كبار المسؤولين والشخصيات المرموقة من مختلف أنحاء العالم، الذي يهدف إلى تعزيز الاحترام والتفاهم بين الثقافات والأديان.

حضرت الحفل شخصيات دبلوماسية ودينية واجتماعية وإعلامية عربية وأجنبية مرموقة ومتعددة المشارب، ما يعكس بمعنى ما، صورة مصغرة عن التلاقي والتضامن الإنسانيين.


الرئيس الفرنسي في زيارة مزدوجة الأهداف إلى أبو ظبي

الرئيس ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بقصر الإليزيه في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بقصر الإليزيه في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الفرنسي في زيارة مزدوجة الأهداف إلى أبو ظبي

الرئيس ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بقصر الإليزيه في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بقصر الإليزيه في فبراير الماضي (أ.ف.ب)

ما بين لبنان والإمارات العربية المتحدة، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبو ظبي للقيام بالزيارة التقليدية للقوات الفرنسية المنتشرة خارج البلاد بمناسبة أعياد نهاية السنة. كان الخياران مطروحين، ففي جنوب لبنان، تشارك وحدة فرنسية من 700 رجل في قوة «اليونيفيل» المنتشرة جنوب لبنان. وتعد فرنسا من أقدم الدول التي أسهمت في القوة الدولية بمسمياتها المختلفة منذ عام 1978.

ولفرنسا في الإمارات قاعدتان عسكريتان بحرية وجوية {الظفرة) وقوة برية من 900 رجل. وأفاد الإليزيه بأن زيارة الرئيس الفرنسي ستكون ليومين (الأحد والاثنين)، ومن شقين: الأول، زيارة رسمية مخصصة للعلاقات الثنائية بين باريس وأبو ظبي، وسيتوِّجها اجتماع مرتقب، الأحد، بين ماكرون ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد لبحث الملفات المشتركة. ويقوم بين الطرفين حوار استراتيجي ــ سياسي رفيع المستوى. والشق الثاني لتفقد القوة العسكرية الفرنسية؛ حيث من المقرر أن يتوجه بخطاب إلى العسكريين بهذه المناسبة سيعقبه عشاء تكريمي أعده تحديداً مطبخ الإليزيه. وسترافق ماكرون وزيرة الدفاع كاترين فوترين. ومن ضمن برنامج الزيارة، حضور ماكرون نشاطاً عسكرياً في إحدى القواعد الصحراوية للقوة الفرنسية، ويرجح أن تشارك فيها قوة إماراتية على غرار التمارين العسكرية المشتركة بين الطرفين لتنسيق المواقف إزاء الأزمات الإقليمية والملفات الساخنة.

جنود فرنسيون يقومون بمناورة بدبابات من طراز «لوكلير» في مدينة زايد العسكرية 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

باريس وأبو ظبي تعاون وثيق

ترتبط فرنسا والإمارات بعلاقات استراتيجية قوية ومتنوعة؛ إذ تشمل الجوانب السياسية والدفاعية والاقتصادية والتجارية والثقافية. ومنذ عام 2009 وقّعت باريس وأبو ظبي اتفاقاً دفاعياً ما زال قائماً، ويرفده تعاون وثيق في مجال التسليح، حيث وُقِّعت بين الطرفين عقود بالغة الأهمية آخرها عقد حصول الإمارات على 80 طائرة قتالية من طراز «رافال» التي تصنعها «شركة داسو». ووُقّع العقد في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2021، وتبلغ قيمته الإجمالية مع الصيانة والتدريب 16.6 مليار يورو. ومن المنتظر أن تتسلم القوات الجوية الإماراتية أول النماذج بدءاً من عام 2026، بينما تنتهي عملية التسليم في عام 2031. ويشمل التعاون الدفاعي القيام بتمارين عسكرية مشتركة غرضها تسهيل التعاون بين جيشي البلدين. وما يدفع في هذا الاتجاه أن القوات الإماراتية تستخدم كثيراً من الأسلحة والمعدات التي تستخدمها القوات الفرنسية في قطاعي الطيران والعربات المصفحة والدبابات.

ليس القطاع الدفاعي والاستراتيجي وحده يستأثر بالتعاون الثنائي؛ فالطرفان يرتبطان بشراكة استراتيجية في قطاع الطاقة الذي يشمل، إلى جانب النفط، الطاقات المتجددة والنووية والهيدروجين, وبالتوازي، ثمة تعاون في قطاع الذكاء الاصطناعي.

كما طور الطرفان التعاون الأكاديمي (جامعة السوربون)، والثقافي (متحف اللوفر أبو ظبي) والصحي. ومن الجانب التجاري، تعد الإمارات الشريك الأول لفرنسا في منطقة الخليج؛ حيث بلغت قيمة المبادلات، العام الماضي، 8.5 مليار يورو. وتتركز المشتريات الإماراتية على الطائرات والتجهيزات والمكونات الكيميائية والعطور والمستحضرات الطبية والتجميلية والثياب والأقمشة. وتفيد وزارة الاقتصاد بأن ما لا يقل عن 600 شركة فرنسية تعمل في الإمارات، وتوفر فرصاً لآلاف المتخصصين والعمال.

صورة لأحد التمرينات العسكرية التي قام بها الجنود الفرنسيون المرابطون في دولة الإمارات بمناسبة المناورات التي تُجرى سنوياً (أ.ف.ب)

مهمات القوة الفرنسية في الإمارات

تؤكد مصادر الإليزيه أن اختيار أبو ظبي يعود لرغبة فرنسية في إظهار أن باريس، رغم تركيزها على الأزمة الأوكرانية التي تهم أمنها وأمن القارة الأوروبية، ما زالت «تواصل جهودها العسكرية، السياسية والدبلوماسية، على مستوى العالم بأسره، في كل مكان ترى فيه تهديداً لمصالحها وقيمها». ومن جانب آخر، ترى باريس أنها معنية بالأزمات والتحديات الأمنية القائمة في المنطقة سواء كان من بينها أمن الخليج والممرات المائية والتحديات التي يمثلها الحوثيون أو الإرهاب ممثلاً بتنظيم «داعش» الذي عاد إلى البروز في الشهر الأخيرة. وفي هذا السياق، تشير المصادر العسكرية في الإليزيه إلى أن القوات الفرنسية تشارك في «عملية شمال»، وهي جزء من التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب. كذلك، فإنها جزء من «العملية الأوروبية أسبيدس» المنخرطة في حماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين.

من هذه الزاوية، يمكن تفهُّم حرص ماكرون على التوجه إلى الإمارات التي تعد، وفق مصادر الأليزيه «موقعاً محورياً تتقاطع حوله الأزمات كما يعكس اهتمامنا الكبير بهذه المنطقة الجغرافية الرئيسية من أجل الاستقرار الإقليمي وحماية الحركة الملاحية وأمن العراق والعلاقة مع إيران ومكافحة الإرهاب». وتشير المصادر الفرنسية إلى الحرب مع إيران، وللدور الذي قامت به الطائرات الفرنسية في محاربة «داعش» زمن احتلالها جزءاً من العراق، فضلاً عن محاربة أنشطة المرتزقة البحرية في المنطقة. وركزت المصادر المشار إليها على وجود «هيئة أركان فرنسية مشتركة» يرأسها الأميرال هيوغ لين، قائد القوة الفرنسية في الإمارات، ولكن أيضاً القوة الفرنسية العاملة في المحيط الهندي لمحاربة عمليات القرصنة والتهريب متعدد الأنواع.


عبدالله بن زايد يشدد على وقف فوري لإطلاق النار بالسودان

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي (وام)
TT

عبدالله بن زايد يشدد على وقف فوري لإطلاق النار بالسودان

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي (وام)

جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل. كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين في الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

وكان روبيو قد قال في مؤتمر صحافي إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في الإمارات والسعودية ومصر، وبالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.