بعيدًا عن «ريو».. سباق بارالمبي لمصابي الحرب السورية في دوما المحاصرة

بعيدًا عن «ريو».. سباق بارالمبي لمصابي الحرب السورية في دوما المحاصرة
TT

بعيدًا عن «ريو».. سباق بارالمبي لمصابي الحرب السورية في دوما المحاصرة

بعيدًا عن «ريو».. سباق بارالمبي لمصابي الحرب السورية في دوما المحاصرة

غداة انطلاق الألعاب البارالمبية، وعلى بعد آلاف الكيلومترات من ريو دي جانيرو، شارك مصابون في الحرب في سوريا في سباق على كراسيهم المتحركة، في بلدة دوما التي تحاصرها قوات النظام منذ عام 2013.
ووسط أجواء مرحة، شارك 10 رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما في «سباق البحث عن الحياة» الذي نظمته «الهيئة الطبية العامة في الغوطة الشرقية»، في البلدة التي تشكل معقلا لمقاتلي المعارضة السورية قرب دمشق، على ما ذكره مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وشارك في السباق أشخاص أصيبوا في أثناء عمليات القصف وإطلاق النار التي شهدتها المدينة منذ بدء النزاع في منتصف مارس (آذار) عام 2011، وتعرض بعضهم للشلل أو لبتر على مستوى القدمين أو الساقين.
وهي المرة الأولى التي ينظم فيها حدث من هذا النوع في دوما، حيث استغل المنظمون فترة تهدئة للقصف. وتزامن السباق مع ألعاب «ريو 2016» البارالمبية، المستمرة حتى 18 سبتمبر (أيلول) في البرازيل، ويشارك فيها للمرة الأولى فريق من اللاجئين البارالمبيين، بينهم السباح السوري إبراهيم الحسين.
وانتظر المشاركون بفارغ الصبر إشارة الانطلاق، قبل الاندفاع بسرعة على كراسيهم، تحت أنظار مشاهدين على جانبي الطريق، بينهم كثير من الأطفال.
وأوضح محمد الشيخ، البالغ نحو 20 عاما، الذي يعاني من الشلل، أن هدف المسابقة هو «البحث عن (معنى) لحياتنا، وتحسين معنوياتنا».
وقال أبو أحمد الثلاثيني، المصاب أيضًا بالشلل: «نأمل بتنظيم أنشطة أخرى من هذا النوع، فما دام عقلنا سليما، يمكننا تجاوز العائق الجسدي».
وارتدى المشاركون ملابس رياضية موحدة وقمصانا قصيرة بيضاء، تحمل شعار منظمة «الوفاء» الاجتماعية التي رعت السباق.
وقال أبو علي، مدير المنظمة التي توفر خصوصا الدعم النفسي لنحو مائتي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في دوما: «قدمنا العلاجات لمصابين في النخاع الشوكي، ودربناهم على استخدام الكراسي المتحركة».
وأضاف: «نأمل في تنظيم أنشطة أخرى كي يشعر هؤلاء الأفراد أنهم مفيدون».
وأشارت الهيئة الطبية العامة في مدينة دوما إلى حصول ما لا يقل عن 126 حالة بتر أطراف بين أغسطس (آب) 2015 ويوليو (تموز) 2016 في دوما. ويقول السكان والناشطون في المجال الطبي والاجتماعي إن القنابل العنقودية التي تلقى على المدينة تشكل الخطر الأكبر، لا سيما أنها تصيب الجزء الأسفل من الجسم.
وأفادت الأمم المتحدة أن نحو 600 ألف شخص تقريبا يقيمون في مناطق محاصرة في البلاد التي تمزقها منذ أكثر من 5 سنوات حرب أدت إلى مقتل أكثر من 290 ألف شخص.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».