حان الوقت للتوقف عن التخمين ورؤية حقيقة ما خطط له عملاقا يونايتد وسيتي

ديربي مانشستر أكبر اختبار لثقة مورينهو بروني.. ورأس الحربة يربك غوارديولا في غياب أغويرو

غوارديولا مدرب مانشستر سيتي («الشرق الأوسط»)
غوارديولا مدرب مانشستر سيتي («الشرق الأوسط»)
TT

حان الوقت للتوقف عن التخمين ورؤية حقيقة ما خطط له عملاقا يونايتد وسيتي

غوارديولا مدرب مانشستر سيتي («الشرق الأوسط»)
غوارديولا مدرب مانشستر سيتي («الشرق الأوسط»)

ربما كان من حسن طالعنا أن ديربي مانشستر يأتي في مثل هذا الوقت المبكر من الموسم. هناك ما هو أكبر مما يمكن لبطولة دوري واحدة استيعابه من حيث حجم التكهنات المحمومة، والكثير جدا من التصريحات التي تنم عن كياسة مصطنعة، وكثير من التأكيدات غير المقنعة بأن كلا الرجلين يمكن أن يتعايشا من دون مشكلات. بالتأكيد هناك الكثير من الإيجابيات التي يمكن الإشارة إليها عن الفوز على بورنموث وساوثهامبتون وهال، أو ستوك ووستهام، لكن الاختبار الحقيقي سيأتي في مباراة الديربي.
لقد بدأ الموسم بالنسبة إلى مورينهو وغوارديولا، بصورة هادئة نسبيا، فيما تأتي الإشارة الحقيقية الوحيدة المثيرة للجدل في أول قراراتهما بأن، باستيان شفاينشتايغر وجو هارت، على الترتيب، ليس لهما مكان في فريقيهما. كان كلا اللاعبين يؤدي بمستويات ثابتة نسبيا، ولم يرتكب أي منهما أي خطأ كبير. وكان الانطباع عن تلك المباراة هو أنها ستكون مجرد بداية خفيفة واستعداد رقيق، وإحجام عن إظهار القوة الحقيقية لهما مبكرا.
اختار مورينهو التشكيل نفسه في كل مباراة، باستثناء وحيد هو توظيف بول بوغبا بجانب أندير هيريرا في عمق وسط الملعب بجانب مروان فيلايني. ظلت الطريقة 4 - 2 - 3 - 1، لكن هذا هو الاختبار الكبير لثقة مورينهو في واين روني. يؤكد البرتغالي حتى الآن أن قائد إنجلترا لن يتم الاعتماد عليه في وسط الملعب، لكن ربما يقرر أنه في حاجة إلى لاعب وسط ملعب ثالث.
جاءت أول مواجهتين لمورينهو مع غوارديولا في نصف نهائي دوري الأبطال عام 2010؛ كان يقود إنتر ميلان وكان غوارديولا يدرب برشلونة. في كلتا المباراتين لعب مورينهو بطريقة 4 - 2 - 3 - 1، وفاز الإنتر 3 - 1 في ميلانو، ثم خسر 1 - 0 في كامب نو، بعد طرد ثياغو موتا في الشوط الأول؛ ليضطر ليلعب بطريقة 4 - 1 - 4.
كان مورينهو قد لجأ إلى أسلوب الهجوم في المباراة الأولى، وقد اكتسب الجرأة بفعل حقيقة أن برشلونة كان اضطر إلى السفر إلى ميلان بالحافلة بسبب ثورة بركان جزيرة جبال الجليد في أيسلندا. ومع هذا، فعندما حاول تنفيذ الضغط المتقدم بطريقة 4 - 2 - 3 - 1، في أول كلاسيكو له، انهار فريقه الجديد آنذاك، ريال مدريد، بعد أن دك الفريق الكتالوني مرماه بـ5 أهداف من دون رد. وكان عندئذ أن تحول إلى استخدام طريقة 4 - 3 - 3، حيث كان توظيفه لثلاثي خط الوسط يهدف إلى حماية الرباعي الخلفي في الدفاع، وحرمان برشلونة من تمريراته الإيقاعية. كانت النتيجة هي تلك السلسلة القاتلة من المباريات عندما التقى الفريقان 4 مرات في 17 يوما، في ربيع 2011، فاز مدريد بنهائي كأس الملك، وتعادل في مباراة الدوري، وخسر جولة الإياب في نصف نهائي دوري الأبطال 2 – 0، قبل أن يعود لتجريب طريقة 4 - 2 - 3 - 1. في محاولة غير ناجحة للتعويض في المباراة الثانية.
لكن بعد ذلك، لعب مورينهو بـ3 لاعبين في وسط الملعب مرة واحدة فقط ضد غوارديولا: حيث لعب 5 مباريات فاز في واحدة منها، وتعادل في اثنتين، وهزم في اثنتين؛ في حين أنه عندما استعان بطريقة 4 - 2 - 3 - 1 فاز في اثنتين وتعادل في 4 وهزم في 3. يبدو قرار التحول لطريقة 4 - 3 - 3. إجراء كان قصير المدى، ولجأ إليه بعد الهزيمة 5 - 0 في محاولة لمنع تكرار هذه الهزيمة المذلة.
وربما كان مانشستر يونايتد معرضا اليوم لخطر فقدان السيطرة على وسط الملعب عن طريق كيفين دي بروين وديفيد سيلفا، لكن سيتي حتى الآن في هذا الموسم، لا يبدو الفريق نفسه الذي لا يرحم في ممارسة الضغط على منافسيه، بحيث يحرم يونايتد من الاستحواذ بشدة، وهو ما يمكن أن يعني أن يلعب هيريرا أو مورغان شنايدرلين على حساب روني. ويبدو من المرجح أن تكون هناك محاولة من جانب يونايتد لأخذ زمام المبادرة؛ وربما لا يكون هذا هو مورينهو الأكثر تحفظا، عندما يتجاهل فريقه الكرة فعليا، ويحافظ على شكله وينتظر أي خطأ لينقض على منافسه.
المشكلة الكبرى الأخرى، هي بمن سيستعين غوارديولا في مركز رأس الحربة في غياب سيرجيو أغويرو الموقوف. يعتبر كيليتشي إيهياناتشو الخيار الأقرب، لكن غوارديولا يملك تاريخا ثريا بالاستعانة برأس حربة مزيف. ربما من الممكن لرحيم ستيرلينغ أن يتحرك إلى الوسط، وهو ما يعني الدفع بـليوري ساني إذا كان جاهزا، أو خيسوس نافاس على الجناح.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».