عباس يعلن موافقته على لقاء نتنياهو في موسكو من دون شروط

رئيس الحكومة الإسرائيلية يطلب تأجيله.. والفلسطينيون يتهمونه بالتهرب

الرئيس البولندي أندريه دودا لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القصر الرئاسي في العاصمة وارسو أمس (أ ب)
الرئيس البولندي أندريه دودا لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القصر الرئاسي في العاصمة وارسو أمس (أ ب)
TT

عباس يعلن موافقته على لقاء نتنياهو في موسكو من دون شروط

الرئيس البولندي أندريه دودا لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القصر الرئاسي في العاصمة وارسو أمس (أ ب)
الرئيس البولندي أندريه دودا لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القصر الرئاسي في العاصمة وارسو أمس (أ ب)

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، عن موافقته على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في العاصمة الروسية موسكو، في إطار إحياء مفاوضات السلام المتوقفة منذ أكثر من عامين.
وقال عباس، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البولندي، في العاصمة وارسو: «اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقاء يجمعني بنتنياهو، وقد وافقت على ذلك، وكان من المفترض أن يكون اللقاء يوم 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، لكن نتنياهو طلب تأجيله». وأضاف الرئيس الفلسطيني: «لا أدري إلى متى التأجيل، أنا مستعد لهذا اللقاء، لأن الأمر يهمني سواء كان في موسكو أو أي مكان آخر». وتابع: «ما يهمني هو العمل للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة على الحدود المحتلة عام 1967. والقدس الشرقية عاصمتها، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل». وكانت «الشرق الأوسط» أشارت أمس، إلى موافقة عباس على هذا اللقاء.
وجاء إعلان عباس بعد أيام من الجدل حول شروط فلسطينية لعقد هذا اللقاء، من بينها وقف الاستيطان، وإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى، وفق اتفاق سابق. بينما قال مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي أجرى لقاءات مع كبار المسؤولين الفلسطينيين في رام الله، بعد يوم من لقائه نتنياهو للهدف نفسه، إنه يدرس عرضًا للقاء مع الرئيس عباس في موسكو.
ويريد الفلسطينيون إثبات سعيهم للسلام بخلاف نتنياهو. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في هذا الصدد، إن «الموقف الإسرائيلي يدلل، مرة أخرى، على عدم جدية الحكومة الإسرائيلية في البحث عن سلام عادل، قائم على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967، خاصة أمام استمرار الهجمة الاستيطانية والاجتياحات والاعتداءات».
وأعلن بوغدانوف من رام الله، أن روسيا تواصل مشاوراتها مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لبحث «شكل ومضمون اللقاء الذي دعت إليه روسيا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو، وزمانه».
وقال بوغدانوف، عقب لقائه وفدا من القيادة الفلسطينية، ضم الفصائل الفلسطينية كافة، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله: «نحن مستمرون في المشاورات والاتصالات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حول شكل ومضمون اللقاء وزمانه».
وأضاف بوغدانوف أن «الموقف الروسي واضح ومعلن ولا رجوع عنه بالاعتراف بدولة فلسطين، ونحن ندعم تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خصوصا تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، التي نعترف بها منذ أكثر من ربع قرن». ورأى «أنه من دون تسوية القضية الفلسطينية صعب جدا الحديث عن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في ختام اللقاء: «إن روسيا تدرك تماما أن السلام في هذه المنطقة يبدأ وينتهي هنا، بسلام بين فلسطين وإسرائيل». وأضاف أن روسيا «تدرك ما يحدث من مخاطر، ووجوب الانتصار على الإرهاب وقوى التطرف وقوى الظلام التي تستخدم ديننا الإسلامي الحنيف كغطاء ولا علاقة لها بالدين».
وأبلغ أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، بوغدانوف، تأييد السلطة الوطنية الفلسطينية لمبادرة الرئيس بوتين، وتجاوبها مع الجهود الروسية بالكامل، لإخراج عملية السلام من حالة الجمود التي تمر بها، ولدفع هذه الجهود إلى الأمام لتحقيق أهدافها. وأضاف عبد الرحيم، أن دفع عملية السلام إلى الأمام يستلزم الإيفاء بالالتزامات الإسرائيلية بوقف الاستيطان، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشاد عبد الرحيم، بالجهود التي يبذلها بوغدانوف بهذا الخصوص. وقال إن تجاوبنا مع المبادرة الروسية هو تجاوب صادق. وأكد أن الذي أفشل عملية السلام هو نتنياهو، الذي أفشل جهود «الرباعية الدولية»، ويريد المفاوضات فقط من أجل المفاوضات ولا يريد حل الدولتين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.