إيدي هوي: شرفت لاقتران اسمي بتدريب إنجلترا وأنتظر الفرصة

صغر سنه كان حائلاً دون الحصول على المنصب رغم أن ما حققه مع فريق بورنموث يوصف بقصة نجاح أسطورية

إيدي هوي ما زال يحلم بتدريب منتخب إنجلترا (رويترز)
إيدي هوي ما زال يحلم بتدريب منتخب إنجلترا (رويترز)
TT

إيدي هوي: شرفت لاقتران اسمي بتدريب إنجلترا وأنتظر الفرصة

إيدي هوي ما زال يحلم بتدريب منتخب إنجلترا (رويترز)
إيدي هوي ما زال يحلم بتدريب منتخب إنجلترا (رويترز)

هناك لحظة واحدة فقط يبدو عندها إيدي هوي (المدير الفني لفريق بورنموث) غير متأكد قليلا من الشيء المناسب لقوله، وذلك عندما يسأل عما كان سيفعل لو كان الفريق المكلف باختيار منتخب إنجلترا الجديد اتصل برقم هاتفه.
يقول هوي: «سؤال من الصعب الإجابة عنه. أنا وطني جدا. وأفخر بكوني إنجليزيا، وأود لو أعطيت الفرصة.. لم أقل هذا من قبل قط، ومن ثم فقد كان من الأفضل أن أكون حريصا في كلماتي. ولهذا سأتوقف عند هذا الحد. لكني شرفت للغاية بارتباط اسمي بتدريب إنجلترا، لأنها شهادة للاعبي فريقي وكيف أبلينا بلاء حسنا هنا. سأفكر بهذه التكهنات كل يوم، فهي تعني أن الفريق الذي أدربه ناجح».
كان اسم هوي محل دراسة من دون شك، ومن المعقول تمامًا أن الفرصة قد تأتي مرة أخرى يومًا ما بالنظر إلى إنجازاته في «بورنموث الصغير»، كما يشير إليه في أحد المواضع، لكنها قصة نجاح لم تكن متخيلة لأن تولي تدريب نادٍ كان في خطر الهبوط من دوري كرة القدم، ومنهار ماليًا لدرجة أنه لا ينسى وقوف مبعوثي المحكمة عند بوابة النادي الأمامية.
كان هوي سيكون اختيارًا معقولاً كأفضل مدرب في العام، لولا حقيقة أننا كنا نتابع قصة خيالية أخرى تجري أحداثها في ليستر سيتي، لكن هذا لا يقلل من إنجاز أصغر نادٍ في الدوري الممتاز، من حيث حجم الملعب، وذلك ببقائه في أول مواسمه في الدوري الممتاز من دون معاناة. نجح بورنموث في هذا رغم خسارته 3 لاعبين مهمين بسبب إصابات في الركبة أبعدتهم لفترات مطولة. حقق بورنموث نتائج لافتة الموسم الماضي حيث فاز 2 - 1 على يونايتد وقبلها فاز 1 - 0 على تشيلسي بقيادة جوزيه مورينهو آنذاك. يقول هوي بعينين زائغتين: «في تاريخنا، كان ذلك أفضل أسبوعين متتاليين لنا على الإطلاق».
سيكون التحدي بالنسبة إلى الفريق هذا الموسم هو مواصلة الزخم للصعود لمكان أعلى بالجدول، وتجنُّب ما يعرف على نطاق واسع في كرة القدم، بمتلازمة الموسم الثاني. أمضى هوي جزءًا من الصيف موجودًا وراء الكواليس في أتلتيكو مدريد، من منطلق حرصه على معرفة المزيد عن أحد المدربين الذين يكنّ لهم أكبر الاحترام، وهو دييغو سيميوني. ويقول إن لاعبي سيميوني «يتدربون بجدية كما لو كانوا يلعبون مباراة رسمية وسيدهش هذا أي إنسان»، وهوي يطالب لاعبيه بهذا العمل.
يوجد هوي، الذي يعشق العمل، في كثير من الأحيان في مكتبه بحلول الساعة 6:30 صباحا، ولم يزل شعره مبللا من أثر دشّ الصباح، وعادة ما يغادر بعد حلول الظلام. سمح لنفسه بأخذ إجازة لمدة أسبوعين في فلوريدا برفقة عائلته (زوجته فيكي وأبنائه هاري وروكي)، لكنه لم ينعزل عن الفريق قط. يقول: «حتى عندما تكون بعيدا، يكون هاتفك مقترنا بسماعة الأذن. هذا ليس مرضيا بالنسبة إلى زوجتك، لكن إذا كنت تريد أن تكون ناجحا، وتقوم بعملك على النحو الملائم، فإن عليك بهذا. أجري الكثير من الاتصالات مع فريق التعاقدات بالنادي للتأكد من تعاقدنا مع اللاعبين المناسبين».
كان لس موسيت، مهاجم لوهافر، أولى الصفقات، وأعقبه لويس كوك من ليدز وثنائي ليفربول جوردون إيبي وبراد سميث. أشارت تقارير صحافية كثيرة إلى أن تكلفة انتقال مات ريتشي إلى نيوكاسل، التي يقول هوي إنها كانت خيبة أمل، تكلفت 12 مليون جنيه إسترليني، في حين تم شراء بديله، إيبي بـ15 مليون إسترليني. وواقع الأمر كما يقول هوي، إن «الأرقام أقرب كثيرا من هذا»، لكن بصرف النظر عن التفاصيل، فإن صفقة إيبي كانت قياسية بالنسبة إلى بورنموث. يقول هوي: «هي صفقة مثيرة بالنسبة لي بالنظر إلى أنني في أول موسم لي مع النادي لم أكن أجد ما أنفقه. لم يكن مسموحا لي بالتعاقد مع أي لاعب لمدة عام، ومن ثم فكوني الآن في وضع يتيح لي الاستثمار في الفريق وشراء لاعبين أصحاب إمكانيات كبيرة هو ما يعطيني دفعة حماس».
ولا شك بأن الشوط بعيد بين الوضع الحالي وتلك الأيام القاتمة في أوائل عام 2009، عندما كان بورنموث يعاني في صراع على الهبوط في الدرجة الرابعة، عندما هوي صاحب الـ31 عاما، الذي انهارت مسيرته كلاعب بسبب الإصابات، قد ورث فريقا بدأ الموسم مخصوما منه 17 نقطة. وتولى هوي المهمة خلفا لجيمي كوين، كمدرب مؤقت في البداية، عندما يبعد الفريق 7 نقاط عن منطقة الأمان. كانت أول مباراتين للفريق خارج أرضه، في دارلينغتون وروثرهام. يتذكر بوجه عابس: «تلقينا هزيمتين. كان إحساسا فظيعا، وتجربة جديدة تماما بالنسبة لي. لم يكن هناك بداية أسوأ من ذلك، وأتذكر خروجنا من الملعب في روثرهام والمشجعون يوجهون غضبهم ضدنا، وكنا متفهمين لذلك، لأن النادي مر بصعوبات وأوقات حالكة وكان المستقبل يبدو مظلما فعلا».
خرجت وأنا أقول لنفسي: «كيف وصلت إلى هذا المكان؟»، كان مكاني هو العمل مع الناشئين. عملت في مركز التفوق وكنت أستمتع بذلك الدور. لم أشأ أن أكون مدربا، وكل ما حدث أنني أعطيت الفرصة للقيام بذلك وشعرت بأنني لا ينبغي أن أقول لا. وبعد تلك المباراة مباشرة وصلت إليّ مكالمة هاتفية تقول إنهم يريدون أن يعطوني المنصب بشكل دائم. كنت أقول في داخلي: لا.. أرجوكم، وكان علي أن أتخذ قرارًا مهمًا لأنني لم أكن أعرف ما إذا كنت أريد أن أكون الرجل الذي سيسقط الفريق على يديه».
إن سماع هوي وهو يتحدث عن تلك الأيام يعد تذكيرًا بسبب الاحترام الذي يلقاه في مجال التدريب. كان بورنموث منهارا للغاية، وكان مفلسا لدرجة أنه لم يكن قادرا على استئجار ملعب مدرسة لاستخدامه للتدريب. ويقول هوي: «كنا نحصل على رواتبنا، لكن أحيانا بعد تأخير أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة، لم يكن يمر أسبوع من دون أزمة مالية».
كان النادي يتعرض لحظر على الانتقالات، ورأى هوي عن قرب إلى أي مدى أصبح النادي بائسا. يقول: «كان يأتي أشخاص ولم أكن أعرف من هم، وتبين أنهم كانوا منتدبين من المحاكم وكانوا يريدون الحصول على بعض الأموال. كنت أسأل: من هؤلاء؟ وكانت الإجابة أنهم جاءوا لمداهمة متجر النادي مرة أخرى. لا أتخيل أن ما أخذوه كان شيئًا يستحق، لكنهم كانوا يأتون من أجل البضائع الموجودة في المتجر، ووصل الأمر إلى حد أن ذلك لم يعد يعتبر شيئًا خارجًا عن المألوف. لم أقل إن ذلك كان يحدث كل يوم، لكن بصفة أسبوعية كان المحضرون يأتون ويأخذون أشياء معهم».
على هذه الخلفية، فليس ما نجح هوي في تحقيقه بأقل من أن يوصف بالمعجزة الكروية، فقد قاد الرجل الفريق إلى البقاء ثم انطلق ليفوز بـ3 ترقيات في 6 مواسم (تخلل هذه المواسم الست عمله لمدة 21 شهرا في بيرنلي) ليصل إلى الدوري الممتاز، ثم نجح في البقاء محافظا على أسلوب لعب يعتمد على التمريرات السلسة. يقول هوي إن بورنموث الجديد «يبدو ناديًا مختلفًا تمامًا»، لكنه يعمل بالقيم القديمة. ويضيف: «خدمني بشكل جيد تعرضي لهذه القيود في مرحلة مبكرة من مسيرتي التدريبية، علمني ذلك أن أدرب وأن أطور اللاعبين. وأكد هذا على أهمية روح الفريق في أوقات الأزمات».
والآن، وعمره 38 عاما، قد يكون صغر سنه هو ما كان ضد فرصه في قيادة إنجلترا. ويقول إن كونه أصغر سنا من بعض لاعبيه، لم يقلقه أبدا، لكنه «يعد مشكلة بلا شك لبعض اللاعبين الذين دربتهم»، على الأقل قبل أن يظهر لهم عمله على أرض الواقع. يتعامل هوي بأسلوب سلس ومهذب، وهو يجلس خلف مكتبه المزين بصور العائلة، لكن لا تنخدع بالمظاهر الطفولية: «هوي هو الزعيم تماما». يقول: «لا أريد أن أبدو ديكتاتورا لكني لا أستعين برأي اللاعبين كثيرا. وليس معنى هذا أنني لا استعين برأيهم على الإطلاق. لكنهم ينتظرون منك أن تقودهم. ينتظرون أفكارك وينتظرون أن تقول لهم شيئا. لا أتعامل بطريقة، (ماذا تعتقدون يا رجال؟)، أنا قوي جدا في ما يتعلق بما أريده».
اختار الاتحاد الإنجليزي سام ألارديس مدربا للمنتخب. شاهد هوي إنجلترا وهي تخسر من آيسلندا في يورو 2016، ورأى فريقا يسيطر عليه القلق. يقول: «ربما عانى منتخب إنجلترا من شيء لا نعانيه في بورنموث، وهو محاولة الوفاء بكل التوقعات الكبيرة فعليا. وهو إحساس، إذا كنت داخل الملعب، بأن عليك أن تهزم آيسلندا، وليس هناك خيار آخر. والضغوط التي تتراكم داخل اللاعبين يمكن أن تجعلك لا تؤدي بأفضل مستوياتك».
ويواصل: «هذه مشكلة أخرى تحتاج علاجا، لأنها تمتد إلى مشاعر اللاعبين. عليك تخفيف هذه الضغوط وأثق بأن سام سيكون لديه الأدوات لذلك. يحتاج اللاعبون لأن يلعبوا بتحرر ومن دون خوف. عليهم أن يلعبوا من دون ضغط التوقعات والتركيز على أدائهم العادي بدلاً من القلق حيال ما سيقال عنهم لاحقا».
الرسالة التي تزين مكتب هوي عبارة عن مقولة قديمة لجون وودن، المدرب الأسطوري لفريق كرة السلة الأميركي للجامعات. وهي، حسب ما يوضح هوي، تذكير بأن على المرء دائمًا أن يحاول أن يكون ناجحا قدر المستطاع. تقول الرسالة: «اجعل كل يوم أروع أيامك».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».