بالتزامن مع وجود رؤساء العالم.. مجلس الأمن يناقش الملف السوري

بالتزامن مع وجود رؤساء العالم.. مجلس الأمن يناقش الملف السوري
TT

بالتزامن مع وجود رؤساء العالم.. مجلس الأمن يناقش الملف السوري

بالتزامن مع وجود رؤساء العالم.. مجلس الأمن يناقش الملف السوري

يعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق من هذا الشهر جلسة حول سوريا بالتزامن مع وجود رؤساء العالم، من بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سيلقي آخر خطاب له أمام الجمعية العامة كرئيس للولايات المتحدة.
وقال رئيس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، المندوب النيوزيلندي، هيرارد جاكوبس فان بوهمن، إن جلسة رفيعة المستوى لبحث الجهود الدولية لحل النزاع في سوريا ستعقد في 21 سبتمبر (أيلول) برئاسة رئيس الوزراء، جون كي مشيرا إلى أن الأخير أرسل الدعوات لرؤساء الدول والوفود، المتوقع وجودهم حينئذ في نيويورك للاشتراك بجلسة النقاش التي اعتبرها «لازمة».
وكان المبعوث الأممي الخاص لسوريا، قال قبل يومين، إنه يعتزم تقديم «مبادرة سياسية واضحة جدا» خلال الأسبوع الذي يسبق افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة، (أي الأسبوع الثاني من الشهر الحالي) بحيث يمكن للأطراف (الدولية) أن تناقشها قبل الاجتماع الهام لمجلس الأمن في 21 سبتمبر.
وتتزامن الجلسة مع حضور رؤساء العالم المناقشة العامة للدورة الـ71 للجمعية العامة ومن بينها، إمكانية حضور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي حضر الدورة السابقة.
وتبدأ الدورة الجديدة للجمعية العامة يوم الثلاثاء 13 سبتمبر، على أن تبدأ المناقشة العامة الثلاثاء الموافق 20 من الشهر نفسه، لتستمر 9 أيام يلقي خلالها رؤساء العالم بمن فيهم الرئيس الأميركي كلمات حول رؤيتهم لحل مشاكل العالم. أما الدورة فمدتها سنة كاملة.
إلا أن المندوب النيوزيلندي قال إنه غير متفائل بالنسبة للنتائج العملية للجلسة، مضيفا: «لا أعتقد أن المجلس سيتفق على أي نتيجة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية المفاوضات المكثفة الجارية بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة.
إلى ذلك، سيعقد المجلس جلسة مشاورات بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية وخاصة مع صدور تقرير إضافي من فريق آلية التحقيق المشترك بين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة.
ومن المقرر، أن يسمي التقرير الأطراف المسؤولة عن استخدام السلاح الكيماوي في 3 حالات هي: كفر زيتا وكمناس وبنش.
وفي هذا الشأن، قال فان بوهمن إن المجلس يبحث في الرد المناسب على ما جاء في التقرير الرابع وخاصة بعدما حدد الفريق مسؤولية استخدام الجيش السوري للكيماوي في حالتين هما تلمنس وسرمين فيما قام تنظيم داعش باستخدامه في مارع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.