حذرت هيئة كبار العلماء من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، وأكدت أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صلى الله عليه وسلم في شيء، الذي تنزل عليه قول الله تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء).
وأضافت الأمانة العامة للهيئة، في بيان أصدرته أمس، تعليقًا على البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد أخيرًا بمدينة غروزني - الشيشان بعنوان: «من هم أهل السنة؟»: «إنه في محكم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد، أنه لا عز لهذه الأمة ولا جامع لكلمتها إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن أمة الإسلام أمة واحدة، وتفريقها إلى أحزاب وفرق من البلاء الذي لم تأت به الشريعة، وعلى الإسلام وحده تجتمع الكلمة، ولن يكون ذكر ومجد لهذه الأمة إلا بذلك، قال الله تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون)».
وأورد البيان أنه «في ضمن ذلك، فإن الفقهاء والعلماء والدعاة ليسوا بدعا من البشر، فأنظارهم متفاوتة، والأدلة متنوعة، والاستنتاج متباين، وكل ذلك خلاف سائغ، ووجهات نظر محترمة، فمن أصاب من أهل الاجتهاد فله أجران، ومن أخطأ فله أجر، والخلاف العلمي، في حد ذاته، لا يثير حفائظ النفوس، ومكنونات الصدور، إلا عند من قلّ فقهه في الدين، وساء قصده ونيته».
وبيّن أنه «ليس من الكياسة ولا من الحكمة والحصافة، توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية، وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح».
وأضافت الأمانة: «ومن ثَم، فإن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تحذر من النفخ فيما يشتت الأمة ولا يجمعها، وعلى كل من ينتسب إلى العلم والدعوة مسؤولية أمانة الكلمة، ووحدة الصف، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافًا وتنافرا وتنابذًا وتنابزًا؛ يؤدي إلى تفرق في دينها شيعا ومذاهب وأحزابًا، وما تعيشه الأمة من نوازل ومحن؛ يوجب أن يكون سببا لجمع الصف والبعد عن الاتهامات والإسقاطات والاستقطابات؛ فهذا كله يزيد من الشُقة ولا يخدم العالم الإسلامي، بل ينزع الثقة من قيادات العلم والفكر والثقافة».
وأضاف البيان: «إن الوقت ليس وقت تلاوم، وعلينا، خاصة المنتسبين إلى العلم والفكر والثقافة، أن نكون أكثر حصافة ووعيًا، فإن الذين لا يريدون لهذه الأمة خيرًا يراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية ومذهبية وحزبية وطائفية. فلننتظم صفًا واحدًا في ضوء قوله سبحانه (وأَطِيعُوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)، ولنحرص في عالمنا الإسلامي على بناء الصف، وتوثيق اللحمة، وترسيخ المشترك، مع تعزيز الإنصاف والعدل في القول والحكم، في محيط من المحبة وسلامة القصد».
واختتمت مستشهدة بقوله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة»، وقوله صلى الله عليه وسلم «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا».
هيئة كبار العلماء في السعودية تحذر من دعوات إثارة النعرات بين الفرق الإسلامية
تعليقًا على البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد أخيرًا في الشيشان
هيئة كبار العلماء في السعودية تحذر من دعوات إثارة النعرات بين الفرق الإسلامية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة