قبل ساعات من لقاء أميركي روسي في جنيف، قال مساعد وزير الخارجية الروسي سريغي ريابكوف، إن الجانبين على بعد خطوات قليلة من اتفاق شامل لحل الوضع الخاص في حلب، مشددا على أن قضية حلب محور اللقاء في جنيف.
وفي تصريح خاص بوكالة (تسنيم) عن التحرك الروسي خلال الأسابيع الماضية، قال: «بذلنا ما في وسعنا لاستقرار الأوضاع وهزيمة الإرهابيين، وتحسين الأوضاع الإنسانية المتردية بسبب نشاطهم المعادي للسلام العالمي في حلب».
وأضاف ريابكوف، أن «المسؤولين العسكريين الأميركيين والروس يلتقون من أجل اتفاق نهائي، لكنه في الوقت نفسه ذكر أن الجانبين لم يتوصلا إلى تفاهم حول الاتفاق».
وعرضت الولايات المتحدة على روسيا جملة اقتراحات حول تنسيق عمل المقاتلات في الأجواء السورية، وبالدرجة الأولى في محافظة حلب، إلا أن موسكو أوضحت للأميركيين أن عليهم التنسيق في مسألة ضرب الأهداف في تلك المحافظة مع قوات النظام السوري.
وذكرت صحيفة «إزفستيا» الروسية، يوم أمس، نقلا عن مصدر مطلع على أجواء المحادثات في جنيف، أشار إلى أن «روسيا مستعدة لتنسيق الضربات مع الولايات المتحدة ضد أهداف على الأراضي السورية باستثناء حلب ومحيطها». وبعد أن شدد على عدم معارضة روسيا لفكرة التنسيق «لكن فقط في توجيه ضربات لأهداف على بعد عشرات الكيلومترات عن حلب»، وأكد المصدر أن «الجانب الروسي عبر عن موقفه هذا بوضوح خلال المشاورات التي جرت في جنيف الأسبوع الماضي حول سوريا».
وبينما يصعب تحديد مدى موضوعية تلك التفاصيل التي ذكرتها الصحيفة الروسية، فإن مواجهة الجانبين الروسي والأميركي لـ«عقدة حلب» خلال محادثاتهم حول التعاون في سوريا حقيقة، أمر طبيعي ومنطقي؛ نظرًا للمواجهات الدائرة هناك، وخطورة الوضع الإنساني في المدينة، ناهيك بالمسألة الأهم، ألا وهي التداخل والتشعب المعقد بين مواقع مجموعات المعارضة ومواقع «جبهة النصرة» (التي باتت معروفة باسم جبهة فتح الشام). في هذا الشأن قال مصدر مطلع من العاصمة الروسية لـ«الشرق الأوسط»: إن النقاشات حول آليات الخروج من الوضع الراهن في حلب قد تحولت بالفعل إلى «عقدة» خلال المحادثات الأميركية - الروسية، لافتًا إلى أنها «ليست عقدة جديدة؛ إذ كان الوضع في حلب واحدًا من الملفات المعقدة خلال محادثات الجانبين طيلة الأشهر الماضية»، موضحًا أن «التعقيد يعود لأسباب عدة، منها استحالة تمكن الولايات المتحدة من الفصل - بالسرعة المطلوبة على الأقل - بين فصائل المعارضة والمجموعات الإرهابية، فضلا عن كثافة سكانية كبيرة ما زالت في المدينة، وبينها الكثير من مقرات المجموعات المسلحة؛ الأمر الذي يجعل من اتخاذ قرار بتوجيه ضربات مشتركة ضد مواقع في حلب مسألة شائكة وبتداعيات يصعب توقعها».
أما السبب الثاني الذي يجعل حلب «عقدة»، حسب قول المصدر، فهو «التداخل الكبير لمصالح قوى إقليمية في المنطقة، ولا سيما تركيا والولايات المتحدة وإيران، فضلا عن الموضوع الكردي». لذلك؛ من غير المستبعد أن تسعى روسيا بشكل أو بآخر إلى رفع يدها بصورة ما عن «العقدة الحلبية» وإخراجها بعيدًا عن المحادثات في جنيف؛ كي لا تشكل «عامل تعطيل أو عرقلة نهائية لفرص التوصل إلى صيغة محددة من التعاون بين موسكو وواشنطن في سوريا»، وفق ما يرى المصدر من العاصمة الروسية، مرجحًا أن «يتم الاعتماد على تركيا في موضوع حلب».
موسكو تحاول تجاوز «عقدة حلب» للاتفاق مع واشنطن حول سوريا
التداخل الكبير لمصالح قوى إقليمية يشجع على التخلي عنها في محادثات الجانبين
موسكو تحاول تجاوز «عقدة حلب» للاتفاق مع واشنطن حول سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة