قال ثامر السبهان، السفير السعودي لدى العراق، إن حكومة بلاده ستبقى سياستها ثابتة في بغداد، ولن تتخلى عن عروبة العراق، ولن تغير في قناعاتها، وستبذل جهودا مضاعفة لتحقيق كل ما فيه خير وصلاح للعراقيين الشرفاء، مشيرًا إلى أن السفير لا يمثل شخصه، وإنما يمثل سياسة وطنه.
جاء ذلك ردًا على طلب الحكومة العراقية استبدال السفير السعودي لدى العراق، إذ أكدت الخارجية العراقية أن الاعتراض هو على شخص السفير، لا على طبيعة العلاقة بين البلدين.
وأوضح السفير السبهان في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية حريصة كل الحرص على وحدة صف العراق، خصوصا ما لمسته من جميع المكونات العراقية، على توثيق العلاقات بين البلدين، وأن سياسة السعودية لا ترتبط بأشخاص، وأن السفير هو من يمثل وطنه في أي بلد يكلف فيه. وأضاف أنه يستغرب رد الفعل العراقي تجاه بلد عربي، رغم التدخل الإيراني في شأنه الخاص، وإذا كانت تصريحاته الإعلامية الأخيرة قد ضايقت بعض المكونات العراقية «فهذا لا يعني أنها تمثل الشعب العراقي، نحن لمسنا من الشعب العراقي، كل حب وود وحرص على التعاون ما بين الرياض وبغداد، وسياسة السعودية تجاه العراق، ثابتة ولن تتغير، وسنبذل جهودًا مضاعفة لتحقيق كل ما فيه خير وصلاح للعراقيين الشرفاء».
وأضاف السبهان «ما يحدث هناك، يختلف عن تصريحات السياسيين بالإعلام ونحن نقدر لهم ما يعاني منه البعض، من تدخل مستشارين عسكريين لدول إقليمية، في شؤونهم الداخلية». وفي تصريحات منفصلة لقناة «العربية» قال السبهان، إنه يقدر الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها السياسيون العراقيون الذين وصف علاقته بهم بأنها ودية.
إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن قرار طلب الحكومة العراقية، باستبدال السفير ثامر السبهان، لم تتم استشارة الوزراء في الحكومة العراقية أو البرلمان العراقي، مشيرة إلى أن القرار اتخذ بشكل أحادي.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية العراقية حرص بغداد على إقامة أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية الآن وفي المستقبل مبينة أن طلب استبدال السفير الحالي لا علاقة له بأصل العلاقة والحرص على نموها. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية الدكتور أحمد جمال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» غداة طلب بغداد من الرياض استبدال السبهان إن «العراق حريص أشد الحرص على تطوير علاقاته مع المملكة العربية السعودية بوصفها بلدا شقيقا وجارا الآن وفي المستقبل وبالتالي فإن طلب استبدال السفير الحالي السيد ثامر السبهان لن ينعكس باتجاه سلبي من جانبنا على حاضر ومستقبل هذه العلاقة بل نتمنى أن تكون لها انعكاسات إيجابية»، مضيفا أن «الاعتراض هو على شخص السفير لا على طبيعة العلاقة وحرصنا على نموها مع تأكيدنا أن استبدال السفير يمكن أن يساهم في تطوير هذه العلاقات بين البلدين».
وكانت الخارجية العراقية طالبت أمس نظيرتها السعودية باستبدال السبهان، وعزت الأسباب إلى «تجاوزه حدود التمثيل الدبلوماسي»، على حد تعبيرها، منتقدة في الوقت نفسه التصريحات التي أطلقها بشأن محاولة اغتياله في العاصمة بغداد.
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية وعضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ظافر العاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة العراقية ليس لديها مبررات كافية لمثل هذا الطلب لا سيما أنه إذا كان الكلام عن تصريحات منسوبة إليه (السفير) فإن معظمها كان ردا على الاستفزاز الذي كان يتعرض له هو والمملكة من عناصر وجهات لا تريد للعلاقة العراقية - السعودية أن تنمو بأي شكل من الأشكال». وتساءل العاني «هل قامت الحكومة العراقية بمحاسبة أحد على تلك التصريحات المسيئة علما بأن التهديدات المسلحة جاءت من جهات يقول رئيس الوزراء حيدر العبادي إنها تابعة له وطالما كذلك فإنها يفترض أن تتبع سلطته علما بأنها هددت السفير بالاغتيال كما أن الحكومة العراقية لم تتخذ ما يكفي من إجراءات لتوفير الأجواء الآمنة للسفارة السعودية».
ودعا العاني الحكومة العراقية إلى «إعادة النظر في هذا القرار حيث إنه بدأ من طرف واحد ولم تتم استشارة أحد به حيث يجب أن يكون العراق أكثر حرصا على إقامة علاقة متميزة مع المملكة العربية السعودية نظرا لما تتمتع به من ثقل إقليمي ودولي ولذلك فإننا نرى أن ما قامت به الحكومة من السعي لاستبدال السفير السبهان إنما هو رد رسائل غير ودية خصوصا أننا كنا قد بذلنا جهودا كبيرة من أجل إعادة افتتاح السفارة السعودية في العراق بعد قطيعة طويلة».
السفير السبهان لـ «الشرق الأوسط»: نستغرب رد الفعل العراقي.. وسياسات السعودية ثابتة لن تتغير
مصدر برلماني عراقي: قرار طلب استبدال السفير اتخذه طرف واحد ولم تتم استشارة أحد بشأنه
السفير السبهان لـ «الشرق الأوسط»: نستغرب رد الفعل العراقي.. وسياسات السعودية ثابتة لن تتغير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة