هل يقود الشغف المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم 2018؟

مشوار الدور النهائي الحاسم يستهله الخميس بمواجهة تايلند

روح العائلة الواحدة ستقود المنتخب السعودي للتأهل (تصوير: عبد الرحمن السالم) - طارق كيال.. هل ينجح في صياغة معنويات لاعبي الأخضر؟ («الشرق الأوسط»)
روح العائلة الواحدة ستقود المنتخب السعودي للتأهل (تصوير: عبد الرحمن السالم) - طارق كيال.. هل ينجح في صياغة معنويات لاعبي الأخضر؟ («الشرق الأوسط»)
TT

هل يقود الشغف المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم 2018؟

روح العائلة الواحدة ستقود المنتخب السعودي للتأهل (تصوير: عبد الرحمن السالم) - طارق كيال.. هل ينجح في صياغة معنويات لاعبي الأخضر؟ («الشرق الأوسط»)
روح العائلة الواحدة ستقود المنتخب السعودي للتأهل (تصوير: عبد الرحمن السالم) - طارق كيال.. هل ينجح في صياغة معنويات لاعبي الأخضر؟ («الشرق الأوسط»)

في العاصمة القطرية الدوحة قبل ثلاثة وعشرين عاما، دخل المنتخب السعودي الأول مباريات التصفيات النهائية لمونديال 1994م والتي لعبت بنظام التجمع للمجموعة كاملة بأسماء لم يسبق لها الصعود إلى المحفل العالمي ورغم المنجزات الخليجية والآسيوية التي حققها ذلك الجيل فإن الخطوة الأهم لم تحضر بعد.
لم يكن النظام سهلاً أو المنتخبات الأخرى التي تحضر في المجموعة غير منافسة، حيث تحضر كوريا الجنوبية واليابان وإيران والعراق وكوريا الشمالية، وبحسب النظام حينها فإن بطاقة العبور تكون لصاحبي المركزين الأول والثاني، وهو الأمر الذي نجح الأخضر السعودي في تحقيقه بعدما انتزع البطاقة الأولى بشغف لاعبيه ورغبتهم في الحضور في البطولة الأهم.
في الأسبوع الحالي يستهل الأخضر السعودي مشواره نحو مونديال روسيا 2018 وهو المحفل الذي سيقاتل السعوديون من أجل التواجد فيه بعدما غاب منتخب بلادهم عن النسختين الأخيرتين للمونديال وذلك في جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014.
ويقع المنتخب السعودي في التصفيات الحالية في المجموعة الثانية وإلى جواره تحضر منتخبات أستراليا واليابان والإمارات والعراق وتايلند، وبحسب النظام الخاص بالمقاعد الآسيوية فسيكون التأهل المباشر نحو موسكو من نصيب صاحبي المركزين الأول والثاني في كل مجموعة فيما سيتأهل صاحب المركز الثالث إلى مباراة الملحق.
ويدخل الأخضر السعودي بحال مشابه لما بدأ عليه في تصفيات كأس العالم 1994 حيث لم يسبق لأي من الأسماء المتواجدة في صفوفه حاليا اللعب في كأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا وهي آخر النسخ التي شارك فيها المنتخب الوطني قبل أن يغيب بعد ذلك عن الملاعب العالمية.
ورغم استمرار بعض الأسماء في الملاعب السعودية منذ مونديال ألمانيا 2006 فإنها لم تحضر في قائمة الهولندي مارفيك لأسباب مختلفة، حيث يتواجد حسين عبد الغني قائد فريق النصر وزميله في الفريق محمد عيد، إضافة إلى ثلاثي فريق الهلال ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وسعود كريري الذي أعلن اعتزاله الدولي بعد خروج الأخضر السعودي من بطولة كأس آسيا 2014 التي أقيمت في أستراليا من دور المجموعات.
وسبق للثنائي ياسر القحطاني وسعود كريري اللذين حملا شارة القيادة في الأخضر السعودي أن أعلنا اعتزالهما الرسمي عن اللعب الدولي، حيث يعود آخر تواجد للقحطاني مع المنتخب في يناير (كانون الثاني) 2013. أما الثلاثي حسين عبد الغني ومحمد الشلهوب ومحمد عيد فلم يعلنا اعتزالهما اللعب دوليا إلا أنهما ابتعدا عن القائمة لعدة سنوات، وسبق لعبد الغني أن حضر في قائمة الإسباني لوبيز في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 وهو ذات الحال الذي بدأ عليه محمد عيد، أما الشلهوب فكانت آخر مبارياته مع الأخضر في التصفيات السابقة للمونديال الأخير وذلك في فبراير (شباط) 2012.
وتضم قائمة الهولندي بيرت فان مارفيك حاليا أربعة وعشرين لاعبًا يتطلعون إلى السير على خطى جيل منتخب 1994 الذي حقق الصعود الأول للمنتخب الوطني إلى المحفل العالمي وحقق نتيجة إيجابية بالقفز إلى دور الستة عشر وهو الإنجاز الذي تحقق لثلاثة منتخبات عربية فقط هي السعودية والمغرب والجزائر.
ويحضر في حراسة المرمى حاليا ياسر المسيليم ووليد عبد الله وعساف القرني، أما في خط الدفاع فيتواجد أسامة هوساوي الاسم الأبرز والذي يعتبر من بين زملائه الحاليين هو الأكثر مشاركة في مباريات تصفيات كأس العالم، حيث لعب 32 مباراة جميعها متتالية كرقم قياسي منذ أول لقاء له أمام سنغافورة في تصفيات 2010 وحتى لقاء الإمارات في التصفيات الحالية وذلك بحسب موقع المنتخب السعودي.
وإلى جوار هوساوي في خط الدفاع يحضر كل من محمد البريك وعبد الرحمن العبيد اللذين يتطلعان لخوض مباراتهم الدولية الأولى، كما يحضر حسن معاذ وعمر هوساوي ومحمد آل فتيل ومعتز هوساوي ومنصور الحربي.
أما في متوسط الميدان فيتواجد علي عواجي اللاعب الشاب الذي يتطلع هو الآخر إلى خوض مباراته الدولية الأولى كما هو الحال للعبيد والبريك، ويحضر أيضا تيسير الجاسم وعبد الملك الخيبري وعبد العزيز الجبرين وسلمان الفرج وعبد المجيد الرويلي وحسين المقهوي ويحيى الشهري وفهد المولد ونواف العابد وسلمان المؤشر.
أما في خط المقدمة فيتواجد الثنائي محمد السهلاوي ونايف هزازي، ويعول السعوديين كثيرا على هداف منتخب بلادهم السهلاوي الذي نجح في فرض نفسه في الخريطة الخضراء بعدما سجل رقما قياسيا في العام المنصرم وحقق فيه رقما قياسيا وما زالت الفرصة مواتية له لزيادة غلته التهديفية.
ويستقبل المنتخب السعودي نظيره التايلندي يوم الخميس المقبل في العاصمة الرياض على ملعب الملك فهد الدولي في افتتاحية مواجهاته بالتصفيات النهائية، على أن يطير بعدها لمواجهة نظيره منتخب العراق في العاصمة الماليزية كوالالمبور والتي اختارها الاتحاد العراقي كأرض محايدة بعدما رفضت السعودية اللعب في إيران لأسباب سياسية.
في حين سيكون الاختبار الأصعب في السادس من أكتوبر المقبل حيث يستضيف الأخضر السعودي نظيره المنتخب الأسترالي وبعدها بأيام قليلة يواجه نظيره منتخب الإمارات، وفي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل سيحل الأخضر السعودي ضيفا على نظيره الياباني.
وبعد توقف طويل تعود التصفيات الآسيوية في مارس (آذار) 2017 حيث يعود الأخضر لمواجهة تايلند ثم العراق، وفي الثامن من يونيو (حزيران) لذات العام يلاقي أستراليا على أرضها ثم في نهاية أغسطس (آب) يسافر لمواجهة الإمارات على أن يختتم مشواره في التصفيات حينما يستضيف نظيره منتخب اليابان في الخامس من سبتمبر (أيلول) العام القادم.
وأمام هذه المواجهات المرتقبة والتي تتراوح قوتها من منتخب إلى آخر يظل الطموح الجماهيري الكبير قائما في هذا الجيل بقدرته على انتزاع بطاقة التأهل والعبور نحو مونديال روسيا القادم، فتاريخيا جل المنتخبات الحاضرة في مجموعة الأخضر السعودي نجح في تجاوزها وذلك على صعيد مباريات تصفيات كأس العالم، باستثناء منتخب أستراليا الذي واجهه مرتين وخسر أمامه.
ووفقا لموقع المنتخب السعودي فقد تقابل مع منتخب الإمارات في سبع مباريات كسب السعوديون في ثلاثة منها وحضر التعادل في ثلاث مباريات فيما كان الفوز حاضرا للمنتخب الإماراتي في مواجهة واحدة، أما منتخب تايلند فقد التقى مع الأخضر السعودي في أربع مواجهات كسب منها ثلاثة في حين حضر التعادل في مباراة يتيمة بينهما، وهو ذات الرقم الذي حققه المنتخب السعودي أمام نظيره العراقي، أما منتخب اليابان فقد التقى مع نظيره السعودي في تاريخ تصفيات كأس العالم في مباراة يتيمة انتهت بالتعادل السلبي بينهما.
وبعيدا عن لغة الأرقام في تاريخ مواجهات الأخضر السعودي مع منتخبات المجموعة الثانية، يظل شغف لاعبي الأخضر الحالي في التواجد بالمونديال القادم في روسيا وتحقيق منجز كبير لهم هو أحد الأسلحة التي يعول عليها كثيرًا، فهل يقود هذا الشغف الأخضر إلى المونديال العالمي من جديد ويجعله حاضرا في موسكو 2018؟



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».