كشف مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا «حزب الله» العراق ما تزال تواصل اختطاف أكثر من 2500 معتقل بينهم نساء وأطفال منذ أكثر من عامين في منطقة الرزازة، دون كشف عن مصيرهم أو حتى تسليمهم أو معرفة الدافع خلف هذا الأمر. وقال رئيس كتلة تحالف القوى العراقية أسامة النجيفي إن الاختطاف كان عشوائيًا من الحافلات والبيوت والشوارع.
وقال النجيفي لـ«الشرق الأوسط»، «لقد تحدثت لرئيس الوزراء عن هؤلاء المعتقلين وما هي أسباب اعتقالهم من قبل ميليشيا وليست أجهزة أمنية، ولم نحصل على أي ردود بعذر أن البلد مشغول اليوم بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي».
وتتمتع ميلشيات الحشد الشعبي بنفوذ عسكري وأمني أقوى بكثير من نفوذ الأجهزة الأمنية الرسمية، إذ يصعب ردعهم أو الاعتراض عليهم أو اعتراضهم في نقاط التفتيش أو عندما يداهمون أي بيت أو مؤسسة حكومية. ومع أن المسؤولين في الحشد الشعبي غالبا ما يرددون أن «هيئة الحشد الشعبي مؤسسة حكومية تابعة للقائد العام للقوات المسلحة وحالها حال بقية التشكيلات الأمنية مثل مكافحة الإرهاب وغيرها»، لكن زعيم ميليشيا كتائب العباس، أوس الخفاجي غالبا ما يؤكد أن ميليشياه لا تتبع الحكومة العراقية وإنما تأخذ أوامرها من إيران مباشرة، بينما أعلن محسن الفضلي زعيم ميليشيا كتائب خراسان أن «كتائب خراسان تتبع مباشرة ولي الفقيه ولا تتلقى أي أوامر من الحكومة العراقية».
من جهته يؤكد النائب حامد المطلك، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لـ«الشرق الأوسط» أن» الميلشيات المسلحة التي تعمل خارج القانون تتمتع بنفوذ واسع أكثر مما تتمتع به الأجهزة الأمنية الحكومية»، مشيرا إلى أن «تسليحها أفضل بكثير من تسليح القوات الأمنية»، مطالبا بأن ينحصر السلاح بأيدي الحكومة».
وأضاف المطلك لـ«الشرق الأوسط» قائلا إن «الحشد الشعبي ارتكبوا انتهاكات كبيرة ضد المدنيين في الصقلاوية وجرف الصخر والفلوجة، وحتى اليوم هناك مئات المعتقلين من أبناء الفلوجة لدى الحشد الشعبي دون معرفة الأسباب».
في شوارع بغداد تجول سيارات ذات الدفع الرباعي وبداخلها مسلحون لا يحملون أي أوراق ثبوتية رسمية وتحمل سياراتهم لوحات كتب عليها «عصائب أهل الحق» و«الحشد الشعبي»، وهؤلاء لا يخضعون للتفتيش في النقاط الأمنية، وإذا ما اعترضتهم نقطة سيطرة أمنية فإنهم يقومون بالاعتداء على ضباطها أو عناصرها أو اعتقالهم وقيادتهم لجهة مجهولة.
ويقول المحامي حسام يعقوب «منذ أكثر من عامين وأنا أبحث عن مخطوفين تم اقتيادهم من بيوتهم وأماكن عملهم من قبل ميلشيات مسلحة غير حكومية، ولم أتلق أي دعم من أي جهة أمنية حكومية كونهم يعرفون أن من اختطفهم هي ميلشيات الحشد الشعبي».
وأضاف يعقوب قائلا لـ«الشرق الأوسط»، «صار اليوم أي جهة أو عصابة أو أفراد يرتدون الخاكي ويضعون شارة الحشد الشعبي ويتصرفون كجهة أمنية لها نفوذها دون أن يعترضها أحد»، وذكر أن «ثمة شابا أطلق على نفسه الباقري النجفي وأطلق لحيته ومعه بعض الأفراد ظهر في الشوارع العامة ببغداد وهو يحمل مسدسه بينما الأفراد الذين معه يحملون بنادق الكلاشينكوف وادعى أنه من الحشد الشعبي»، مشيرا إلى أن «الباقري هذا قام بزيارة وزارة الداخلية والتقى المسؤولين الأمنيين فيها كما التقى عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي وزار كليات تابعة لجامعة بغداد مدعيا أنه مدعوم من إيران، وبعد يومين ظهرت امرأة اسمها إنعام بدر السويعيدي باعتبارها قائدة قوات مسلم بن عقيل وادعت أنها تتبع الحشد الشعبي».
«حزب الله» العراق يواصل اختطاف أكثر من 2500 بينهم نساء وأطفال في الرزازة
مسؤول عراقي: رئيس الوزراء تجاهل المطالب ببحث مصيرهم بحجة أن البلد مشغول بمحاربة «داعش»
«حزب الله» العراق يواصل اختطاف أكثر من 2500 بينهم نساء وأطفال في الرزازة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة