شبح الإفلاس يهدد «المركزي اليمني».. وإضرابات لموظفين حكوميين في صنعاء

مظاهر الثراء الفاحش بدت على قادة الانقلاب وأفراد الميليشيات

شبح الإفلاس يهدد «المركزي اليمني».. وإضرابات لموظفين حكوميين في صنعاء
TT

شبح الإفلاس يهدد «المركزي اليمني».. وإضرابات لموظفين حكوميين في صنعاء

شبح الإفلاس يهدد «المركزي اليمني».. وإضرابات لموظفين حكوميين في صنعاء

يواجه البنك المركزي اليمني، ومقره الرئيسي في صنعاء، شبح الإفلاس بعد أن عجز عن الإيفاء بالتزاماته المالية ودفع المرتبات الشهرية، عقب استنزاف الاحتياطي النقدي للبنك من العملات الأجنبية التي تصل إلى زهاء 5 مليارات دولار خلال العام المنصرم، كـ «مجهود حربي»، إلى جانب استنزاف الإيرادات.
وقد بدأ موظفو وعمال عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية إضرابات في صنعاء، بعد أن أعاد البنك المركزي الشيكات الخاصة بالمرتبات لعدد من المؤسسات الحكومية لشهر أغسطس (آب) الحالي. وبين الوزارات والمؤسسات التي أضرب موظفوها وعمالها، وزارتا المالية والاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الطيران والإرصاد الجوي ومؤسسة الكهرباء العامة. وتوقع مراقبون أن تتسع دائرة الإضرابات في مؤسسات الدولة، التي تخضع لسيطرة الانقلابيين في صنعاء، لتشمل كافة تلك المؤسسات. ويبني المراقبون توقعاتهم على ممارسات الانقلابيين خلال الفترة الماضية، حيث قام الانقلابيون بإيقاف صرف العلاوات والحوافز المالية لموظفي الدولة في معظم القطاعات، كما أوقفوا الميزانيات التشغيلية لمعظم مؤسسات الدولة، وأبقوا على المرتبات الأساسية، التي بدورها تعرضت للتوقف هذا الشهر، جراء انعدام السيولة النقدية لدى البنك لتغطية بند المرتبات.
وبحسب مصادر في صنعاء، فقد تلقى البنك المركزي توجيهات من الانقلابيين بتوجيه معظم الإيرادات والأموال المتوفرة إلى ميزانيات وزارتي الدفاع والداخلية، بمعنى آخر تحويلها إلى ما يسمى «المجهود الحربي»، وتوزيع ما تبقى من أموال على بقية مؤسسات الدولة.
وكانت الحكومة اليمنية، بدأت محاصرة الانقلابيين ماليا عبر قرار لرئيس مجلس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، بوقف التعامل مع البنك المركزي في صنعاء، الذي استمرت الحكومة في التعامل معه طوال الفترة الماضية في ضوء «الهدنة الاقتصادية» التي أوجدتها الدول الغربية منذ اندلاع الحرب، خشية انهيار الاقتصاد اليمني. وجاء قرار الحكومة اليمنية، بعد معلومات عن قيام الانقلابيين بإقالة عضوين في مجلس إدارة البنك المركزي والإتيان بعضوين آخرين مواليين للانقلاب، غير أن المراقبين يعتقدون أن لقرار وقف التعامل مع البنك أسبابا وحيثيات كثيرة، أبرزها استمرار استخدام الانقلابيين أموال البنك في تمويل الحرب ضد اليمنيين.
وفي سياق إفلاس البنك المركزي بصنعاء، ذكر خبراء اقتصاديون يمنيون أن إدارة البنك لجأت إلى الاقتراض الداخلي والسحب على المكشوف من البنوك المحلية، وسط أصوات مطالبة للبنوك بعدم الموافقة على هذه الإجراءات؛ خصوصا بعد فك الحكومة اليمنية ارتباطها بالبنك المركزي، وإيقاف كثير من مهامه الرسمية، وبعد أن بدأت بعض فروع البنك في المحافظات المحررة في فك ارتباطها وعدم إرسال الإيرادات إلى المركز الرئيسي. فضلا عن أن الحكومة اليمنية بدأت في تصدير النفط وتحصيل الإيرادات إلى حسابات حكومية خاصة، إذ تعد المحافظات المنتجة للنفط (حضرموت، ومأرب، وشبوة) من المحافظات المحررة، والخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
ويعيش اليمنيون أوضاعا اقتصادية صعبة جراء الانقلاب على الشرعية ومؤسسات الدولة، فقد ذكرت منظمات إنسانية مؤخرا أن أكثر من 21 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر، إلى جانب نزوح أكثر من 3 ملايين مواطن جراء الحرب، في الداخل والخارج. في المقابل، تشير المعلومات إلى طفرة مالية غير اعتيادية وثراء فاحش ظهر على قادة الانقلاب، من صفوف ومراتب عدة منذ الانقلاب، سواء عبر نهب مؤسسات الدولة، التي عين الحوثيون عليها مشرفين من جانبهم لإدارة شؤونها، أو عبر تجارة السوق السوداء التي راجت خلال قرابة عامين، خصوصا في تجارة المشتقات النفطية و«تجارة الاعتقالات»، حيث اعتقلوا عشرات الآلاف من المواطنين والنشطاء، ثم يواصلون الإفراج عن كثير منهم مقابل مبالغ مالية طائلة. ويهتم الانقلابيون باعتقال فئات التجار ورجال الأعمال الذين توجه إليهم «تهم» تتعلق بالارتباط بالشرعية، هذا فضلا عن عمليات النهب والسلب المباشرة، التي وثقتها كثير من المنظمات المحلية ووسائل الإعلام، والمتمثلة في اقتحام المنازل والشركات تحت مبررات البحث عن مطلوبين وأسلحة، والسطو على الأموال والمقتنيات لدى المواطنين. ووصلت هذه العمليات إلى حد قتل كثير من المواطنين داخل منازلهم وأمام أسرهم ونهب المحتويات، وفي حالات كثيرة سجّل نهب معامل ومصانع بكامل معداتها ونقلها إلى المناطق التي ينتمي إليها عناصر الميليشيات الذين ينفذون عمليات الاقتحام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.