على هؤلاء الذين يعتبرون فينغر شديد البخل أن يتذكروا الماضي

قبل 20 عامًا مضت.. كان مدرب آرسنال ينفق ببذخ شديد في سوق الانتقالات

فينغر يتوسط مارك أوفرمارس وإيمانويل بيتي عندما كان ينفق ببذخ («الشرق الأوسط»)
فينغر يتوسط مارك أوفرمارس وإيمانويل بيتي عندما كان ينفق ببذخ («الشرق الأوسط»)
TT

على هؤلاء الذين يعتبرون فينغر شديد البخل أن يتذكروا الماضي

فينغر يتوسط مارك أوفرمارس وإيمانويل بيتي عندما كان ينفق ببذخ («الشرق الأوسط»)
فينغر يتوسط مارك أوفرمارس وإيمانويل بيتي عندما كان ينفق ببذخ («الشرق الأوسط»)

عند لحظة ما في ملعب الإمارات مساء الأحد الماضي، كان أرسين فينغر على موعد مع عاصفة من الماضي. كان أليكس مانينغر، حارس المرمى النمساوي صاحب الـ39 عاما، والذي كان وقع قبل عقدين لآرسنال كوجه جديد صاعد، كان ضمن قائمة لاعبي ليفربول. وإذا كان لهما أن يسرقا لحظات للعودة إلى الذكريات، فسيتذكران تجربة جمعتهما معا.
ويعود هذا إلى صيف 1997، عندما تعاقد فينغر مع الحارس الصاعد، مانينغر، فيما كان فصلا مميزا في مسيرته نحو بناء الفرق. في ذلك الوقت كان مدرب آرسنال يتمتع بسخاء مالي مشهود لاستخدامه في سوق الانتقالات. تعاقد مع 7 لاعبين في مراكز متنوعة. وكان من بين هؤلاء اثنان أصبحا على الفور من أعمدة الفريق الرئيسية - الجناح الطائر، والهداف مارك أوفرمارس، ولاعب الوسط صاحب الحضور والتمريرات الأنيقة في وسط الملعب، إيمانويل بيتي. كان من المنضمين الجدد لاعبون رائعون، وآخرون مفيدون، وواحد - وهو الأقل لفتا للأنظار، ألبرتو مينديز - كان منسيا. وهذه هي طبيعة الانتقالات، فهي لا تحترم الأموال التي يتم إنفاقها، وكل صفقة تعتبر بمثابة مغامرة في حد ذاتها. ولطالما كانت كذلك.
وسبب العودة إلى الذكريات بشأن الإنفاق العظيم في عام 1997، هو أن يتذكر أولئك الذين يعتبرون فينغر وجها جامدا وشديد البخل في سوق الانتقالات الحديث، بأنه سبق وأن تعامل بطريقة مختلفة تماما مع مسألة الإنفاق على استقدام اللاعبين. كان ناجحا للغاية أيضًا. وكان هذا التدفق المالي - خلال أول صيف تحت قيادة فينغر، كمدرب لآرسنال – مؤثرا في تطور الفريق سريعا وبشكل جذري بما فيه الكفاية ليفوز على الفور بالثنائية، الدوري وكأس الاتحاد. واستعان فينغر بحارسه الشاب مانينغر الذي كان بديلا رائعا ل ديفيد سيمان في عدد من الأسابيع الحاسمة.
لكن في هذه الأيام لدى فينغر رؤية مختلفة حول تأثير الصفقات الكثيرة. في 1997، احتاج لهذه التعاقدات لتسريع وتيرة التغيير في ثقافة الفريق وخفض متوسط أعمار اللاعبين في فريق كان يحتاج لتجديد دماء. واليوم، وبعد مرور 19 عاما، وحيث يتعرض لإزعاج من الأصوات التي تنتقد نشاطه المتواضع على مستوى التعاقدات، بالمقارنة بما يجري في قطبي مانشستر يونايتد وسيتي، أصبح الفرنسي يعتنق نظرية جديدة. يقول فينغر بهدوء: «إذا أردت أن تسعد الجميع، فما عليك إلا أن تشتري 20 لاعبا وسيكون كل الناس مفعمين بالأمل حتى تنطلق أول مباراة، وسنعود عندئذ إلى أرض الواقع».
يقاوم فينغر فكرة أن الوجوه الجديدة مطلوبة لأجل التغيير وإعطاء دفعة جديدة للفريق. ويقول: «الحيوية لا تجعلك تفوز بالمباريات. إن ما يجعلك تفوز بالمباريات هو نوعية الأداء الذي تقدمه، ونوعية كرة القدم التي تلعبها. عليك أن تركز على هذا فقط. وهذا صعب جدا في كرة القدم الحديثة. هناك دائما مطالبة بالجديد - لكن الجديد كل ما فيه أنه جديد. بعد 6 أشهر لن يصبح جديدا بعد. والحل ليس التخلص من اللاعبين في كل مرة لا تفوز فيها، ليس هذا هو أفضل طريقة للفوز».
ومن المفترض أن يكسبه تردده في شراء أبرز المواهب الجديدة، تعاطف المشجعين إذا كان هناك مزيد من الثقة في نفس المجموعة القديمة. يبدو تشكيل فريق آرسنال مألوفا وهو يتوجه لخوض المباريات الأولى في الموسم الجديد (ويعني هذا إمكانية وجود ثغرات معروفة). تعاقد فينغر مع غرانيت شاكا لدعم وسط الملعب، والمدافع الشاب روب هولدينغ، الذي تمت الاستعانة به ضد ليفربول بالنظر إلى عدم إمكانية الدفع بلاعبي قلب الدفاع الثلاثة الكبار. ضم كذلك المهاجم الياباني تاكوما أسانو، لكنه لا يحمل تصريح عمل وقد يضطر النادي لإعارته، هل هذا كاف؟
يتمتع الفريق بخيارات كثيرة في وسط الملعب، لكن يظل يعاني مع مركزين مهمين، نتيجة للإصابات الطويلة، مركزي قلب الهجوم وقلب الدفاع، وبهذا بدأ آرسنال الموسم من دون قوته الكاملة. الخيارات واضحة: أن يشتري أو يلجأ للحلول المؤقتة. وبينما يردد فينغر عباراته المعتادة بأنه سيلجأ لسوق الانتقالات متى ظهر لاعب استثنائي، فإنه يضع ثقته في المجموعة التي لديه بالفعل.
إن الحصول على صفقات تعد بالنجاح والتألق المضمون ليس بالأمر السهل، ومن ثم فهو يضع آماله على اللاعبين الذين يعرف أنهم ينضجون ولديهم المزيد ليقدموه. يقول: «كلاعب يتسرب إليك الشعور بأنك قادر على التحسن، وتشعر بقدرتك على الفوز بمساعدة الآخرين، ويمكنك مشاركة الأشياء مع الناس الذين يعيشون في النادي. الشيء الجديد يصنع الأخبار، وبخلاف هذا كل ما يصنعه هو الضوضاء. وليس بالضرورة أن تؤدي الضوضاء إلى الجودة».
إذن آرسنال يلعب بأليكسيس سانشيز، الذي سيقود الهجوم، وهو مركز لم يلعب فيه بانتظام. وبسؤاله إذا ما كان الفريق لا يزال يحتاج لقلب هجوم آخر لرفع العبء عن أوليفييه جيرو، رد فينغر ببساطة: «لدينا سانشيز. ولدينا والكوت».
سيكون هناك ثنائي مؤقت أيضا في الدفاع. سيكون هولدينغ أو كالوم تشامبرز - وربما الاثنان - تحت الأضواء. يقول فينغر: «كل اللاعبين، بصرف النظر عن أسمائهم الكبيرة، بدأوا في مرحلة ما وهم يخططون للعب في المستوى الأول. واللعب في المستوى الأول يتعلق بالتشبث بالفرص. عندما تحصل عليها، عليك أن تكون جاهزا».
يشعر فينغر بأنه مستعد. أنهى آرسنال الموسم الماضي في المركز الثاني، ومن الواضح تماما أن فريقه يحتاج إلى التحسن. يحتاج لأن يكون أكثر شراسة على المرمى. لم ينجح سوى جيرو (16 هدفا) وسانشيز (13 هدفا) في تخطي حاجز العشرة أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) الموسم الماضي. أفضل لاعب يليهما على هذه القائمة مسعود أوزيل (6 أهداف).
يقول فينغر: «هذا من الأمور التي لم يكن أداؤنا فيها يتسم بالفعالية في الموسم الماضي. كنا أفضل فريق من حيث خلق الفرص. وكنا أفضل فريق من حيث نوعية الفرص التي أتيحت في الثلث الأخير. لكن لم نكن في أفضل مستوياتنا في إنهاء الهجمات وهذا هو ما نسعى لتحسينه».
يعتبر فينغر تحقيق المركز الثاني في الموسم الماضي، خلف ليستر سيتي، على رغم نجاح فريقه في هزيمة البطل مرتين، فرصة ضائعة. ولا يستطيع مغالبة التفكير في أن فريق كلاوديو رانييري حصل على 11 ركلة جزاء بينما حصل آرسنال على اثنتين فقط، وهو ما قد يمثل إشارة إلى الحكام هذا الموسم، قبل أن يضحك قائلا بأن فريقه كان يجب أن يحصل على 25 ركلة جزاء. ومع هذا، يظل الموسم الماضي فرصة ضائعة بالنسبة له، ويقول: «هذا شيء لا أنساه أبدا. تعيش ما تبقى من حياتك وأنت تذكر ما ضاع منك. لكن أمامك التحدي الجديد وهو الأهم».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».