تألق السومة ونجاح غوميز يعيدان الاطمئنان للمدرج الأخضر

البعض خشي على بطل الدوري من رياح التغيير في الموسم الجديد

السومة حاملًا كأس السوبر السعودية (المركز الإعلامي بالنادي الأهلي)
السومة حاملًا كأس السوبر السعودية (المركز الإعلامي بالنادي الأهلي)
TT

تألق السومة ونجاح غوميز يعيدان الاطمئنان للمدرج الأخضر

السومة حاملًا كأس السوبر السعودية (المركز الإعلامي بالنادي الأهلي)
السومة حاملًا كأس السوبر السعودية (المركز الإعلامي بالنادي الأهلي)

بعد تحقيق الأهلي بطولة دوري المحترفين السعودي، ومن ثم كأس الملك في الموسم الماضي، طرأت تغييرات فنية عدة على الفريق وخشي أنصاره من أن تؤثر على مسيرته، لكن تحقيق لقب السوبر أشاع الارتياح والاطمئنان في المدرج الأخضر مع انطلاق منافسات الموسم الجديد.
وكان المدرب السويسري، غروس، رحل عن الفريق مع نهاية الموسم، ولحق به المدافع أسامة هوساوي، الذي كان يشكل ركيزة أساسية في قلب دفاع الفريق الأخضر، وبعدها لحق بهم الإداري طارق كيال الرجل الصارم الذي أعاد للفريق توازنه في منتصف الموسم المنصرم ويدين له كثيرون من عشاق الفريق بالفضل في تحقيق اللقبين.
ورغم الصدمات التي استقبلها أنصار الفريق الأخضر تباعا وكادت أن تفسد شيئا من أفراحهم بالثنائية التاريخية، فإن إدارة الرئيس مساعد الزويهري كانت تعمل بصورة صارمة من أجل الحفاظ على استقرار الفريق وهو الهدف الذي كان يبحث عنه قائد الكيان الأخضر.
وأعلن الأهلي تعاقده مع البرتغالي غوميز بتوصية من مدربه السابق وعراب إنجازاته، السويسري غروس، وذلك بعدما قدم الأول عروضا فنية مميزة مع فريق التعاون الذي احتل المركز الرابع في لائحة ترتيب الدوري، وأبرم تعاقده أيضا مع نجم فريق الوحدة، علي عواجي، إضافة إلى البرازيلي لويز كارلوس بديلا لمواطنه ماركينهو لاعب خط الوسط الذي يقدم ما يشفع له بالبقاء موسما إضافيا.
«الثلاثية التاريخية» كانت حلما يراود أنصار وإداريي النادي الأهلي، فنجاح الفريق في معانقة لقب السوبر السعودية سيمنحه الأولوية في اقتناص الثلاثية التي لن تغيب عن ذاكرة مشجعيه ومتابعي كرة القدم السعودية.
فمنذ انطلاقة بطولة كأس الملك بشكلها الجديد في العام 2008، لم يتمكن أي فريق من فرق الدوري طلية المواسم الثمانية الماضية من ضم لقب الدوري إلى كأس الملك، إلا أن الأهلي تمكن من فعل ذلك، بل زاد عليها بتحقيق لقب كأس السوبر ليحقق إنجازا لم يسبقه أحد إليه.
نجاح فريق الأهلي في اقتناص لقب كأس السوبر من أمام منافسه الأبرز منذ الموسم الماضي، فريق الهلال، يقودنا للتوقف في كثير من المحطات المهمة التي تستحق إلقاء الضوء حولها والحديث بتفاصيل موسعة.
وإن كان كعب الهلال عاليا على نظيره فريق الأهلي في السنوات الماضية التي شهدت تميزا أزرق في المواجهات المباشرة بينهما في جميع البطولات، فإن ما فعله فريق الأهلي في الموسم الماضي أمام نظيره الهلال أمر لم يكن عاديا، ففي آخر ثلاث مواجهات جمعت بينهما كان الانتصار فيها من نصيب فريق الأهلي.
وفي جدة نجح الأهلي بتحقيق الفوز على نظيره الهلال في مواجهة ملعب (الجوهرة المشعة) التي حسم معها أصحاب القمصان الخضر لقب بطولة الدوري، وبعدها بأيام قليلة يعود الفريقان للالتقاء مجددا في العاصمة الرياض في نصف نهائي كأس الملك لينجح الأهلي بتحقيق الفوز أيضا ويقصي مستضيفه الهلال من البطولة، قبل أن يواصل تميزه في مباراة كأس السوبر أول من أمس.
وتتابعت انتصارات الأهلي في ثلاث مباريات من مواجهاته المباشرة أمام الهلال أمر لم يكن يحدث كثيرًا، حيث يعود آخر انتصار مماثل فعله الأهلي في العام 2004 الذي بدا فيه كعبه عاليا، بعدما نجح في تحقيق الفوز في ثلاث مباريات ضمن منافسات دوري المحترفين السعودي، أحدها كانت في المربع الذهبي وكسبها الأهلي بخماسية مقابل هدف.
وأكدت مواجهة كأس السوبر السعودية التي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن على ملعب كرافين كوتاج، الذي تعود ملكيته لنادي فولهام الإنجليزي، أن حارس مرمى الفريق ياسر المسيليم بات رقما صعبا في خريطة الفريق الأخضر ونجح في العودة لميدان النجومية بعد سنوات من الغياب.
المسيليم الذي يدين له الأهلاويون بالفضل في تحقيق لقب كأس السوبر بعدما تصدى لركلتي الجزاء اللتان نفذهما لاعبا الهلال أسامة هوساوي، وعبد المجيد الرويلي، كان مبتعدا عن القائمة الأساسية لفريقه في السنوات الماضية، حيث ظل في مقاعد البدلاء احتياطيا للحارس الأساسي عبد الله المعيوف منذ موسم 2012 - 2013.
وفي صيف الموسم الماضي لم ينضم الحارس الأساسي عبد الله المعيوف لمعسكر فريقه الإعدادي لأسباب عائلية كادت أن تنهي مشواره في الملاعب، ليمنح السويسري غروس الثقة للحارس ياسر المسيليم الذي كان أحد نجوم المنتخب السعودي في كأس آسيا 2007 التي حل فيها الأخضر وصيفا لمنتخب العراق الذي كسب المباراة النهائية.
وكانت ثقة السويسري غروس في محلها بعدما تمكن المسيليم من تقديم موسم مميز تفوق فيه بأرقامه على نظيره المعيوف في الموسم الذي قبله، حيث ولجت شباك الأهلي التي يذود عنها المسيليم في الموسم الماضي 21 هدفا مقابل 22 هدفا في الموسم الذي قبله، في حين كانت أكثر مدة حافظ فيها المسيليم على شباكه من الأهداف 339 دقيقة مقابل 254 دقيقة في عهد الحارس عبد الله المعيوف، وذلك وفقا لأرقام موقع إحصائيات رابطة دوري المحترفين السعودي.
ونجح المهاجم السوري عمر السومة في مواصلة تسجيله الأهداف الحاسمة، كما كان هدفه في شباك عبد الله المعيوف، الذي منح فريقه الأهلي التعادل بعدما كان الهلال متقدما بهدف محمد البريك ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح وينجح الأهلي في حسم اللقب بجزائية عمر السومة.
وبات عمر السومة رقما صعبا في خريطة الفريق الأهلاوي الذي أعلن قبل بدء الموسم الحالي عن تجديد عقد اللاعب لمدة خمس سنوات مقبلة، حيث يواصل لاعب القادسية الكويتي السابق مسيرته المميزة في صفوف فريق الأهلي الذي سجل له في الموسم المنصرم 27 هدفا ببطولة الدوري فقط وتوج معه بجائزة هداف الدوري، ويدين له الأهلاويون بالفضل كثيرا، لكونه أحد الأسماء المهمة في تحقيق هذه الثلاثية التاريخية.
ونجح البرتغالي غوميز في اختباره الأول مع فريق الأهلي الذي حل فيه بديلا للسويسري غروس، الذي فضل الرحيل على البقاء بعدما قاد فريقه إلى تحقيق لقب الدوري وكأس الملك، حيث تعاقدت إدارة مساعد الزويهري مع غوميز الذي كان يقود فريق التعاون في الموسم الماضي بتوصية من غروس.
وتمكن غوميز من تحقيق لقب كأس السوبر مع فريقه الجديد الأهلي، وهو الأمر الذي سيمنحه دفعة معنوية قبل أيام قليلة من انطلاقة دوري المحترفين السعودي، حيث ستتجه الأنظار إلى الفريق الذي يقوده من أجل الدفاع والحفاظ على لقبه الذي حققه في الموسم المنصرم بعد سنوات من الغياب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».