حكومة إقليم كردستان تحذر من استغلال المناسبات «الأليمة» في الحملة الانتخابية

اتخذت إجراءات مشددة لمراقبة أداء الأحزاب والكتل السياسية

حكومة إقليم كردستان تحذر من استغلال المناسبات «الأليمة» في الحملة الانتخابية
TT

حكومة إقليم كردستان تحذر من استغلال المناسبات «الأليمة» في الحملة الانتخابية

حكومة إقليم كردستان تحذر من استغلال المناسبات «الأليمة» في الحملة الانتخابية

حذرت وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم كردستان العراق مرشحي الكيانات السياسية والأحزاب في الإقليم لانتخابات مجلس النواب العراقي ومجالس محافظات الإقليم، من «استغلال أسماء الشهداء واستذكار المناسبات الأليمة والمتعلقة بما جرى ضد الشعب الكردي من قصف بالأسلحة المحرمة دوليا وجرائم أخرى ضده، لغرض الترويج لقائمة معينة أو أشخاص معينين خلال الحملة الانتخابية».
وأكد المتحدث الرسمي للوزارة فؤاد عثمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة ارتأت تحذير القوائم الانتخابية والمرشحين من استغلال المناسبات في الدعاية الانتخابية؛ «كون هذه المناسبات تحمل طابعا وطنيا وقوميا دون أن تكون لها أي صبغة حزبية ضيقة».
وطلب عثمان مرشحي الانتخابات والمؤسسات الإعلامية عدم استغلال التجمعات الجماهيرية التي تستذكر المناسبات الأليمة للدعاية لقائمة معينة أو مرشح معين؛ لأن استذكار الشهداء والأحداث الأليمة التي مرت بالإقليم هي أكبر بكثير من هذه المسألة.
وبين عثمان أن شهر أبريل (نيسان) يحتوي على الكثير من المناسبات الحزينة، ومنها «ذكرى قصف منطقة باليسان وشي وسانان وقلعة دزة بالأسلحة الكيميائية، ويوم شهيد الجامعة في الإقليم».
من جهة أخرى، منعت محافظة أربيل «الاحتفاء بالمرشحين والقوائم الحزبية المشاركة في العمليتين الانتخابيتين عن طريق تجمعات السيارات في المناطق العامة والشوارع المزدحمة بالناس تفاديا لأي خطر من الممكن أن يحصل أثناء هذه التجمعات».
وأكد نائب محافظ أربيل طاهر عبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة الأمنية المشرفة على العملية الانتخابية التي يترأسها «منعت كل الحملات التي من الممكن أن تكون خطرا على المواطنين في مدينة أربيل».
وبين عبد الله أن المحافظة أكدت على تمسكها بتعليمات المفوضية في كل ما يتعلق بالدعاية الانتخابية، موضحا أن منع تجمع السيارات كان قرارا اتخذ بالإجماع بين جميع الجهات المختصة: «المحافظة والمؤسسات الأمنية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية»، مشيرا إلى أن «قرارات اللجنة الأمنية المختصة بحماية المواطنين في أيام الدعاية الانتخابية وفي يوم الاقتراع قرارات صارمة، ويجب على جميع القوائم والمرشحين الالتزام بها، وأن من يثبت عليه عدم الالتزام بما نصت عليه اللجنة سيعاقب من أي قائمة كان».
وكشف عبد الله أن غرفة خاصة للعمليات ستكون جاهزة للعمل في وقت قصير؛ «لمتابعة تنفيذ تعليمات اللجنة الأمنية والمفوضية»، مؤكدا على أن «اللجنة منعت أيضا استغلال الأماكن العامة والتي يؤمها المواطنون للترويج لقائمة معينة أو حزب أو مرشح معين».
وقد امتلأت الشوارع وجسور العبور والجدران في مدن الإقليم المختلفة «بصور وملصقات المرشحين من جميع القوائم والأحزاب، حيث سيستمر تعليقها حتى الموعد المحدد من قبل المفوضية لانتهاء الحملات الانتخابية للأحزاب المشاركة في انتخابات مجلس النواب العراقي ومجالس محافظات إقليم كردستان العراق».
وأكد هندرين محمد رئيس مكتب أربيل للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات «أن المفوضية لم تفرض حتى الآن أي عقوبات على أي كتلة انتخابية ولم يجر تسجيل أي خروقات»، مطالبا «القوائم والكتل السياسية بعدم تجاوز تعليمات المفوضية والسير في الحملة الانتخابية من دون أي مشكلات».
وبين محمد في تصريحات صحافية في أربيل «أن الحملات الانتخابية لمجالس محافظات الإقليم ستنتهي قبل ثمانية وأربعين ساعة من يوم الاقتراع، بينما سينتهي الموعد بالنسبة لانتخابات مجلس النواب العراقي قبل أربعة وعشرين ساعة من بدء العملية».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.