أكدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أن تقدم قوات المعارضة في حلب، أسهم في تغيير إيجابي في شكل الأزمة السورية، وغيّر شكل المعادلة السياسية، مشددة على أن مشاركتها في المشاورات السورية التي من المفترض أن تعقد بناء على دعوة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا نهاية الشهر الحالي، مرهونة باحترام القرارات الأممية وتنفيذها فورًا.
وذكر منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة لم تحدد موعدًا لاجتماعاتها في الرياض لمناقشة استئناف المشاورات؛ «إذ إن ذلك سيكون مرهونًا بالتطورات العسكرية التي تجري في حلب». وتابع: «من المفترض أن يدعو المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لاجتماع في نهاية شهر أغسطس (آب) الحالي، لكن في ظل التطورات الأخيرة من الصعب التكهن بأي موعد لاستئناف المشاورات».
وحول التطورات الأخيرة التي حققتها المعارضة وتحديدًا في حلب، وما إذا كانت ستؤثر في مسار العملية السياسية، قال ماخوس: «التقدم الذي أحرزه الثوار في حلب يمثل اختراقًا جديدًا أسهم في تغيير الأوضاع بشكل غير مسبوق، وتغيير شكل المعادلة سياسيًا، وسيواصل الثوار استكمال العمليات، وهم بصدد محاصرة الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام».
وأشار إلى أن الهيئة على تواصل مستمر للدخول في جولة جديدة من المشاورات، بعد تعليقها قبل نحو ثلاثة أشهر؛ بسبب عدم تنفيذ النظام السوري قرارات مجلس الأمن في ما يتعلق برفع الحصار عن بعض المناطق، ودخول المساعدات الإنسانية، وعدم إطلاق سراح المعتقلين، واحترام وقف العمليات العدائية.
وأكد ماخوس أن الهيئة العليا للمفاوضات لا تعطي اشتراطات مسبقة قبل استئناف أي مشاورات جديدة، بل تطلب احترام القرارات الأممية والدولية، خصوصًا القرارين «2254» و«2268» في ما يتعلق بوقف العمليات العدائية.
وأشار المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات إلى أن «الهيئة على استعداد للاستمرار في العملية التفاوضية، بأفق محدد؛ وهو إنجاز عملية الانتقال السياسي وفق المعايير التي وضعتها المعارضة بشكل عام والهيئة العليا للمفاوضات».
إلى ذلك، كشف محمد علوش عضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية، رئيس الهيئة الاستشارية في «جيش الإسلام»، أن «عمليات تحرير حلب تحكمها وتفرضها عوامل الميدان، والمتغيرات العسكرية، والإمكانات الموجودة عند الثوار، وإمكانات القوات المعتدية عليهم».
وأضاف علوش لـ«الشرق الأوسط» في إطار شرحه الخطط المقبلة بعد عمليات التحرير بشكل كامل لحلب، أن المعارضة تعتزم تشكيل جبهة دائمة من آلاف المقاتلين للرد على أي تصعيد محتمل من النظام وداعميه، لافتًا في السياق ذاته إلى أن «جيش الإسلام» يعمل على محور الريف الجنوبي لحلب؛ «حيث شارك في تحرير الجمعيات، ومشروع (1070)، وكلية المدفعية، والراموسة».
وتابع علوش: «(جيش الإسلام) عمل على محورين من داخل حلب ومن خارجها، وتحديدًا من الريف الجنوبي، بداية من الريف الجنوبي؛ إذ شارك في تحرير الجمعيات، وكلية المدفعية، والكتيبة الفنية، والراموسة، وانطلاقًا من داخل مدينة حلب، وبعد فك الحصار، تمكن (جيش الإسلام) من تحرير كل من معمل البرغل، ومعمل السماد، ومعمل سكانيا، ومعمل الغاز».
وفي السياق ذاته، ذكر حذيفة الحسن، عضو الجناح السياسي لـ«حركة أحرار الشام»، لـ«الشرق الأوسط»، أن «معارك حلب ستستمر حتى تحريرها بشكل كامل من النظام وزمرته»، مشيرًا إلى خطط وضعتها الفصائل الثورية بشأن إدارة العمليات المشتركة، منوها بعمليات عسكرية أخرى لم تبدأ بعد.
وفضّل الحسن، عدم الكشف عن حجم التعزيزات التي ستصل إلى حلب، وذلك «لأسباب عسكرية»، مؤكدًا أن الفصائل الثورية ستعلن عن الأرقام والتعزيزات لأي عمل عسكري جديد.
المعارضة السورية: يصعب التكهن باستئناف المشاورات في ظل التطورات الأخيرة
علوش لـ«الشرق الأوسط»: تشكيل جبهة دائمة للرد على أي تصعيد محتمل من النظام
المعارضة السورية: يصعب التكهن باستئناف المشاورات في ظل التطورات الأخيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة