اليمن: مقتل ضابط وثمانية جنود في هجوم جديد بحضرموت

مجهول يلقي قنبلة على حافلة ركاب مدنية في عدن

اليمن: مقتل ضابط وثمانية جنود في هجوم جديد بحضرموت
TT

اليمن: مقتل ضابط وثمانية جنود في هجوم جديد بحضرموت

اليمن: مقتل ضابط وثمانية جنود في هجوم جديد بحضرموت

لقي ضابط يمني وثمانية جنود، أمس، مصرعهم في هجوم جديد استهدفهم في محافظة حضرموت بجنوب شرقي اليمن، في الوقت الذي استهدف فيه مجهولون حافلة للركاب بقنبلة في عدن.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» في حضرموت إن مسلحين يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة هاجموا نقطة هينون بمديرية القطن بمحافظة حضرموت التابعة للواء العسكري 37، الأمر الذي أدى إلى مقتل قائد النقطة وثمانية جنود آخرين. وتشير المصادر إلى أن المهاجمين لاذوا بالفرار عقب الهجوم الذي يأتي في إطار سلسلة الهجمات التي تستهدف النقاط الأمنية وقيادات المعسكرات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات. وتعد حضرموت من أكثر المحافظات اليمنية التي تشهد عمليات تستهدف الأجهزة الأمنية، إضافة إلى عمليات الاغتيالات التي تزايدت في حضرموت بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة.
وأضاف مصدر أمني لمركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن «عملية ملاحقة مرتكبي هذا العمل الإرهابي الجبان جارية ومتواصلة من قبل اللواء 37 مدرع والأجهزة الأمنية في مديرية الوادي والصحراء، فيما تم نشر الحواجز والنقاط الأمنية في الطرقات الرئيسة والفرعية بمديرية دوعن، بالتزامن مع عملية تحريات واسعة تجري في الوادي والصحراء لإلقاء القبض على العناصر الإرهابية التي نفذت الجريمة الغادرة ضد أفراد اللواء 37 في نقطة هينون».
وفي مدينة عدن، أصيب عدد من المواطنين بجراح جراء إلقاء مجهول قنبلة على حافلة في حي التواهي الذي جرت فيه عملية مهاجمة قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، وأسفر الحادث عن إصابة عدد من ركاب الحافلة من المدنيين وبينهم صحافي، حيث دانت نقابة الصحافيين اليمنيين الحادث.
وقد تركزت معظم خطب الجمعة في المساجد اليمنية على دعوات للدولة والمجتمع في اليمن للتعاون في محاربة الإرهاب والتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والتي تزايد نشاطها في الآونة الأخيرة. وأوضح الخطباء أن «الجميع مسؤولون عن أمن الوطن ومعنيون بإيقاف وصد خطر وشر المعتدين والمفسدين وكل من يحاول إقلاق السكينة العامة والسلم الاجتماعي»، وحذروا من «التقاعس في درء الفتن أو ترك المجال أمام أعداء الوطن الساعين إلى إيقاد نيران الحروب وجر أبناء الشعب إلى منحدرات الفوضى والاقتتال والويلات المدمرة والدامية التي سيعم ضررها الجميع دون استثناء».
وقد شهد اليمن خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من العمليات التي كان أبرزها الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في مدينة عدن.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».