معارك منبج تشمل 10 في المائة من المدينة.. و«داعش» يتحصّن في حي السرب

المجلس العسكري يؤكد مقتل 4 آلاف عنصر من التنظيم خلال المعركة

معارك منبج تشمل 10 في المائة من المدينة.. و«داعش» يتحصّن في حي السرب
TT

معارك منبج تشمل 10 في المائة من المدينة.. و«داعش» يتحصّن في حي السرب

معارك منبج تشمل 10 في المائة من المدينة.. و«داعش» يتحصّن في حي السرب

استمرت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وبين تنظيم داعش من جهة أخرى في مركز مدينة منبج بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب شمالي سوريا، فيما لا يزال التنظيم يحتجز آلاف المدنيين في حي السرب مستخدمًا إياهم دروعًا بشرية.
وأوضح المتحدث باسم المجلس العسكري لمنبج، شرفان درويش، أن المعارك تدور الآن على مساحة لا تتجاوز العشرة في المائة من المدينة، وتحديدًا في المربع الأمني وحي السرب، وقال لـ«الشرق الأوسط» «إن حصيلة معركة تحرير منبج التي بدأت قبل نحو شهر وعشرة أيام هي تحرير أكثر من 90 في المائة من المدينة، أي نحو 220 قرية على مساحة 1200 كلم مربع»، مؤكدًا مقتل 4 آلاف عنصر من «داعش»، وأن 2300 جثة منها لا تزال بحوزة «قوات سوريا الديمقراطية». ولفت إلى أن «داعش» عمد إلى تجميع عناصره وأسلحته في حي السرب، حيث يتحصن إلى جانب المدنيين، متخذًا إياهم دروعًا بشرية.
وبحسب ما ذكره موقع «آرا نيوز» فإن الاشتباكات اندلعت، أمس، بين الطرفين في حي الجورة، وفي مركز المدينة، وعند دوار الكرة الأرضية، كذلك في الجهة الجنوبية الشرقية والشمالية الغربية من المدينة، مع سقوط قتلى في صفوف تنظيم داعش.
كما أشارت تلك المعلومات إلى أن «عناصر تنظيم داعش محاصرون في مركز المدينة، ويستغلون المدنيين كدروع بشرية لهم في حي السرب، الذي يشكل أحد آخر معاقل التنظيم في المدينة، وسط مساندة طيران التحالف الدولي لمقاتلي مجلس منبج العسكري».
في غضون ذلك، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مصادر أهلية أن مئات العوائل لا تزال تفترش العراء في منطقة أبو قلقل التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بريف منبج الشرقي، والقريب من سد تشرين على نهر الفرات، وهو ما نفاه درويش، قائلاً «إن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة»، موضحًا «أن سكان قرية واحدة في أبو قلقل خرجوا منها قبل نحو 4 أيام، نتيجة التهديدات التي تعرضوا لها من قبل (داعش)، ووجود قريتهم على خطة المواجهات، وقد تولى المجلس المدني تأمين المسكن والطعام لهم».
وبحسب المرصد الذي نقل عن العائلات معاناتها، فإن قوات سوريا الديمقراطية طلبت من سكان هذه القرى الخروج منها، حيث خرج الأهالي من قراهم منذ فترات وصلت لبعض القرى إلى 7 أشهر، أي منذ ما بعد السيطرة على سد تشرين، مشيرة إلى أن العائلات التي تضم عشرات الأطفال وعشرات النساء تعاني أوضاعًا إنسانية صعبة، وسط نقص كبير في المواد الغذائية والظروف الصحية المناسبة.
وكان المرصد أعلن يوم السبت، أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت «من السيطرة بشكل شبه كامل» على مدينة منبج.
وقال شرفان درويش، المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري في منبج المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية، لـ«رويترز»، إن المعارك ما زالت مستمرة لكن 90 في المائة من المدينة أصبحت خالية من «داعش».
وقال المرصد: «لا تزال عمليات التمشيط مستمرة في جيوب بوسط المدينة والقسم الشمالي من مركز المدينة، حيث لا تزال عناصر التنظيم الدولة متوارين بمناطق وسط المدينة».
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، إن هناك «تقدمًا مستمرًا» في منبج، وإن التحالف سيواصل دعم قوات سوريا الديمقراطية مهما استغرقت العملية من وقت.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».