إردوغان يُحمّل أميركا المسؤولية حال هروب غولن

مذكرة توقيف ثانية بحقه وانتقادات تركية لمطالبة واشنطن بأدلة لتسليمه

إردوغان يُحمّل أميركا المسؤولية حال هروب غولن
TT

إردوغان يُحمّل أميركا المسؤولية حال هروب غولن

إردوغان يُحمّل أميركا المسؤولية حال هروب غولن

فيما أصدرت السلطات التركية مذكرة توقيف ثانية بحق الداعية فتح الله غولن؛ لاتهامه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية في حال هروبه من أراضيها.
وتتهم مذكرة الاعتقال غولن، الذي يقيم في بنسلفانيا منذ عام 1999، بأنه «أصدر الأمر بتنفيذ محاولة الانقلاب»، وتمهد لطلب رسمي من أنقرة لواشنطن بتسليم خصم إردوغان اللدود وحليفه الأقرب سابقا.
وقالت مصادر قضائية تركية إن التهم الموجهة لغولن هي «محاولة الإطاحة بحكومة الجمهورية التركية أو منعها من مزاولة مهماتها، وحرمان حرية أشخاص بشكل جبري أو تحت التهديد أو الحيلة، وارتكاب جريمة قتل، وممارسة القتل المنهجي بحق موظفي الدولة، ومحاولة القضاء على النظام الدستوري، وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة».
وهذه هي مذكرة الاعتقال الثانية بحق غولن، إذ كانت تركيا أصدرت مذكرة اعتقال في ديسمبر (كانون الأول) 2014 بتهمة «تشكيل وإدارة منظمة إرهابية مسلحة»، على خلفية تحقيقات الفساد والرشوة في ديسمبر (كانون الأول) 2013 التي تدهورت بسببها العلاقة بين إردوغان وحليفه السابق بعد اتهام وزراء وأقارب لإردوغان، الذي اعتبر هذه التحقيقات محاولة للإطاحة بحكومته.
وجدد إردوغان مطالبته الولايات المتحدة بتسليم غولن لتركيا، وقال: «سلمنا الولايات المتحدة الوثائق المطلوبة، وننتظر ما سيفعله أوباما، لقد سلمناهم سابقا الإرهابيين الذين طلبوهم، لم نقل لهم أرسلوا لنا وثائق بحقهم، والآن نقول لأميركا لا داعي لإطالة هذا الموضوع».
وقال إردوغان: «لا داعي للمبالغة بحجم غولن ودوره، فهو كشخص لا يمتلك القدرة على ترتيب كل ما حدث، هو مجرد بيدق يدار من قبل إحدى الجهات، (لم يسمها) لزعزعة الاستقرار في تركيا».
وأضاف أن الجهة التي تستغل غولن في هذه الأوقات، تستغله للتنغيص على تركيا، فهي لا تريد السماح لبلدنا أن يصبح قويا معافى، بل يودون تقسيم هذا البلد وكسر روح التضامن فيه وتمزيق وحدته الوطنية.
وحول إمكانية هروب غولن من الولايات المتحدة قال إردوغان: «إن موضوع غولن بات على عاتق الولايات المتحدة، فلو تحقق الهروب فعليا، وقتها أتساءل كيف ستبرر الولايات المتحدة ذلك؟».
ودعت أنقرة الولايات المتحدة مرارا إلى تسليمها غولن، وأرسلت مجموعتين من الوثائق إلى واشنطن منذ محاولة الانقلاب كدليل على تورطه فيه.
وكررت الحكومة الأميركية، أول من أمس، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر، أن الآلية القضائية لموضوع التسليم ستستغرق وقتا.
وقال تونر إن وزارة العدل «لا تزال تحاول تحديد ما إذا كانت الوثائق التي أرسلت تشكل طلب تسليم رسميا». وقررت السلطات التركية، أول من أمس، حبس ابن شقيق غولن، ويدعى محمد سعيد غولن، في أنقرة. وكان أودع السجن في 23 يوليو (تموز) في مدينة أرضروم شرق تركيا. واستنكر غولن المقيم في الولايات المتحدة أمر اعتقاله بتهمه بتدبير محاولة انقلاب. وقال في بيان أصدره الخميس: «إنه لشيء موثق جيدا أن نظام الحاكم في تركيا يفتقر إلى استقلال القضاء، ولهذا فإن أمر الاعتقال هذا هو مثال آخر لسعي الرئيس رجب طيب إردوغان إلى السلطوية والابتعاد عن الديمقراطية».
وبدورها أعلنت واشنطن أنها تدرس الوثائق التي قدمتها أنقرة بشأن تورط غولن في الانقلاب الفاشل. لكن صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن القيادة الأميركية تميل إلى رفض طلب تسليم الداعية غولن لأنقرة. وأرسلت تركيا 85 طردا من الوثائق إلى الولايات المتحدة، متعلقة بصلة غولن بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في تركيا مؤخرا. وكان مسؤولون أتراك من بينهم وزير الخارجية مولود تشاوويش أوغلو، حذروا من أن العلاقات مع الولايات المتحدة ستتضرر إذا امتنعت عن تسليم غولن. ودعا نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، المطالبين بأدلة على تورط غولن زعيم «الكيان الموازي» في محاولة الانقلاب الفاشلة إلى مشاهدة مبنى البرلمان ومبنى القوات الخاصة في أنقرة، اللذين تعرضا للقصف خلال المحاولة الانقلابية. وقال تعليقا على مطالبة الإدارة الأميركية أنقرة بتقديم أدلة دامغة حول تورط غولن في المحاولة الانقلابية مقابل تسليمه إلى السلطات التركية: «إن كانوا يريدون أدلة عليهم أن يروا رئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي الجنرال خلوصي أكار الذي تعرض للاحتجاز، والبرلمان الذي تعرض للقصف، ومبنى القوات الخاصة، الذي استشهد فيه 50 شخصا من أشقائنا».
وتابع: «يطالبوننا بأدلة، فلينظروا إلى أكثر من مائتي شهيد، والأجساد الممزقة، والشعب الذي التحم وتضامن في 81 ولاية ضد هؤلاء الخونة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».