قائد فيلق القدس الإيراني على أطراف الموصل لدراسة الأوضاع الميدانية

المتحدث باسم ميليشيات الحشد الشعبي: سليماني سيقود المعركة

قاسم سليماني
قاسم سليماني
TT

قائد فيلق القدس الإيراني على أطراف الموصل لدراسة الأوضاع الميدانية

قاسم سليماني
قاسم سليماني

كشف برلماني عراقي عن وصول الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إلى حدود محافظة نينوى «لغرض الاطلاع على الأوضاع هناك، ودراسة احتمالات معركة تحرير الموصل»، مشيرا إلى أن «سليماني كان قد دخل الأراضي العراقية من خلال معبر المنذرية، الفاصل بين الحدود العراقية الإيرانية من جهة محافظة ديالى، شرق العراق، وتوجه مباشرة مع عدد من مرافقيه وحماياته إلى كركوك، وصولا إلى حدود محافظة نينوى دون المرور ببغداد».
وأضاف البرلماني المنحدر من ديالى، عضو كتلة اتحاد القوى التي يتزعمها أسامة النجيفي، الذي فضل عدم نشر اسمه: «إن ضابطا عراقيا في معبر المنذرية أبلغني بأن سليماني ومرافقيه دخلوا الأراضي العراقية بسيارات رباعية الدفع، تحمل لوحات أرقام إيرانية، ومن دون أن يبرزوا جوازات سفرهم كالعادة، وإن الضابط اتصل بالجهات الأمنية المعنية، وأبلغوه بأن الجنرال الإيراني مسموح له بالدخول للأراضي العراقية بلا جواز سفر، كونه مستشارا لدي الحكومة العراقية»، وتابع البرلماني: «أبلغني الضابط ذاته بما حدث كونه من أقاربي، وعندما أبلغت جهات عليا ببغداد، أخبروني بأن سليماني يتمتع بموافقات حكومية لدخول الأراضي العراقية، كونه مستشارا عسكريا يشارك في الحرب ضد تنظيم داعش».
من جهته، أكد المتحدث باسم ميليشيات الحشد الشعبي أحمد الأسدي على مشاركة هذه الميليشيات في معركة تحرير الموصل، وأن سليماني سيقود هذه المعركة، وقال الأسدي إن «سليماني ليس مستشارًا عسكريًا للحشد الشعبي فقط بل للجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب العراقي».
من جهته، اعترف مسؤول بارز في ميليشيات الحشد الشعبي «بالدعم الإيراني القوي جدًا للحشد الشعبي»، وقال ناظم الأسدي، عضو هيئة الرأي في ميليشيا الحشد الشعبي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتلقى هذا الدعم من خلال الحكومة العراقية وليس مباشرة من إيران، وحالنا حال أي منظومة أمنية».
وأضاف: «أؤكد لكم، وأنا موجود في الحشد الشعبي منذ أول يوم لتأسيسه، أن هناك دعمًا إيرانيًا ضمن اتفاقيات بين الحكومتين العراقية والإيرانية لدعم العراق بالسلاح والمستشارين والمدربين فيما يتعلق بمحاربة عصابات (داعش)، وهذا الدعم يخص أيضًا وزارتي الدفاع والداخلية ومكافحة الإرهاب، ولا يقتصر على الحشد الشعبي».
وعبر نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حامد المطلك، عن رفضه لمشاركة قاسم سليماني في معارك تحرير الموصل أو أي معركة وطنية أخرى، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش العراقي يضم قادة عسكريين كبارا ولهم تجاربهم وخبراتهم القتالية الطويلة منذ الحرب العراقية الإيرانية، ويجب أن نستعين بهم لا بقائد إيراني»، مشيرا إلى أن «مشاركة سليماني في معركة تحرير الموصل مرفوضة بالنسبة لنا ويقلل من هيبة الجيش العراقي المعروف ببطولاته».
وعن مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، قال المطلك: «أهل البيت أولى بالدفاع عن بيتهم، وعندنا الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وأبناء عشائر نينوى، فلماذا الزج بالحشد الشعبي في هذه المعركة؟ والأولى تسليح أبناء الموصل للقتال من أجل تحرير مدينتهم». وقال إن مشاركة الميليشيات «ستثير مشكلات طائفية نحن في غنى عنها ولنا تجارب غير إيجابية في جرف الصخر والفلوجة ولا نريد تكرارها».
وكان مصدر أمني كردي بارز قد كشف لـ«الشرق الأوسط» عن وجود معسكر إيراني في الأراضي العراقية ضمن حدود محافظة السليمانية في إقليم كردستان يضم ضباطًا من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللبناني لتدريب ميليشيات شيعية عراقية للمشاركة في معركة تحرير الموصل، مشيرًا إلى أن «الحرس الثوري الإيراني سوف يشارك بهذه المعركة ويدخل الموصل مثلما دخل إلى جرف الصخر والصقلاوية وصلاح الدين».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.