الخردل.. قبل التوابل

رمز الفحولة والهيبة والحظ السعيد

الخردل.. قبل التوابل
TT

الخردل.. قبل التوابل

الخردل.. قبل التوابل

عثر على حبوب الخردل الصفراء الصغيرة في الكثير من التجمعات السكنية القديمة والعصر الحجري في أوروبا والعالم. وجاء ذكر الخردل في الكثير من الأمثال الأجنبية للترميز إلى المال والطيبة والتحدي وغيره. وللخردل رمزيات كثيرة في الحضارات القديمة؛ فقد كان الفراعنة يعتبرونه رمزا لحسن الحظ؛ ولذا وضعوه في قبور الملوك، مثل قبر توت عنخ آمون.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن زراعة حبوب الخردل بدأت في الهند في عام 300 قبل الميلاد، أي ما قبل خمسة آلاف سنة تقريبا.
وقد درج العبرانيون على استخدام الخردل في الطبخ، وكان الخليل إبراهيم يستخدمه في تحضير طبق لسان البقر. كما استخدمه الإغريق في الطبخ ولغايات طبية أيضا، كما هو الحال مع الكثير من المواد والتوابل. ووصفه الفيلسوف فيثاغوروس لعلاج لسعة العقرب، واستخدمه أبقراطوس في صناعة الكمادات. ومن الإشارات المبكرة للدلالة على طبيعة بذور الخردل القوية، كانت في أحد التبادلات بين ملك الفرس داريوس والإسكندر المقدوني، حيث أرسل داريوس إلى الإسكندر كيسا من حبوب السمسم للدلالة على عدد جنوده الرهيب، رد الإسكندر بكيس من حبوب الخردل للدلالة على العدد والطبيعة الحارقة لجنوده.
ورغم أن الرومان بشكل عام كانوا يفضلون صلصة السمك المخثر، فإن الأغنياء منهم، وكما كان يفعل السومريون في العراق من قبلهم، كانوا يطحنون حب الخردل الطازج في صحونهم على مائدة الطعام ويضيفون إليه عصير العنب أو الحصرم المعروف بالـ«مست» - must لتحضير العصير الحارق (المز القوي الطعم) - burning must أو - mustum ardens، ومن هناك جاء الاسم بالإنجليزية ماسترد - Mustard. وكلمة mustarde الإنجليزية التي تتدرج من الفرنسية moutarde تعني التوابل. وكان الرومان يضيفون إلى خلطة الخردل بهارات الكراوية والكزبرة المحمصة، والفلفل الأسود المطحون، والزعتر والكاشم الرومي، والشبت والكرفس، والبصل والعسل، والخل وصلصة السمك والزيت.
وبشكل عام، تابع الرومان ما بدأه الإغريق مع الخردل، وقد جاء ذكر أول وصفات صناعة الخردل في كتب المؤرخ بليني الأكبر في عام 42 للميلاد. ويذكر بليني الطعم القوي للخردل المصنوع من الخل وحبوب الخردل.
وكان الخردل من المواد أو التوابل الأولى التي استخدمها الناس قديما مع اللحم، وقبل وصول البهارات والتوابل المختلفة عبر طريق الحرير، وانتشارها في أنحاء المعمورة.
لكن رهبان بلاد الغال (المناطق الأوروبية التي تقطنها الشعوب الكلتية قديما، مثل فرنسا وبلجيكا وإيطاليا) هم الذين حولوا صناعة الخردل إلى فن بحد ذاته، كما يقال، بعد أن أدخل الرومان حبوب الخردل إلى هذه المناطق أثناء غزواتهم الشهيرة بين عامي 51 و58 للميلاد، فكان الرهبان يزرعون شجر الخردل إلى جانب العنب؛ لاستخدامه في الطعام ومداواة الجروح أثناء الحروب.
وواصل الرهبان زراعته والاعتناء به في القرنين التاسع والعاشر، وبعد أن أصبح تداوله عاديا بين تجار مدينة باريس في القرن الثالث عشر، أغرم الباباوات بالخردل؛ مما عزز صناعته وطور سبل تحضيره. وتقول القصة إن البابا يوحنا الثاني والعشرين (جاك ديوز - 1244 - 1334) من سلسلة بابوات أفينيون كان يحب الخردل حبا جما، لدرجة أنه أوجد وظيفة خاصة لصانعه في الفاتيكان، وقد منح الوظيفة إلى ابن أخيه الذي كان يعيش في ديجون القريبة؛ ولهذا أصبح يعرف الخردل الفرنسي عالميا بخردل ديجون، وأصبحت ديجون عاصمة الخردل حول العالم. وقد أقر البرلمان الفرنسي قانونا خاصا عام 1634 يمنح أهالي البلدة الحق الحصري بصناعة الخردل الفرنسي.
وكان الملك الفرنسي لويس الحادي عشر يحمل معه في رحلاته الخردل؛ خوفا من عدم توافره عند مضيفه. وقامت الملكة فيكتوريا في بريطانيا أيضا بتعيين طباخ خاص بالخردل في قصرها نهاية القرن التاسع عشر؛ لغرامها الكبير به.
هناك ما لا يقل عن 40 نوعا من أنواع شجر الخردل، وأن الحبوب التي تستخدم لصناعة الخردل التجاري هي الحبوب السوداء (Brassica nigra) والبنية (Brassica juncea) والبيضاء (Sinapis alba). الحبوب البيضاء التي ينتهي لونها أصفر وتستخدم مع الـ«هوت دوغ» جاءت من مناطق البحر الأبيض المتوسط. أما الحبوب البنية التي جاءت من جبال الهملايا والهند، فهي الحبوب التي تستخدم لصناعة الخردل في أميركا وأوروبا بشكل عام، وهي التي تنتشر في المطاعم الصينية أيضا. أما الحبوب السوداء، فهي مرغوبة أكثر في بلاد المتوسط وتركيا التي زرعتها أنتجتها قديما.
* كيف يحضر الخردل؟
يتم طحن الحبوب، إن كانت صفراء أم سوداء أم بنية، حسب الرغبة خشنة أم ناعمة، ثم يضاف إلى الحبوب الماء أو عصير الحصرم، أو الخل أو الجعة، أو كلها مجتمعة مع الملح والبهارات، خصوصا الكركم الذي يمنحه لونه والقرنفل، وأحيانا يطعم أيضا بأنواع التوت وبالعسل وبالطرخون.
الدول التي تصنع معجون الخردل هي: كندا، الهند، الولايات المتحدة الأميركية، هنغاريا، بريطانيا، باكستان، نيبال، روسيا، تشيكيا، ألمانيا، الصين، فرنسا، مينمار وأوكرانيا.
* من أنواع الخردل
- MOUTARDE À L’ANCIENNE، وهو من أنواع الخردل التقليدية والقديمة والخشنة التي تطحن الحبوب بشكل كبير، وتخلطه بالنبيذ الأبيض والأعشاب والبهارات. وعادة ما يستخدم أنواع عدة من الحبوب، ويكون طعمه حلوا بعض الشيء. ويعتبره البعض مزيجا من الخردل الفرنسي والخردل الإنجليزي ويستخدم للسمك والنقانق.
- MOSTARDA or MOSTARDA DI FRUTTA، خردل إيطالي مصنوع من الفاكهة المنقوعة بالماء والسكر وزيت الخردل. وهو خردل حلو مع لذعة خاصة، وتعود أصوله إلى الإمبراطورية الرومانية القديمة. يستخدم مع اللحوم والجبنة.
- MOUTARDE DE MEAUX or WHOLE GRAIN MUSTARD، يسمى هذا الخردل بـ«ملك الخردل»، وهو نوعان غني وقوي، مصنوع من خليط من حبوب الخردل مع الخل والبهارات، ويستخدمه الطباخون منذ مئات السنين في صلصات السلطة، ودهن اللحوم والأسماك قبل الطبخ.
- WASABI MUSTARD، وهو خردل ياباني يعتمد على نبتة الوسابي الجذرية التي تشبه الفجل الأبيض الطويل.
- Sweet mustard، يصنع هذا الخردل في بافاريا في ألمانيا مع السكر وعصير التفاح أو العسل.
- Hot mustard، يستخدم الحبوب البنية الهندية وهو قاسي الطعم، يستخدم كثيرا في روسيا.
- Honey mustard، وهو من أنواع الخردل التي تستخدم العسل في الخلطة، وعادة ما يستخدم في السندويشات والدجاج. ويستخدم كثيرا مع الخل وزيت الزيتون لتحضير صلصة السلطة.
- French mustard، وهو خردل حلو ولاذع وداكن اللون ومعتدل الطعم بشكل عام، وهو من منتجات بريطانيا وشركة كولمن في الثلاثينات من القرن الماضي، ويستخدم مع شرائح اللحم.
- Dijon mustard، هذا الخردل المصنوع في بلدة ديجون الفرنسية منذ زمن طويل، وقد أعاد أمجاده جان ناجيون في منتصف القرن التاسع عشر. وعادة ما يستخدم فيه الحب البني، ويصنع حاليا خارج فرنسا.
- English mustard، الخردل الإنجليزي أقوى أنواع الخردل في العالم من ناحية الطعم، وهو عادة أصفر اللون وسميك العجينة.
- MOUTARDE À L’ANCIENNE، وهو من أنواع الخردل التقليدية والقديمة والخشنة التي تطحن الحبوب بشكل كبير، وتخلطه بالنبيذ الأبيض والأعشاب والبهارات. وعادة ما يستخدم عدة أنواع من الحبوب، ويكون طعمه حلوا بعض الشيء. ويعتبره البعض مزيجا من الخردل الفرنسي والخردل الإنجليزي ويستخدم للسمك والنقانق.
- MOSTARDA or MOSTARDA DI FRUTTA، خردل إيطالي مصنوع من الفاكهة المنقوعة في الماء والسكر وزيت الخردل، وهو خردل حلو مع لذعة خاصة، وتعود أصوله إلى الإمبراطورية الرومانية القديمة. يستخدم مع اللحوم والجبنة.
- MOUTARDE DE MEAUX or WHOLE GRAIN MUSTARD، يسمى هذا الخردل بـ«ملك الخردل» وهو نوعان غني وقوي، مصنوع من خليط من حبوب الخردل مع الخل والبهارات، ويستخدمه الطباخون منذ مئات السنين في صلصات السلطة، ودهن اللحوم والأسماك قبل الطبخ.
* معلومات حديثة عن الخردل
جاء ذكر الخردل في الكثير من الأمثال الأجنبية للترميز إلى المال والطيبة والتحدي وغيره.
فقد اعتبره الصينيون القدماء مقويا للشهوة الجنسية، وينشره بعض الناس حاليا خارج باب المنزل لطرد الأرواح الشريرة، كما هو الحال في الدانمارك والهند، وتحيكه البنات في فساتين أعراسهن للتأكيد على سلطاتهن في المنزل.
لقد جلب السفير الأميركي لدى فرنسا ببنيامين فرانكلين الخردل إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1758.
قدم الفرنسيون الخردل الأصفر الفرنسي المعروف حاليا، في عام 1904 أثناء معرض سانت لويس العالمي في فرنسا، ومن ذلك الحين وهو رفيق متواصل للـ«هوت دوغ».
يستخدم ملعب أو استاد «اليانكيز» في نيويورك 1600 غالون من الخردل، و2 مليون حزمة فردية خلال المباراة الواحدة.
يحب الأميركان الخردل المعتدل الطعم، وهم من أكثر شعوب العالم استهلاكا له؛ إذ يصل استهلاك الفرد نحو نصف كيلو في السنة. وكان شخص يدعى جورج فرنش أول من بدأ في تصنيعه وتوزيعه في أميركا. ولهذا؛ أيضا هناك يوم وطني للاحتفال بالخردل في أول يوم سبت من شهر أغسطس (آب) في ويسكونسين. ويضم متحف الخردل في ويسكونسين 5000 مرطبان خردل من 60 دولة وخمسين ولاية أميركية.
كما تشير المعلومات المتوافرة إلى أن الخردل ثاني أهم المتبلات التي يستخدمها الأميركيون بعد الفلفل الأسود.
318 مليون كيلو من الخردل المستهلك في العالم كل سنة حسب إحصاءات عام 2015، ويزداد حاليا استخدام الخردلل؛ لأنه غني بالصوديوم، ولا يحتوي على الكثير من السكر كالكاتشاب، ولا يحتوي على الكثير من الدهون كالمايونيز.



«زوما» يحتفل بعيده العشرين ويدشن فرعه الجديد جنوب فرنسا

جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)
جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)
TT

«زوما» يحتفل بعيده العشرين ويدشن فرعه الجديد جنوب فرنسا

جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)
جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)

فتح مطعم «زوما» فرعه الأول في لندن عام 2002 على يد مؤسسه الشيف الألماني رينر بيكر مع شريكه رجل الأعمال أرجون وايني. أدرك حينها الشيف بيكر أن مفهوم مطعمه الياباني سيكتب له النجاح، وسيلمع صيته في عاصمة الطعام، لكنه لم يدرك أن «زوما» سوف يصل للعالمية ويصبح واحداً من أشهر عناوين الأكل في العالم.

ديكور جميل يُتبَع في جميع أفرع «زوما» (الشرق الأوسط)

وبعد 20 عاماً على افتتاح «زوما» في لندن، انضم إلى قافلته 20 مطعماً حول العالم من هونغ كونغ إلى بانكوك وإسطنبول ونيويورك ومدريد وأبوظبي... وأخيراً إلى الريفييرا الفرنسية كان.

جلسة جميلة على المتوسط في «زوما» بمدينة كان (الشرق الأوسط)

لكل فرع من أفرع «زوما» نكهته الخاصة من حيث الموقع والديكور، إلا أن نكهة أطباقه لا تتغير ولا تتبدل. وحسب الشيف رينر، يعود الفضل في ذلك إلى فريق العمل الذي يبذل قصارى جهده للمحافظة على مستوى المطعم والطعام في جميع فروعه.

طبق Yellowtail الأشهر في «زوما» (الشرق الأوسط)

وإذا ما سألت رينر عن فرعه المفضل فيجيب من دون تردد: «لندن». هذا الجواب قد يحير البعض، خاصة أن هذا الفرع هو الأقدم، وإذا ما قارنا موقعه وديكوره مع فرع آخر، مثل أبوظبي أو ميامي، وأخيراً الريفييرا الفرنسية، لوجدناه قديماً وبحاجة لتبديل أثاثه وإجراء بعض التجديدات فيه، لكن الديكور لا يهم الذواقة الذين يتهافتون بعد 20 عاماً للحصول على كرسي واحد في الفرع اللندني، ويقبلون بالجلوس على البار من أجل تذوق ألذّ الأطباق اليابانية ومشاهدة المطبخ المفتوح.

فرع «زوما لندن» هو الأقدم (الشرق الأوسط)

«زوما» يقع تحت مظلة شركة «أزومي» التي تضم مطاعم أخرى، مثل روكا وإيتارو وأوبليكس وإنكو نيتو، وهو يقدم الأطباق التي تعمل بمفهوم «إيزاياكا» الياباني التقليدي، وهذا ما يفسر الديكورات التي تعتمد على الطاولات بعلو مختلف واستخدام الخشب المزخرف على الجدران والإضاءة الخافتة. واللافت في «زوما» أنه يتبنى تفاصيل خاصة بتصاميم كل بلد، مثل اختيار الإضاءة في فرع «زوما» بدبي (على شكل فوانيس) التي تجمع بين النمط الشرق أوسطي والياباني بنفس الوقت. ويعتمد «زوما» في جميع فروعه على مفهوم «فينغ شوي»، فمن المعروف عن رينر أنه من أنصار «فينغ شوي»، وهذا ما يبحث عنه في كل موقع جديد يختاره لمطعمه حول العالم بغضّ النظر عن الموقع الجغرافي.

تارتار التونا في فرع «زوما» الجديد بفرنسا (الشرق الأوسط)

واختار «زوما» موقعه الأول في فرنسا ليكون في بالم بيتش عند الكروازيت الأشهر في مدينة كان، وافتتح المطعم تزامناً مع مهرجان كان السينمائي، الذي يستقطب نجوم هوليوود والمشاهير.

كيك بالشوكولاته (الشرق الأوسط)

المعروف عن «زوما» أنه يقدم أطباقاً كلاسيكية خاصة به، مثل لحم الواغو والـYellowtail وBlack Cod المطهو بورق الهوبا الياباني ولحم البقر المشوي الحار مع السمسم وصلصة التشيلي والصويا الحلوة، إلا أن «زوما» يحرص على تقديم أطباق تعرف باسم Signature Dishes خاصة بكل فرع لتعطي نوعاً من التفرد لكل مكان، فاختار رينر أطباقاً خاصة بالفرع الفرنسي الجديد، مثل شرائح الأوتورو التي يتم تقديمها مع داشي الطماطم المدخّنة وكافيار أوسيترا وطبق تارتار اللحم البقري بالفلفل الحار الأخضر، والزنجبيل الياباني والكمأة السوداء. وتكتمل تجربة العشاء الرائعة على الريفييرا الفرنسية مع تشكيلة الحلويات اللذيذة، ومنها بافلوفا الفواكه الاستوائية مع الكريمة المخفوقة بالكرز وسوربيه المانغو.

أجنحة دجاج مشوية على طريقة «زوما» (الشرق الأوسط)

في حين ابتكر مطعم «زوما أبوظبي» طبق «سالمون أبو منتايكو». تمّ ابتكار هذا الطبق النيجيري المشوي على الفحم في البداية لإرضاء ذوق عشّاق الطعام المحلّيين، لكن سرعان ما أصبح أحد الأطباق المفضّلة في قوائم طعام «زوما» حول العالم. بالإضافة إلى طبق «ريب آي لحم البقر بلاك أنغوس» مع صلصة فلفل سانشو، وتمبورا الأخطبوط، والأسقلوب المشوي مع صلصة الأعشاب اليابانية والترافيل السوداء الطازجة. أمّا تشكيلة الحلويات الشهية، فتتضمن الأناناس المتبّل مع زبادي جوز الهند وغرانيتا اليوزو، بالإضافة إلى طبق الحلويات الفاخر.

تواصل مجموعة «زوما» توسيع انتشارها حول العالم، وتقديم تجربة طعام متميّزة إلى قاعدة متنوّعة من العملاء، فيما تستعدّ لافتتاح فروع لها في مواقع جديدة، مثل الرياض (في الربع الرابع من عام 2024) و«لا مير» في دبي (2025).

تشكيلة من الحلوى (الشرق الأوسط)

في مقابلة خاصة لـ«الشرق الأوسط» مع مؤسس «زوما» الشيف راينر بيكر، قال إنه ينتظر بفارغ الصبر افتتاح فرع «زوما» الجديد في السعودية في الربع الرابع من العام الحالي، كما أنه يتم التركيز على منطقة الشرق الأوسط بعد النجاح الباهر الذي حقّقه «زوما دبي» الذي يعدّ الأكثر ازدحاماً بين أفرع المطعم كافة. وأضاف بيكر أن ما يشجعه على توسيع «زوما» في الشرق الأوسط هو حبّ العرب للطعام الجيد وتقبلهم لعلامة «زوما» بسرعة كبيرة، ما شجّع الشركة على أخذ مطعم «روكا» التابع للشركة إلى المنطقة، حيث توجد حالياً لروكا فروع في كل من دبي وجدة والرياض والبحرين والكويت.

الشيف رينر بيكر (الشرق الأوسط)

إليكم المقابلة كاملة...

1. بعد مرور عقدين من الزمن على تأسيس سلسلة مطاعم «زوما»، ما الذي يمكنك أن تخبرنا به عن إرث النجاح الذي حققته؟

يعود نجاح «زوما» دائماً إلى ثبات واتساق مستوى الطعام والخدمة. وفي نهاية المطاف، يعد هذا شهادة على براعة الأشخاص الذين يعملون في كل مطاعمنا لتحقيق ذلك كل يوم. نؤمن بشدة أنه مع وضع الأشخاص والطعام في صميم كل ما نقوم به، فإن كل شيء آخر سيأتي لاحقاً. وهذا النهج مستمر مع إرث مطاعمنا الحالية، وكذلك تلك التي نتطلع إلى افتتاحها في السنوات المقبلة في ظل توسعنا العالمي.

2. كانت البداية في لندن، ما السبب وراء اختيار هذه المدينة؟

عندما عدت إلى لندن عام 1999، كانت المدينة ساحة تنافسية ومثيرة لصناعة الضيافة، ومليئة بالمواهب والأفكار الجديدة. كان افتتاح مطعم وتحقيق النجاح في لندن تجربة مثمرة حقاً في هذا السياق.

«ريب آي» يقدَّم في «زوما أبوظبي» (الشرق الأوسط)

3. مطاعم «زوما» تتوسع على نطاق واسع في الشرق الأوسط، كيف تصف السوق هناك؟

يعد الشرق الأوسط منطقة رائعة لنكون جزءاً منها، حيث افتتحنا فرعاً لـ«زوما» في دبي عام 2008 وأصبح من أكثر مطاعمنا ازدحاماً حتى الآن. وقد ساهم المطعم في تحديد ملامح ساحة الطبخ في المدينة، انظر إلى مكانة دبي اليوم، مع افتتاح كثير من الأفرع الجديدة ووجود العلامات التجارية الشهيرة. فمنذ ذلك الحين، افتتحنا فرعاً لـ«زوما» في كل من العاصمة الإماراتية أبوظبي، ثم الدوحة من أجل بطولة كأس العالم. ونتطلع هذا العام إلى أحد أكثر افتتاحاتنا طموحاً مع فرع «زوما» الجديد في الرياض بالمملكة العربية السعودية. يُعرف الناس في الشرق الأوسط بحبهم للطعام الجيد، وقد تقبلوا العلامة التجارية بسرعة كبيرة، لدرجة أننا رأينا أيضاً فرصة لتقديم «روكا» إلى المنطقة، التي لديها حالياً مطاعم في كل من دبي وجدة والرياض والبحرين والكويت.

طبق ساشيمي على طريقة «زوما» (الشرق الأوسط)

4. لماذا انتظرت كل هذا الوقت لافتتاح فرع لـ«زوما» في فرنسا؟

يجري النظر بعناية في كل موقع قبل اتخاذ قرار الافتتاح، وكانت فرنسا دائماً على خريطتنا. بمجرد ظهور فرصة لافتتاح فرع على شاطئ «بالم بيتش» الجميل في مدينة «كان»، أدركنا أنه الخيار الصحيح حيث يتمتع المكان بشرفة رائعة مع إطلالات لغروب الشمس على «كوت دازور»، ويتجلى في المكان كل ما تمثله علامة «زوما» التجارية.

5. هل تأثرت «زوما» والعلامات التجارية الأخرى التي تندرج تحت مظلة الشركة نفسها بالوضع الاقتصادي المتراجع حالياً في المملكة المتحدة؟

كانت السنوات القليلة الماضية مليئة بالتحديات في المملكة المتحدة، حيث أثّرت عوامل متعددة، ليس على قطاع الضيافة فقط، ولكن على البلاد كلها. لقد كنا محظوظين للغاية لأن لدينا عملاء مخلصين وقفوا إلى جانب علامتنا التجارية وجميع مطاعمنا.

6. كيف تتحكمون في مستوى جودة الطعام في جميع مطاعمكم؟

يعود ذلك إلى فريق العمل الرائع الذي يحب ويهتم كثيراً بالطعام والمشروبات والخدمة التي نقدمها في جميع مطاعمنا. ونولي أهمية كبيرة لعلاقاتنا القوية مع جميع الموردين لضمان حصولنا دائماً على أفضل المنتجات. نفخر بالبرامج التدريبية الممتدة الشاملة التي نقدمها لفريقنا لضمان ثبات المستوى، وتعني الفرصة التي نمنحها لموظفينا للسفر مع الشركة للتعرف على الفروع الأخرى حول العالم والمساهمة فيها أننا محظوظون بالاحتفاظ بأعضاء فريقنا لسنوات كثيرة.

7. تشتهرون بمعرفتكم وشغفكم بالطعام، إلى أي مدى ساعدكم ذلك في نجاحكم كأحد رواد الأعمال في هذا المجال؟

أنا في المقام الأول طاهٍ، فعندما افتتحنا مطعم «زوما» في لندن منذ أكثر من 20 عاماً، لم أتخيل أبداً أن شركتنا ستحقق التوسع العالمي الذي حققته اليوم. لطالما كان تركيزي على جودة الطعام والخدمة. في حين أن هذه العناصر قد تبدو بسيطة في مجال المطاعم، إلا أنها غالباً ما تكون الأكثر أهمية.

8. ما خططكم في المملكة العربية السعودية؟

إلى جانب مطعمي «روكا الرياض» و«روكا جدة» الموجودين حالياً، نحن ننتظر بفارغ الصبر افتتاح أول فرع لـ«زوما» في مركز الملك عبد الله المالي. إنه واحد من أكثر الافتتاحات التي ننتظرها، ونتطلع إلى الترحيب بالناس هناك في وقت لاحق من العام الحالي.