مجلس مسلمي بريطانيا يرحب بخطة محاربة جرائم الكراهية

ازدادت مع الاستفتاء بسبب خطاب «معسكر الخروج»

مجلس مسلمي بريطانيا يرحب بخطة محاربة جرائم الكراهية
TT

مجلس مسلمي بريطانيا يرحب بخطة محاربة جرائم الكراهية

مجلس مسلمي بريطانيا يرحب بخطة محاربة جرائم الكراهية

رحب مجلس مسلمي بريطانيا، أمس الثلاثاء، بخطة الحكومة البريطانية الهادفة إلى مكافحة جرائم الكراهية، التي أعلنتها وزيرة الداخلية أمبر رود، التي كلفت بهذه المهمة، من قبل رئيسة الوزراء في التشكيلة الحكومية الجديدة. وقالت الوزيرة رود إنها ستقوم من خلال مؤسساتها تقييم تجاوب الشرطة لما يصلها من بلاغات والعمل مع المدارس لتدريب المدرسين والآباء من أجل الإبلاغ عن هذه الجرائم وتوثيقها مع أجهزة الشرطة المختصة.
وكانت قد كشفت الشرطة البريطانية عن زيادة كبيرة في جرائم الكراهية في الأسابيع التي سبقت وتلت الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو (حزيران)، التي شهدت خلافا حول الهجرة في المناظرات التي سبقت الاستفتاء.
وقال السكرتير العام لمجلس مسلمي بريطانيا هارون خان، أمس، في بيان: «هذه مبادرة جيدة من أجل محاربة جرائم الكراهية، أينما تحدث، التي ستساعد على تحديد مستوى هذا النوع من الجريمة». وكرر خان ما طالبت به الوزيرة رود أن يتقدم من يتعرض لهذا النوع من جرائم الكراهية ويخبر عنها: «حتى نعرف حجم التحديات التي تقع على عاتقنا».
الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية تتضمن كل أنواع جرائم الكراهية، التي تتعرض لها أي من الأقليات.
وقال المجلس الوطني لقادة الشرطة إن الأخيرة تلقت أكثر من ثلاثة آلاف بلاغ عن حوادث كراهية في الفترة بين 16 و30 يونيو (حزيران) أي بارتفاع بنسبة 42 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها العام الماضي.
وقال مارك هاملتون، مسؤول جرائم الكراهية في المجلس: «لدينا مؤشر واضح الآن إلى زيادة حالات الإبلاغ عن جرائم الكراهية في أنحاء البلاد، ونستطيع أن نرى زيادة كبيرة في الأسابيع الأخيرة».
وأبلغ مناهضو العنصرية سابقا عن زيادة هذه الهجمات التي تشتمل على الإساءة اللفظية والجسدية، في الأيام التي تلت التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتحدث هاملتون عن بلوغ الإساءات ذروتها في 25 يونيو (حزيران)، أي غداة إعلان نتيجة الاستفتاء، حيث بلغ عدد الحوادث 289 حادثا، لكنه قال إن العدد انخفض بعد ذلك. وكان غالبية الإساءات التي تم الإبلاغ عنها وعددها 3076 إساءة عبارة عن مضايقات واعتداءات وإساءات لفظية وبصق.
وأدان نيلز مويجنكس، مفوض حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، وهو منتدى أوروبي للديمقراطية والحقوق «الخطاب العنصري» الذي برز خلال حملة البريكست.
وكان قادة حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي ومن بينهم عدد من كبار المحافظين وحزب «استقلال بريطانيا» المناهض للهجرة، أكدوا أن الخروج سيمنح البلاد القدرة على إنهاء تدفق العمال الأوروبيين إلى بريطانيا.
كما ركز النقاش على أزمة اللاجئين السوريين، وأصدر أنصار الخروج منشورات وفيديو على الإنترنت تحذر من أن ملايين الأتراك سيتدفقون على بريطانيا في حال انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وكانت الشرطة البريطانية أغلقت أقساما من مجلس العموم بعد أن تلقى عضو مجلس اللوردات المسلم نظير أحمد إحدى الرسائل المشبوهة، ورغم أنه تبين لاحقا أن المسحوق الذي تحويه الرسالة لم يكن ضارا، لكن أحمد قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأمر كان «مخيفا». وذكرت صحيفة إيفننغ ستاندرد أن رسائل مشابهة أرسلت إلى مسجد ومنظمة إسلامية في شمال لندن.
وقال مويجنكس إن مجلس أوروبا وجه «مذكرة مسهبة» إلى الحكومة البريطانية حول الخطاب الذي استخدم حيال المهاجرين. وأضاف: «أشعر بالقلق من أن هذه اللغة تبعث برسالة إلى الأحزاب الشعبوية في أنحاء أوروبا».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.