مصادر مطلعة: ولد الشيخ يحذر الانقلابيين.. ويلوح بورقة تعليق المشاورات

المبعوث الأممي يؤكد على «النقاط الخمس» * الجبير: وفدا المفاوضات استطاعا الاتفاق على رؤية وخطوات

مصادر مطلعة: ولد الشيخ يحذر الانقلابيين.. ويلوح بورقة تعليق المشاورات
TT

مصادر مطلعة: ولد الشيخ يحذر الانقلابيين.. ويلوح بورقة تعليق المشاورات

مصادر مطلعة: ولد الشيخ يحذر الانقلابيين.. ويلوح بورقة تعليق المشاورات

اكتفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالرد على سؤال حول الشأن اليمني بالقول إن وفدي المفاوضات اليمنية – اليمنية في الكويت «استطاعا الاتفاق على خطوات ورؤية».
وفي معرض رده على سؤال حول المشاورات السياسية اليمنية، وتطوراتها، قال الجبير في مقابلة بثتها قناة «العربية» أمس: «نحن في انتظار اتفاق نهائي يخرج اليمن من وضعه الحالي إلى وضع تستطيع إعادة البناء والتنمية فيه». وأضاف قائلاً: «كلما كانت الأطراف المتنازعة جالسة على طاولة المفاوضات، كان اليمن أفضل، سواء يومين أو 20 يومًا».
إلى ذلك، يمضي المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في مباحثات جانبية مع وفد الحكومة اليمنية والانقلابيين في المشاورات الحالية في الكويت.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن ولد الشيخ، وجه تحذيرًا لوفد الانقلابيين بتعليق جلسات المشاورات، ورفع تقريرًا إلى مجلس الأمن الدولي باعتبارهم معرقلين، في حال استمروا في الخروج عن جدول الأعمال والنقاط التي حددها، وذلك بعد سيل التصريحات التي أطلقها رئيس وفد الحوثيين – صالح إلى مشاورات الكويت، محمد عبد السلام والتي تضمنت انتقادات حادة للمبعوث الأممي، ونوعا من التشكيك في نزاهته وحياديته.
وضمن نشاطاته، التقى ولد الشيخ أمس، بوفد الحكومة اليمنية وناقش معهم سير المشاورات، وبحسب مصادر «الشرق الأوسط» في الكويت، فقد أكد الوفد الحكومي، خلال اللقاء، على النقاط الخمس، التي تم الاتفاق مع مبعوث الأمم المتحدة بخصوصها والتي أعلنت في كلمته في مفتتح الجولة الثانية من المشاورات، وهي: «تثبيت وقف إطلاق النار عبر تفعيل لجان التهدئة، وتشكيل اللجان العسكرية التي ستشرف على الانسحابات وتسليم الأسلحة والانسحاب من المنطقة (أ) خلال ثلاثين يومًا، وإطلاق كل الأسرى والمعتقلين والسجناء السياسيين عبر تفعيل لجنة المعتقلين والأسرى، وفتح الممرات الآمنة إلى المدن لإيصال المساعدات وتشجيع دخول السفن التجارية»، وأضافت المصادر أن الوفد أكد أيضا على «الالتزام بالفترة الزمنية المحددة بالأسبوعين، وضرورة استغلال ما تبقى من الفترة الزمنية والبعد عن تشتيت المشاورات بأطروحات خارجة عن المرجعيات»، ونقلت المصادر عن ولد الشيخ «التزامه بالنقاط الخمس التي أوضحها في خطابه عند افتتاح جلسة المشاورات الثانية في الكويت، مشددا على الالتزام بالفترة الزمنية المعلنة».
وحول سير المشاورات، التي تمر بمرحلة شبه تجميد مع تزامن انعقاد القمة العربية، علق مصدر في وفد الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» بالقول إن «وفد الانقلابيين متمسك بفكرة الحل السياسي الشامل، دون تطبيق القرارات الدولية، ولا يريدون الحديث عن النقاط الخمس»، واعتبر المصدر أن تصريحات محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا»، والتي تضمنت موقفًا واضحًا بعدم «تسليم السلاح للمرتزقة»، تعد «تأكيدا واضحا على نية لدى وفد الانقلابيين لإفشال المشاورات، فتسليم السلاح بالنسبة لهم مرفوض لأنه سلاح الجيش، والانسحاب مرفوض لأنه تطهير عرقي، فقط يريدون حلاً سياسيًا وتشكيل حكومة من أجل الحكم وشرعنة وجودهم، ولهذا لا يحدث أي تقدم في المشاورات».
وأضاف المصدر أن «مزاعم التطهير العرقي، على الرغم من أنها غبية، فإن هذا يكشف عن نيتهم التسويق لهذا المصطلح خلال المرحلة المقبلة، فإلغاء القرارات والتعيينات في أجهزة الدولة والجيش سيكون تصفية عرقية للسلالة الهاشمية، وسيسوقونه للمجتمع الدولي على هذا الأساس»، مؤكدًا أن الانقلابيين «احتلوا كل أجهزة الدولة عبر تعيينات غير شرعية بعد الانقلاب، وسيحافظون على وجودهم عبر الحديث عن تصفية عرقية وتطهير عرقي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.