تصاعد التلاسن المصري - التركي أمس على خلفية الانقلاب العسكري الفاشل في أنقرة. ووصفت القاهرة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التي قال فيها إن نظيره المصري عبد الفتاح السيسي «لا علاقة له بالديمقراطية»، بأنها «تطاول.. تعكس ظروفًا صعبة يمر بها». فيما أكد مراقبون أن إمكانية التقارب بين البلدين أصبحت أبعد ما يكون في الوقت الراهن.
وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، على خلفية مظاهرات شعبية حاشدة ساندها الجيش، وهو الأمر الذي وصفته تركيا بـ«انقلاب على الشرعية»، ما أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وخلال العامين الماضيين دأب المسؤولون الأتراك على انتقاد السلطات الحالية في مصر.
وفي حوار له مع قناة «الجزيرة» مساء أول من أمس، قال الرئيس التركي إن «شعبي سوريا ومصر يتشوقان إلى الديمقراطية»، معتبرا أن «الرئيس السيسي لا علاقة له بالديمقراطية»، وأنه «قتل الآلاف من شعبه».
واعتبر المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن إردوغان في تلك التصريحات «تطاول مجددا على القيادة المصرية»، وقال في بيان له أمس حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «إردوغان يستمر في خلط الأوراق وفقدان بوصلة التقدير السليم، الأمر الذي يعكس الظروف الصعبة التي يمر بها».
وأضاف المستشار أبو زيد، أنه «من ضمن أكثر الأمور التي تختلط على الرئيس التركي، القدرة على التمييز بين ثورة شعبية مكتملة الأركان خرج فيها أكثر من ثلاثين مليون مصري مطالبا بدعم القوات المسلحة له، وبين انقلابات عسكرية بالمفهوم المتعارف عليه».
وشهدت تركيا مساء يوم الجمعة الماضي محاولة انقلاب نفذها عناصر من الجيش باستخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر الهجومية في محاولة للإطاحة بالرئيس إردوغان، لكنها فشلت بعد أن لبت الجماهير دعوة إردوغان للنزول إلى الشوارع للتعبير عن تأييدهم له.
وعقب فشل محاولة الانقلاب التركي، عرقلت مصر صدور بيان لمجلس الأمن لإدانة الاضطرابات في أنقرة بعد رفضها وصف المجلس للحكومة التركية بأنها «منتخبة ديمقراطيا». وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية على موقف مصر قائلا إنه «من الطبيعي بالنسبة لأولئك الذين وصلوا إلى السلطة من خلال انقلاب الامتناع عن اتخاذ موقف ضد محاولة الانقلاب التي تستهدف الحكومة ورئيسنا».
وتستضيف تركيا قادة من جماعة الإخوان المسلمين، من بينهم قيادات صدرت بحقهم أحكام قضائية، كما قدمت السلطات التركية تسهيلات لأنصار الجماعة، من بينها إلحاق الطلاب المفصولين من الجامعات المصرية بالجامعات التركية.
وتدار علاقات البلدين حاليا على مستوى قائم بالأعمال منذ أن استدعت مصر سفيرها من تركيا في أغسطس (آب) 2013، احتجاجا على التصريحات التركية المعادية للنظام الحالي، كما أبلغت تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، بأن سفيرها في القاهرة «شخص غير مرغوب فيه».
تلاسن تركي ـ مصري جديد على خلفية الانقلاب الفاشل
القاهرة: تصريحات إردوغان تعكس ظروفًا صعبة يمر بها
تلاسن تركي ـ مصري جديد على خلفية الانقلاب الفاشل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة