«معرض النخبة العقاري » يبحث أهم تحديات السوق المصرية

أزمة الدولار أكبر المؤرقات.. واللائحة الجديدة على الأبواب

حركة التنمية العقارية في مصر لا تتوقف رغم التحديات (رويترز)
حركة التنمية العقارية في مصر لا تتوقف رغم التحديات (رويترز)
TT

«معرض النخبة العقاري » يبحث أهم تحديات السوق المصرية

حركة التنمية العقارية في مصر لا تتوقف رغم التحديات (رويترز)
حركة التنمية العقارية في مصر لا تتوقف رغم التحديات (رويترز)

انطلقت أمس الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة فعاليات «معرض النخبة العقاري»، الذي يستضيفه مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات والمعارض خلال الفترة من 19 إلى 23 يوليو (تموز) الحالي، تحت رعاية حكومية مصرية.
ويعد المعرض هو الدورة الأولى التي تطلقها مجموعة «إسكان غلوبال» لتنظيم المعارض والمؤتمرات في مصر، فيما تنظم المجموعة أكثر من 5 معارض عقارية كل عام في منطقة الخليج، وتعد الأولى في تنظيم المعارض بالكويت.
وقالت الشركة المنظمة في بيان، إن افتتاح المعرض سيشارك فيه رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل ووزراء الإسكان والاستثمار والتخطيط والري والآثار والصناعة والتجارة، بالإضافة إلى المطورين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات العقارية، كما سيشهد المعرض تنظيم مؤتمر ضخم على هامش المعرض، لمناقشة أهم الفرص والتحديات التي تواجه قطاع العقار في مصر، بالإضافة إلى سبل تنمية القطاع، والدور الذي يمكن أن يلعبه قطاع العقارات في دعم وتنمية الاقتصاد المصري، الذي يواجه خلال الفترة الراهنة تحديات كبيرة.
وقال أحمد عفيفي، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة «إسكان غلوبال» المنظمة، في تصريح صحافي إن «المؤتمر سيجري بمشاركة مجموعة من الخبراء والاقتصاديين الذين سيتناولون أبرز التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه سوق العقار، والإشكاليات التي تقف أمام مطوري العقار في المنطقة.. ونتوقع أن يحدث المعرض نقلة نوعية في سوق العقار المصرية، وسيقدم حزمة من المشاريع العقارية المتميزة المحلية والإقليمية والعالمية، التي ستلبي احتياجات جميع الشرائح والطبقات الاجتماعية في مصر».
وقبل انطلاق أعمال المعرض، أكد أكثر من 100 شركة عقارية عربية ومصرية المشاركة في فعالياته، وتطرح خلاله أكثر من 400 مشروع عقاري وفرصة استثمارية حول العالم. وتشير التوقعات إلى أن المعرض، الذي يستهدف حضور نحو 100 ألف زائر خلال أيام انعقاده، سيجتذب كثيرًا من المستثمرين المهتمين بالمجال العقاري، وضخ استثمارات جديدة، مع توقعات بدخول عدد من الشركات إلى السوق المصرية للمرة الأولى.
وفي سياق ذي صلة، أكد المهندس ممدوح بدر الدين رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، أن الشعبة انتهجت منذ تشكيلها بداية العام الماضي سياسة تعالج التحديات المزمنة التي تشهدها السوق العقارية منذ سنوات، والتي تحد من تنامي حجم الاستثمارات وتوسعات الشركات العقارية.
وأشار بدر الدين في بيان للشعبة أول من أمس إلى أن السوق العقارية تواجه عدة تحديات في الآونة الأخيرة، منها أزمة الدولار وارتفاع أسعاره مقارنة بالجنيه، التي رغم كونها أزمة عالمية فإنها أسهمت نسبيًا في هدوء عمليات البيع والشراء وطرح وتنفيذ وحدات جديدة في السوق، موضحًا أن ذلك الهدوء عادة ما تشهده السوق إبان فترات ارتفاع الدولار، ويستمر لفترة إلى حين الاستقرار واتزان السوق مجددًا.
كما أوضح أن أسعار الوحدات العقارية مربوطة بالعرض والطلب، وأن الاحتياج الحقيقي للوحدات السكنية هو ما يحمي السوق العقارية، ويسهم في الحفاظ على الاستثمارات الموجهة إليها.
وقال بدر الدين إن الشعبة قامت بتوفير فرص استثمارية تتيح للشركات العقارية استغلال الطاقات التطويرية والعمالة المتاحة إليها، وتحقيق بعد اجتماعي واقتصادي من خلال مبادرة تنفيذ وحدات إسكان اجتماعي ومتوسط، تم طرحها على وزارة الإسكان العام الماضي. موضحًا أن موافقة وزارة الإسكان على تنفيذ تلك المبادرة سيعود بالنفع على القطاع العقاري، من حيث توفير احتياجات شريحة كبيرة من العملاء، وزيادة المعروض نسبيًا من الوحدات السكنية، وضبط أسعار الوحدات السكنية نسبيًا. مشيرًا إلى أن الدولة ستستفيد من المبادرة في الحصول على وحدات جاهزة لتلبية احتياجات محدودي الدخل دون تكبد تكاليف إنشاء تلك الوحدات، كما سيستفيد القطاع الخاص من الناحية الاقتصادية، من خلال الحصول على أراضٍ لتنفيذ وحدات تخصص لمتوسطي الدخل وضخ استثمارات في القطاع، ومواجهة أزمة ارتفاع أسعار الأراضي المطروحة وندرتها، التي تحد من قدرة الشريحة الكبرى من الشركات على تنفيذ المشروعات.
كما شدد بدر الدين على أن الدولة والقطاع الخاص شركاء يسعون لتحقيق هدف موحد، وهو تنمية السوق وسد الاحتياج الحقيقي للوحدات السكنية، لافتًا إلى أن اقتصار دور القطاع الخاص فيما يتعلق بالإسكان الاجتماعي على البناء والتنفيذ فقط دون التسويق إلى العملاء، سيحل كثيرًا من المشكلات ويسهم في وصول الوحدات لمستحقيها.
وأضاف رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري، أن الملف الثاني الذي عملت الشعبة على معالجته، هو إنجاز اللائحة العقارية الجديدة التي شاركت الشعبة في وضع بنودها مع الإسكان، ورغم الاختلاف على بعض البنود فإن المسودة التي خرجت من الإسكان جاءت جيدة وعادلة بنسبة 99 في المائة، وتخدم بنودها القطاع الخاص، وتنصف علاقته وعمله مع هيئة المجتمعات العمرانية، مشيرًا إلى إمكانية تعديل بعض البنود الخلافية مستقبلاً، ولكن تظل اللائحة العقارية الجديدة جيدة في مجملها وتخدم القطاع العقاري بصورة كبيرة.
وأشار بدر الدين إلى ترقب الشعبة ومطوري القطاع العقاري اعتماد تلك اللائحة من مجلس الدولة سريعًا لحل كثير من المشكلات بالقطاع وتأهيله لجذب الاستثمارات، لافتًا إلى الملف الثالث الذي عملت عليه الشعبة ونجحت في إنجازه وهو قانون اتحاد المطورين العقاريين، الذي قامت الشعبة بإعداده بمشاركة جمعية رجال الأعمال ومطوري القطاع العقاري العاملين في السوق والمهتمين بالقطاع، وتم الخروج ببنود وصورة جيدة للقانون في مجملها وعرضت على وزير الإسكان، ونترقب حاليًا عرضها على مجلس النواب وإقرارها، مشيرًا إلى أن القانون يشتمل على بنود تصب في مصلحة مطوري القطاع العقاري ككل، كما أن هناك مرونة وإتاحة لتعديل بعض البنود مستقبلاً في حال حدوث تغيرات تتطلب إعادة النظر في البنود، كما توجد لائحة داخلية تشتمل على ضوابط للمحافظة على التنمية العقارية.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».