تونس: تخفيضات كبرى مع «مهرجان التسوق» لتحفيز الاستهلاك المحلي

تعميم التجربة العام المقبل

تونس: تخفيضات كبرى مع «مهرجان التسوق» لتحفيز الاستهلاك المحلي
TT

تونس: تخفيضات كبرى مع «مهرجان التسوق» لتحفيز الاستهلاك المحلي

تونس: تخفيضات كبرى مع «مهرجان التسوق» لتحفيز الاستهلاك المحلي

في محاولة لدفع الاستهلاك الداخلي وإنعاش الاقتصاد التونسي، أعادت تونس منذ السبت الماضي إحياء فعاليات «مهرجان تونس للتسوق»، الذي يتواصل هذه السنة لمدة شهر حتى منتصف شهر أغسطس (آب) المقبل، وذلك بالتزامن مع انطلاق موسم التخفيضات الصيفي لسنة 2016.
وبمناسبة مهرجان تونس للتسوق، جرى إقرار تخفيضات مهمة في مختلف المساحات والفضاءات التجارية الكبرى، يصل البعض منها إلى أكثر من 50 في المائة من أسعارها العادية. وسيخصص مهرجان تونس للتسوق للمرة الأولى أياما تجارية لكل من ليبيا والجزائر، مع منحهما فضاءات خاصة لعرض منتجات هذين البلدين المجاورين لتونس.
ولدى إشرافه على انطلاق هذه التظاهرة، قال محسن حسن، وزير التجارة التونسي، إن تشكيل جمعية جديدة خاصة بالمهرجان يترأسها القطاع الخاص ولجنة تضم الإدارة والمهنة كلها، تعمل منذ ثلاثة أشهر من أجل ضبط برنامج ثقافي وتنشيطي وتجاري لهذه التظاهرة، بما يجعلها رافدا للنهوض بالاقتصاد التونسي ودفع عجلة الاستهلاك الداخلي.
وأشار حسن إلى أن مهرجان تونس للتسوق سيسهم في تنشيط الحركية التجارية في فصل الصيف وتنشيط سياحة التسوق، من خلال إرجاع الأداء على القيمة المضافة للعمليات الشرائية الموجهة للخارج، على حد تعبيره.
ومن خلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» في معظم شوارع العاصمة التونسية، أكد أصحاب المحلات التجارية أن الإقبال ما يزال قليلا، وأن الأزمة الاقتصادية المستشرية في تونس، وأيضا تراجع القدرة الشرائية للتونسيين وانهيار الدينار التونسي، وراء قلة الإقبال على الشراء، على الرغم من الإغراءات التي قدمها أصحاب المحلات والتخفيضات المهمة التي أقروها، وبلغت في بعض الحالات حدود 70 في المائة.
وسعت وزارة التجارة التونسية، المشرفة على هذه الفعاليات إلى اعتماد تصورات جديدة من أجل إعطائها دفعا جديدا، وذلك من خلال إخراجها من مدن وأحياء العاصمة التونسية والتوجه بها لأول مرة إلى المناطق السياحية، وخاصة في نابل والحمامات، اللتان تستقبلان الآلاف من السياح.. وبإمكان هذه الفعاليات الاقتصادية أن تستقطب المزيد منهم.
وبداية من الصيف المقبل، قررت السلطات التونسية تعميم فعاليات مهرجان تونس للتسوق على كل الولايات (المحافظات)، بما يسهم في تنشيط الحياة الاقتصادية والسياحية والثقافية في تونس.
وبشأن الانطلاقة الخجولة لهذا المهرجان، قال: أنور بن فضل، رئيس جمعية مهرجان تونس للتسوق، إن هذه النسخة هي «ما قبل الأولى»، وقد أعدت في وقت لا يزيد عن شهر ونصف، وهو ما جعل إقبال التجار محدودا. وأشار إلى منح وزارة التجارة أربع رخص جديدة لإحداث فضاءات تجارية كبيرة جدا، وهو ما سيجعل من تونس في الفترة المقبلة «وجهة تجارية مهمة على الصعيد الإقليمي»، على حد تعبيره.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.