الخارجية السودانية: سنتعاون مع شركائنا لاحتواء انتكاسة جنوب السودان

عبد الغني النعيم قال إن الحاجة ملّحة لتثبيت الهدوء

الخارجية السودانية: سنتعاون مع شركائنا لاحتواء انتكاسة جنوب السودان
TT

الخارجية السودانية: سنتعاون مع شركائنا لاحتواء انتكاسة جنوب السودان

الخارجية السودانية: سنتعاون مع شركائنا لاحتواء انتكاسة جنوب السودان

كشف مسؤول سوداني رفيع في وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، عن مساع حثيثة تقودها بلاده ضمن عدة محاور ثنائية وإقليمية ودولية، من بينها مجموعة «إيقاد» الأفريقية التي تعمل على إحلال السلام في المنطقة، لتثبيت الهدوء الحذر في جوبا، بعد 4 أيام من القتال بين قوات تتبع لسلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان وأخرى تابعة لنائبه الدكتور رياك مشار، ما تسبب بشكل مباشر في أزمة اقتصادية وغذائية وأمنية.
وأدت المعارك إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وفرار الآلاف من مناطقهم. وطالب المسؤول الأطراف المتصارعة في جنوب السودان بالالتزام بالاتفاق الذي وقعه الطرفان في أديس أبابا أخيرا، مشيرا إلى أن عددا من الدول الأوروبية والآسيوية بجانب أميركا، طلبت من الخرطوم مساعدتها في إجلاء رعاياها من جنوب السودان.
وقال عبد الغني النعيم وكيل وزارة الخارجية السودانية في اتصال هاتفي من الخرطوم لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مساع حثيثة، على المستوى الثنائي، قادها الرئيس عمر البشير من خلال اتصاله المباشر مع كل من سيلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان، ونائبه الدكتور رياك مشار فضلا عن الجهد الذي تقوده السفارة السودانية بجنوب السودان، والاتصال مع وزارة خارجية جنوب السودان، لاحتواء الوضع والعمل على استمرارية الهدوء المشوب بالحذر الآن، حقنا للدماء وتعزيزا للأمن والسلام والاستقرار السياسي في جنوب السودان»، مشيرا إلى جهد مقدر يبذله السودان عبر عدة محاور ومنابر من بينها مجموعة «الإيقاد»، لتحقيق الأمن والاستقرار في جنوب السودان.
ونوه إلى أن البروفسور إبراهيم غندور وزير الخارجية السوداني، يشارك حاليا في الاجتماع الطارئ الذي ينعقد بالعاصمة الكينية نيروبي، بهدف مناقشة الأوضاع والتطورات في جنوب السودان وما جرى من أحداث مؤسفة أخيرة هناك، مؤكدا أن السودان لا يألو جهدا في هذا الشأن، ويقدم كل ما من شأنه عون اللاجئين الجنوبيين، منوها إلى توقيع اتفاق يسمح بمرور العون الإنساني بالنسبة إلى جنوب السودان عبر السودان، باعتبار أنه لديه منفذ على البحر بخلاف جنوب السودان الذي لا يمتلك منفذا على البحر.
ولفت إلى أن أحداث النزاع في جنوب السودان مؤسفة للغاية، مبينا أن وزارة الخارجية السودانية تتابعها بقلق كبير، نسبة للتدهور الأمني الذي انتظم تلك المناطق وتسبب في سقوط مئات القتلى من كل الأطراف فضلا عن تأثيره المباشر على السلام الذي كان مرجوا وعلى المواطنين والمقيمين في جنوب السودان من مختلف الجنسيات وبالتالي تأثيره السلبي المباشر على السودان، منوها بأن السودان يعتبر المأمن الحقيقي حاليا لاستقبال الكثير من المواطنين الجنوبيين الذي يلجأون إليه طلبا للأمان والحياة.
وفيما يتعلق بالمواطنين السودانيين المقيمين في جنوب السودان، قال النعيم «حتى الآن لم يصب أحد بأذى ولكن الحكومة السودانية كونت لجنة الآن على مستوى وزاري لمتابعة الموقف، وتسهّل مهمة ووصول كل من يخرج من جنوب السودان وهي في اجتماعات مستمرة حتى ما إن يتم الوصول إلى مرحلة الإخلاء يكون هناك جاهزية تامة واستعداد لمعالجة الموقف والتعاطي معه بروح مهنية وإيجابية عالية».
من جانب آخر، والحديث للنعيم، فإن السودان يبذل جهدا مقدرا على الجانب الإنساني، مستجيبا لكثير من النداءات التي أطلقتها بعض الدول التي طلبت العون من الخرطوم من أجل تيسير إجلاء رعاياها في جنوب السودان، سواء أكان ذلك من دول أوروبية أو آسيوية، مشيرا إلى أن ذلك واجب أخلاقي لا تتردد الخرطوم في القيام به.
وقال النعيم: «المأمول هو أن يحتكم طرفا النزاع في جنوب السودان إلى صوت العقل والجنوح إلى السلام من خلال العودة إلى الاتفاق التي وقع بين الطرفين بهذا الشأن وأن يكون هناك إيقاف للأعمال العدائية ووقف إطلاق النار، يثبت الهدوء مرة أخرى في جوبا وغيرها من المواقع الأخرى في جنوب السودان وأن يلجأ الناس من جديد للالتزام بتطبيق الاتفاق الذي أبرم بين طرفي النزاع باعتباره الوثيقة الأساسية التي تم اعتمادها من الطرفين لتحقيق السلام في جنوب السودان».
ولفت وكيل وزارة الخارجية إلى أن السودان يعزز الجهد الإقليمي والدولي للحفاظ على سلامة واستقرار جنوب السودان من حافة الحرب، من خلال عمله ضمن مجموعة «الإيقاد»، مشيرا إلى تواصل مستمر مع عدة جهات وسفارات لعدد من الدول الأوروبية والآسيوية والولايات المتحدة الأميركية وكل الذين كانوا حضورا في الاجتماع المشهود الذي انعقد في أديس أبابا أخيرا بهذا الشأن، برئاسة الرئيس الأميركي باراك أوباما ودعي السودان ومثل فيه وزير الخارجية الرئيس البشير.
ونوه إلى أن حتى هذه اللحظة، السودان مستمرّ في اتصالاته مع كل هؤلاء الشركاء، لدفع كافة الأطراف المعنية على ضرورة العمل من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في جنوب السودان للظفر بجوار آمن مستقر متعاون لتحقيق المصلحة المشتركة لشعب واحد في دولتين. وأضاف النعيم: «رؤيتنا أن نقبل بانفصال جنوب السودان، بهدف تحقيق السلام في شطري البلدين الذي كان واحدا، وأصبح بلدين فيما بعد، وبعد الانفصال كانت الرؤية وما تزال أن يكون لدينا جوار آمن ومسالم ومتعاون، لأن الروابط بين شعبي البلدين كبيرة جدا، ولذلك يؤسفنا جدا ما يحدث في جنوب السودان من قتال ونزوح ولجوء، بسبب غياب الاستقرار الأمني».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.