أمين عام جامعة الدول العربية يواصل استكمال تحضيرات القمة العربية في موريتانيا

أبو الغيط يوجه بتنشيط عمل الأمانة العامة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي

أمين عام جامعة الدول العربية يواصل استكمال تحضيرات القمة العربية في موريتانيا
TT

أمين عام جامعة الدول العربية يواصل استكمال تحضيرات القمة العربية في موريتانيا

أمين عام جامعة الدول العربية يواصل استكمال تحضيرات القمة العربية في موريتانيا

يواصل أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية استكمال التحضيرات التي تسبق أعمال القمة العربية، حيث عقد اجتماعات مكثفة مع مسؤولي القطاعات المختلفة للأمانة العامة للجامعة بهدف التعرف على مختلف أبعاد التطورات الحالية في عمل هذه القطاعات، وإصدار تعليماته بشأن كيفية إعطاء قوة دفع جديدة لعمل هذه القطاعات للمشاركة في إحداث نقلة نوعية في مختلف مجالات العمل العربي المشترك.
وقد أوضح الوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن لقاءات أبو الغيط مع مديري الإدارات بالقطاعين الاقتصادي والاجتماعي، استمع خلالهما الأمين العام إلى عرض للترتيبات الخاصة باجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة على المستوى الوزاري التي ستسبق انعقاد القمة العربية المقرر عقدها بموريتانيا يومي 25 و26 يوليو (تموز) 2016، وكذلك إلى عرض من مديري الإدارات لأهم تطورات وجوانب عمل إداراتهم.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن أول وفد من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يصل إلى موريتانيا يوم 14 يوليو كمقدمة للوقوف على كافة الترتيبات التي انتهت منها الحكومة الموريتانية بشأن انعقاد القمة العربية وتواصل موريتانيا استقبالها للوفود العربية المشاركة يوم 19 يوليو، على أن تبدأ الاجتماعات التمهيدية للمندوبين وكبار المسؤولين يوم 20 يوليو ويلي ذلك اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي ووزراء الخارجية، وعلمت «الشرق الأوسط» إنه تم تشكيل لجنة إعلامية موريتانية رفيعة المستوى برئاسة مستشار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لتسهيل مهمة الإعلاميين. وكان المتحدث الرسمي للأمين العام قد أكد الحرص على ضرورة تنشيط عمل الأمانة العامة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، خاصة أن هذين المجالين يمسان بشكل مباشر الحياة اليومية للمواطن العربي، وأخذًا في الاعتبار التشعب والتنوع في الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية وتصاعد تحديات العمل في هذا الصدد على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
وأضاف أن الأمين العام حرص، من ناحية أخرى، على الإشارة إلى أهمية وجود تنسيق مستمر ونشط وفعال بين الإدارات المختلفة للأمانة العامة، والعمل على الارتقاء بمستوى كفاءة وأداء العاملين فيها من خلال التدريب الراقي والاطلاع بشكل مستمر على التجارب الناجحة، وتوجيه اهتمام خاص في هذا الإطار للعناصر الشابة باعتبار أنها تمثل مستقبل الجامعة، مجددًا التأكيد على أن معياري الكفاءة والمساواة في الفرص سيكونان هما المعيارين الرئيسيين اللذين سيحكمان العمل في الأمانة العامة خلال المرحلة المقبلة.
كما التقى أبو الغيط مع الدكتور عبد الله محارب مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم (الإليسكو) الذي قدم للتهنئة ببدء تولي الأمين العام لمهام منصبه.
وتناول اللقاء أهم نشاطات وبرامج العمل الحالية للمنظمة، وكيفية تطوير التعاون بين الجامعة والمنظمة، حيث حرص الأمين العام على أن يؤكد مدى تقديره للدور المحوري الذي تلعبه المنظمة في الارتقاء بالتعاون العربي المشترك في مجالات عملها والتي تعد أساس حضارة وارتقاء الأمم، مشيرًا إلى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لن تألو جهدا في مساندة ودعم المنظمة في هذا الصدد.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.