تحرير معظم مناطق الجوف اليمنية من الانقلابيين

«الشرعية» تصد هجومًا في الضالع.. وإحباط تهريب ألف قطعة سلاح في لحج

رئيس الوزراء اليمني قبل اجتماعه مع قيادات التحالف في عدن أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء اليمني قبل اجتماعه مع قيادات التحالف في عدن أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تحرير معظم مناطق الجوف اليمنية من الانقلابيين

رئيس الوزراء اليمني قبل اجتماعه مع قيادات التحالف في عدن أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء اليمني قبل اجتماعه مع قيادات التحالف في عدن أمس («الشرق الأوسط»)

أعلن اللواء الركن محمد المقدشي رئيس هيئة الأركان العامة اليمني تمكن قوات الجيش والمقاومة الشعبية في محافظة الجوف من تحرير معظم المحافظة ذات الجغرافيا الواسعة في فترة قياسية، مشيرًا إلى أن ذات القوات ما زالت تحقق الانتصارات وقريبًا ستصل إلى حرف سفيان في عمران وصعدة.
جاء ذلك خلال الزيارة التفقدية التي قام بها اللواء المقدشي لوحدات الجيش والمقاومة الشعبية المرابطة في الخطوط الأمامية لجبهات القتال بمحافظة الجوف في شمال شرقي اليمن.
إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أمس السبت، غارات على مواقع عسكرية ونقاط تجمعات تابعة لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح في منطقة الحتارش، شرق العاصمة اليمنية صنعاء. وقالت مصادر محلية، لـ«الشرق الأوسط» إن غارات الطيران استهدفت مواقع عسكرية، في منطقة الحتارش إلى جانب نقاط لتجمعات في مواضع أخرى، مشيرة باستمرار تحليق الطيران في سماء المنطقة. وأضافت أن قصف الطيران لتلك المواقع تزامن مع معارك محتدمة في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة ومسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية.
وفي محافظة لحج جنوبي البلاد، قالت مصادر ميدانية في المقاومة الجنوبية، أمس السبت، إن مقاتلين أحبطوا عملية تهريب قارب بحري يحمل ألف قطعة سلاح من نوع «كلاشنيكوف أسود»، في سواحل منطقة رأس العارة غرب المحافظة لحج.
وقالت مصادر محلية في منطقة الصبيحة لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة وبمساعدة قبائل الصبيحة ضبطت كميات كبيرة من الأسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين. وكشفت عن أن الكمية المضبوطة قدرت بألف قطعة سلاح آلي، ودعت المصادر إلى تحقيق عسكري في واقعة التهريب للسلاح إلى الميليشيات الموجودة في ميناء المخا، مؤكدة أن عملية التهريب جاءت في وقت تخوض فيها قوات الجيش والمقاومة حربها ضد الميليشيات الانقلابية التي قامت أول من أمس الجمعة بمحاولة التفاف في جبهة باب المندب. وقالت: إن المقاومة تصدت لهجوم قامت به مجاميع مسلحة تابعة للحوثيين والمخلوع وحاولت التسلل عبر سلسلة جبال كهبوب الفاصلة بين لحج وتعز بمديرية المضاربة، موضحة أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاومة والقوات المهاجمة انتهت بسقوط ضحايا من الجانبين. وأكدت المصادر أن الميليشيات وقوات الرئيس المخلوع صالح تحاول مرارا استعادة موقع باب المندب الاستراتيجي ومن خلال عمليات تسلل والتفاف على قوات المقاومة المتواجدة في باب المندب وعبر سلسلة جبال منطقة كهبوب الواصلة إلى منطقة السقية المحاذية لساحل البحر.
وفي محافظة الضالع جنوب البلاد، قصفت الميليشيات الانقلابية مواقع للمقاومة والجيش الوطني في منطقة الشرنمة السفلى وقرية الصياح بمنطقة العود شمال محافظة الضالع بقذائف الهاون، مؤكدة أن المقاومة تمكنت من صد هجوم للميليشيات الانقلابية على موقع يبار. وأفاد سكان محليون في منطقة العود لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قصفت مناطق آهلة بالسكان شمال الضالع، مشيرة أن القصف المدفعي طال قرى واقعة بين محافظتي الضالع جنوبا وإب شمالا، متسببة في حالة من الهلع بين السكان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.